وقت مستقطع
علي ميرزا
طائرة المحرق والتحديات
في ظل ما يشهده موسم الكرة الطائرة من خصوصية واستثنائية على مستوى جميع الأندية المحلية، نظرا الى طبيعة نظام مسابقة دوري عيسى بن راشد للكرة الطائرة، غير أنه يبرز موسم طائرة نادي المحرق بوصفه حالة أكثر خصوصية واستثنائية، ليس فقط بحكم المعطيات الفنية، بل نتيجة لحجم التحديات وتراكم المسؤوليات التي يواجهها الفريق في فترة زمنية قصيرة وحساسة.
فطائرة المحرق تدخل هذا الموسم وهي تحمل على عاتقها إرث موسمٍ سابق ناجح، توج فيه بلقبي دوري عيسى بن راشد وكأس سمو ولي العهد، وهو ما يجعل مهمة الدفاع عن هذه المكتسبات أكثر صعوبة من مهمة تحقيقها في المقام الأول. فالبطل، كما هو معروف في العرف الرياضي، لا يقاس فقط بقدرته على الصعود إلى القمة، بل بقدرته على البقاء فيها، بما يتطلب منه مواجهة ضغوط المنافسين، وتحدي التوقعات العالية التي ترافقه في كل مباراة وكل تنافس.
ويزداد المشهد صعوبة حين نضع في الاعتبار أن طائرة القلعة الحمراء لا تنظر فقط إلى الاستحقاقات المحلية، بل تستعد كذلك لخوض غمار المشاركة الخارجية في بطولة الأندية العربية الرابعة والأربعين، المقرر إقامتها في تونس خلال الفترة من 8 حتى 18 يناير القادم، وهي مشاركة لا يتعامل معها النادي بوصفها محطة عابرة، بل تمثل اختبارا حقيقيا لعمق الفريق، وجاهزيته الذهنية والبدنية، وقدرته على التوفيق بين طموحات الداخل وتحديات الخارج.
الدفاع عن شعار المحرق في هذه المرحلة يتطلب جهدا مضاعفا، لا يقتصر على اللاعبين داخل المستطيل فقط، بل يمتد ليشمل منظومة متكاملة تبدأ من إدارة النادي، مرورا بالقائمين على لعبة الكرة الطائرة، والجهازين الإداري والفني، وصولا إلى اللاعبين أنفسهم، الذين تقع على عاتقهم المسؤولية الأكبر في ترجمة هذا العمل الجماعي إلى نتائج ملموسة على أرض الواقع، كما لا يمكن إغفال دور الجماهير والأنصار، الذين يشكل حضورهم ودعمهم عاملا نفسيا بالغ الأهمية، خصوصا في المواجهات الحاسمة.
أما الجانب الإعلامي، فهو شريك أساسي في هذه المرحلة، ليس من باب المجاملة أو الترويج، بل من خلال تسليط الضوء على حجم التحديات، وخلق حالة من الوعي العام بطبيعة المرحلة، بما يسهم في دعم الفريق معنويا، وتخفيف الضغوط غير المبررة، وترسيخ ثقافة أن النجاح المستمر هو نتاج عمل تراكمي، لا نتيجة لحظة عابرة.
نحن كأسرة الكرة الطائرة لا نشك قيد أنملة في أن الجميع داخل أسوار القلعة الحمراء يدرك حجم المسؤولية الملقاة على عاتقه، ويعي طبيعة المرحلة، ومتطلبات النجاح فيها، لكن التذكير هنا يأتي من باب الحرص لا غير، ومن منطلق أن الطموح الكبير يحتاج دائما إلى تضافر الجهود، ووحدة الصف، والإيمان بأن الحفاظ على القمة لا يقل صعوبة عن الوصول إليها.
فالمحرق اليوم لا يدافع فقط عن ألقاب، بل عن صورة ناد اعتاد أن يكون حاضرا في المواعيد والتحديات الكبرى، وقادرا على تمثيل الكرة الطائرة البحرينية بأفضل صورة خارجيا، وهذا بحد ذاته تحد يستحق أن يواجه بكل ما أوتي من تخطيط، وعمل، ودعم، وإصرار.

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك