العدد : ١٧٤٤١ - الثلاثاء ٢٣ ديسمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٣ رجب ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٤٤١ - الثلاثاء ٢٣ ديسمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٣ رجب ١٤٤٧هـ

وقت مستقطع

علي ميرزا

طائرة المحرق والتحديات

في‭ ‬ظل‭ ‬ما‭ ‬يشهده‭ ‬موسم‭ ‬الكرة‭ ‬الطائرة‭ ‬من‭ ‬خصوصية‭ ‬واستثنائية‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬جميع‭ ‬الأندية‭ ‬المحلية،‭ ‬نظرا‭ ‬الى‭ ‬طبيعة‭ ‬نظام‭ ‬مسابقة‭ ‬دوري‭ ‬عيسى‭ ‬بن‭ ‬راشد‭ ‬للكرة‭ ‬الطائرة،‭ ‬غير‭ ‬أنه‭ ‬يبرز‭ ‬موسم‭ ‬طائرة‭ ‬نادي‭ ‬المحرق‭ ‬بوصفه‭ ‬حالة‭ ‬أكثر‭ ‬خصوصية‭ ‬واستثنائية،‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬بحكم‭ ‬المعطيات‭ ‬الفنية،‭ ‬بل‭ ‬نتيجة‭ ‬لحجم‭ ‬التحديات‭ ‬وتراكم‭ ‬المسؤوليات‭ ‬التي‭ ‬يواجهها‭ ‬الفريق‭ ‬في‭ ‬فترة‭ ‬زمنية‭ ‬قصيرة‭ ‬وحساسة‭.‬

فطائرة‭ ‬المحرق‭ ‬تدخل‭ ‬هذا‭ ‬الموسم‭ ‬وهي‭ ‬تحمل‭ ‬على‭ ‬عاتقها‭ ‬إرث‭ ‬موسمٍ‭ ‬سابق‭ ‬ناجح،‭ ‬توج‭ ‬فيه‭ ‬بلقبي‭ ‬دوري‭ ‬عيسى‭ ‬بن‭ ‬راشد‭ ‬وكأس‭ ‬سمو‭ ‬ولي‭ ‬العهد،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يجعل‭ ‬مهمة‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬هذه‭ ‬المكتسبات‭ ‬أكثر‭ ‬صعوبة‭ ‬من‭ ‬مهمة‭ ‬تحقيقها‭ ‬في‭ ‬المقام‭ ‬الأول‭. ‬فالبطل،‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬معروف‭ ‬في‭ ‬العرف‭ ‬الرياضي،‭ ‬لا‭ ‬يقاس‭ ‬فقط‭ ‬بقدرته‭ ‬على‭ ‬الصعود‭ ‬إلى‭ ‬القمة،‭ ‬بل‭ ‬بقدرته‭ ‬على‭ ‬البقاء‭ ‬فيها،‭ ‬بما‭ ‬يتطلب‭ ‬منه‭ ‬مواجهة‭ ‬ضغوط‭ ‬المنافسين،‭ ‬وتحدي‭ ‬التوقعات‭ ‬العالية‭ ‬التي‭ ‬ترافقه‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مباراة‭ ‬وكل‭ ‬تنافس‭.‬

ويزداد‭ ‬المشهد‭ ‬صعوبة‭ ‬حين‭ ‬نضع‭ ‬في‭ ‬الاعتبار‭ ‬أن‭ ‬طائرة‭ ‬القلعة‭ ‬الحمراء‭ ‬لا‭ ‬تنظر‭ ‬فقط‭ ‬إلى‭ ‬الاستحقاقات‭ ‬المحلية،‭ ‬بل‭ ‬تستعد‭ ‬كذلك‭ ‬لخوض‭ ‬غمار‭ ‬المشاركة‭ ‬الخارجية‭ ‬في‭ ‬بطولة‭ ‬الأندية‭ ‬العربية‭ ‬الرابعة‭ ‬والأربعين،‭ ‬المقرر‭ ‬إقامتها‭ ‬في‭ ‬تونس‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬من‭ ‬8‭ ‬حتى‭ ‬18‭ ‬يناير‭ ‬القادم،‭ ‬وهي‭ ‬مشاركة‭ ‬لا‭ ‬يتعامل‭ ‬معها‭ ‬النادي‭ ‬بوصفها‭ ‬محطة‭ ‬عابرة،‭ ‬بل‭ ‬تمثل‭ ‬اختبارا‭ ‬حقيقيا‭ ‬لعمق‭ ‬الفريق،‭ ‬وجاهزيته‭ ‬الذهنية‭ ‬والبدنية،‭ ‬وقدرته‭ ‬على‭ ‬التوفيق‭ ‬بين‭ ‬طموحات‭ ‬الداخل‭ ‬وتحديات‭ ‬الخارج‭.‬

الدفاع‭ ‬عن‭ ‬شعار‭ ‬المحرق‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المرحلة‭ ‬يتطلب‭ ‬جهدا‭ ‬مضاعفا،‭ ‬لا‭ ‬يقتصر‭ ‬على‭ ‬اللاعبين‭ ‬داخل‭ ‬المستطيل‭ ‬فقط،‭ ‬بل‭ ‬يمتد‭ ‬ليشمل‭ ‬منظومة‭ ‬متكاملة‭ ‬تبدأ‭ ‬من‭ ‬إدارة‭ ‬النادي،‭ ‬مرورا‭ ‬بالقائمين‭ ‬على‭ ‬لعبة‭ ‬الكرة‭ ‬الطائرة،‭ ‬والجهازين‭ ‬الإداري‭ ‬والفني،‭ ‬وصولا‭ ‬إلى‭ ‬اللاعبين‭ ‬أنفسهم،‭ ‬الذين‭ ‬تقع‭ ‬على‭ ‬عاتقهم‭ ‬المسؤولية‭ ‬الأكبر‭ ‬في‭ ‬ترجمة‭ ‬هذا‭ ‬العمل‭ ‬الجماعي‭ ‬إلى‭ ‬نتائج‭ ‬ملموسة‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع،‭ ‬كما‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬إغفال‭ ‬دور‭ ‬الجماهير‭ ‬والأنصار،‭ ‬الذين‭ ‬يشكل‭ ‬حضورهم‭ ‬ودعمهم‭ ‬عاملا‭ ‬نفسيا‭ ‬بالغ‭ ‬الأهمية،‭ ‬خصوصا‭ ‬في‭ ‬المواجهات‭ ‬الحاسمة‭.‬

أما‭ ‬الجانب‭ ‬الإعلامي،‭ ‬فهو‭ ‬شريك‭ ‬أساسي‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المرحلة،‭ ‬ليس‭ ‬من‭ ‬باب‭ ‬المجاملة‭ ‬أو‭ ‬الترويج،‭ ‬بل‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تسليط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬حجم‭ ‬التحديات،‭ ‬وخلق‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬الوعي‭ ‬العام‭ ‬بطبيعة‭ ‬المرحلة،‭ ‬بما‭ ‬يسهم‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬الفريق‭ ‬معنويا،‭ ‬وتخفيف‭ ‬الضغوط‭ ‬غير‭ ‬المبررة،‭ ‬وترسيخ‭ ‬ثقافة‭ ‬أن‭ ‬النجاح‭ ‬المستمر‭ ‬هو‭ ‬نتاج‭ ‬عمل‭ ‬تراكمي،‭ ‬لا‭ ‬نتيجة‭ ‬لحظة‭ ‬عابرة‭.‬

نحن‭ ‬كأسرة‭ ‬الكرة‭ ‬الطائرة‭ ‬لا‭ ‬نشك‭ ‬قيد‭ ‬أنملة‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬الجميع‭ ‬داخل‭ ‬أسوار‭ ‬القلعة‭ ‬الحمراء‭ ‬يدرك‭ ‬حجم‭ ‬المسؤولية‭ ‬الملقاة‭ ‬على‭ ‬عاتقه،‭ ‬ويعي‭ ‬طبيعة‭ ‬المرحلة،‭ ‬ومتطلبات‭ ‬النجاح‭ ‬فيها،‭ ‬لكن‭ ‬التذكير‭ ‬هنا‭ ‬يأتي‭ ‬من‭ ‬باب‭ ‬الحرص‭ ‬لا‭ ‬غير،‭ ‬ومن‭ ‬منطلق‭ ‬أن‭ ‬الطموح‭ ‬الكبير‭ ‬يحتاج‭ ‬دائما‭ ‬إلى‭ ‬تضافر‭ ‬الجهود،‭ ‬ووحدة‭ ‬الصف،‭ ‬والإيمان‭ ‬بأن‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬القمة‭ ‬لا‭ ‬يقل‭ ‬صعوبة‭ ‬عن‭ ‬الوصول‭ ‬إليها‭.‬

فالمحرق‭ ‬اليوم‭ ‬لا‭ ‬يدافع‭ ‬فقط‭ ‬عن‭ ‬ألقاب،‭ ‬بل‭ ‬عن‭ ‬صورة‭ ‬ناد‭ ‬اعتاد‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬حاضرا‭ ‬في‭ ‬المواعيد‭ ‬والتحديات‭ ‬الكبرى،‭ ‬وقادرا‭ ‬على‭ ‬تمثيل‭ ‬الكرة‭ ‬الطائرة‭ ‬البحرينية‭ ‬بأفضل‭ ‬صورة‭ ‬خارجيا،‭ ‬وهذا‭ ‬بحد‭ ‬ذاته‭ ‬تحد‭ ‬يستحق‭ ‬أن‭ ‬يواجه‭ ‬بكل‭ ‬ما‭ ‬أوتي‭ ‬من‭ ‬تخطيط،‭ ‬وعمل،‭ ‬ودعم،‭ ‬وإصرار‭.‬

إقرأ أيضا لـ"علي ميرزا"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا