وقت مستقطع
علي ميرزا
إشكالية التصريحات الرياضية
هناك صورة تتكرر إلى حد الاعتياد، إذ بعد انتهاء المباريات يتجه الصحفيون نحو اللاعبين، فيقابلهم نسبة كبيرة منهم إما بالصمت، أو الاعتذار، أو الهروب الصريح من التصريحات الإعلامية.
سلوك يتكرر لدى غالبية الرياضيين، وفي مختلف الألعاب الرياضية، وخاصة بعد الهزائم تحديدا، وهذا يجعلنا نتساءل: هل الإشكال يكمن في الثقافة الاحترافية؟ أم أنه ذو علاقة بأسباب نفسية، وعلاقة مهزوزة الثقة في الإعلام ورجالاته؟
ألا يعلم الرياضي بأنه جزء لا يتجزأ من منظومة متكاملة مكونة من أداء فني، وانضباط سلوكي، وتعامل إعلامي؟ ألا يعلم بأن تصريحه بعد المباراة سواء كان فريقه فائزا أو خاسرا ليس تفضلا منه، بل هو واجب مهني، يندرج ضمن الفهم الاحترافي الصحيح؟ أليس هذا السلوك يشير بوضوح إلى وجود خلل في الثقافة الاحترافية، أو المنظومة التي ينتمي إليها؟ وإلا لماذا نردد بمناسبة وغير مناسبة أن الإعلام شريك في صناعة الرياضة والرياضيين؟
نحن لا نتجاهل أن الخسارة لها انعكاس نفسي على اللاعب، خاصة إذا كان تحت ضغط جماهيري أو يعيش تراجعا في مستواه، أو تجارب سابقة سلبية مع الإعلام، ما يرسخ لدى اللاعب قناعة أن الصمت أقل ضررا من الكلام.
من الإنصاف تأكيد أن جزءا من الإشكالية يتحمل مسؤوليته بعض الممارسات الإعلامية غير المهنية، حين يبحث الإعلامي عن الإثارة أكثر من الحقيقة، مع الأخذ بعين الاعتبار أنه لا ينبغي تعميم هذه الصورة على الإعلام بأكمله، فالمهنية تقابل بالمهنية نفسها، والصمت يضاعف من اتساع الفجوة.
وخلاصة القول، إن المسؤولية مشتركة، فاللاعب مطالب بتعبير متزن يعبر عن نضجه الرياضي، والنادي هو الآخر مطالب بوضع سياسات واضحة للتعامل مع وسائل الإعلام، والإعلامي مطالب بأسئلة تحترم عقل اللاعب والجمهور، وتبحث عن التحليل لا التصيد، والاتحادات هي الأخرى مطالبة بالتدخل، وأن تكون محضر خير.

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك