العدد : ١٧٤٤١ - الثلاثاء ٢٣ ديسمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٣ رجب ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٤٤١ - الثلاثاء ٢٣ ديسمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٣ رجب ١٤٤٧هـ

وقت مستقطع

علي ميرزا

هوس هجومي

شهدت‭ ‬الجولة‭ ‬الرابعة‭ ‬من‭ ‬دوري‭ ‬عيسى‭ ‬بن‭ ‬راشد‭ ‬للكرة‭ ‬الطائرة‭ ‬حالة‭ ‬هجومية‭ ‬لافتة،‭ ‬يمكن‭ ‬وصفها من‭ ‬دون‭ ‬مبالغة‭ ‬بهوس‭ ‬النقاط‭ ‬والضغط‭ ‬الهجومي‭ ‬المستمر،‭ ‬إذ‭ ‬حضرت‭ ‬الجرأة‭ ‬في‭ ‬إنهاء‭ ‬الكرات،‭ ‬وارتفع‭ ‬إيقاع‭ ‬اللعب‭ ‬بشكل‭ ‬واضح‭ ‬في‭ ‬معظم‭ ‬المباريات،‭ ‬المباراة‭ ‬الوحيدة‭ ‬التي‭ ‬غاب‭ ‬عنها‭ ‬كاتب‭ ‬هذه‭ ‬السطور‭ ‬كانت‭ ‬مواجهة‭ ‬النجمة‭ ‬والنبيه‭ ‬صالح‭ ‬لظرف‭ ‬خاص،‭ ‬فيما‭ ‬تابع‭ ‬عن‭ ‬قرب‭ ‬تفاصيل‭ ‬بقية‭ ‬لقاءات‭ ‬الجولة،‭ ‬بما‭ ‬حملته‭ ‬من‭ ‬مؤشرات‭ ‬فنية‭ ‬تستحق‭ ‬الوقوف‭ ‬عندها‭.‬

أكثر‭ ‬ما‭ ‬لفت‭ ‬الانتباه‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الجولة‭ ‬استمرار‭ ‬فريق‭ ‬عالي‭ ‬في‭ ‬تقديم‭ ‬نفسه‭ ‬كأحد‭ ‬الفرق‭ ‬جاهزية‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬الهجومي،‭ ‬الفريق‭ ‬حقق‭ ‬انتصاره‭ ‬الثاني‭ ‬تتابعا،‭ ‬مؤكدا‭ ‬تصاعد‭ ‬منحناه‭ ‬الفني،‭ ‬وذلك‭ ‬بعد‭ ‬فوزه‭ ‬على‭ ‬المعامير‭ ‬بثلاثة‭ ‬أشواط‭ ‬مقابل‭ ‬شوط،‭ ‬في‭ ‬مباراة‭ ‬عكست‭ ‬تفوقا‭ ‬نسبيا‭ ‬في‭ ‬فاعلية‭ ‬إنهاء‭ ‬الهجمات‭ ‬رغم‭ ‬بعض‭ ‬الهفوات‭. ‬لاعبو‭ ‬عالي‭ ‬سجلوا‭ ‬قرابة‭ ‬54‭ ‬نقطة‭ ‬مباشرة،‭ ‬جاءت‭ ‬43‭ ‬منها‭ ‬عبر‭ ‬الهجوم،‭ ‬وهو‭ ‬رقم‭ ‬يعكس‭ ‬اعتماد‭ ‬الفريق‭ ‬الواضح‭ ‬على‭ ‬الحلول‭ ‬الهجومية‭ ‬المتنوعة‭. ‬في‭ ‬المقابل،‭ ‬ارتكب‭ ‬لاعبوه‭ ‬نحو‭ ‬34‭ ‬خطأ‭ ‬مباشرا،‭ ‬وهو‭ ‬رقم‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬قراءة‭ ‬فنية‭ ‬دقيقة،‭ ‬خاصة‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالأخطاء‭ ‬الهجومية‭ ‬والإرسال،‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬تكلف‭ ‬الفريق‭ ‬كثيرا‭ ‬أمام‭ ‬خصوم‭ ‬أكثر‭ ‬صلابة‭ ‬دفاعيا‭.‬

أما‭ ‬فريق‭ ‬المعامير،‭ ‬فعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬الخسارة،‭ ‬فإنه‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬بعيداً‭ ‬عن‭ ‬المنافسة‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬الإنتاج‭ ‬الهجومي،‭ ‬إذ‭ ‬سجل‭ ‬لاعبوه‭ ‬35‭ ‬نقطة‭ ‬مباشرة،‭ ‬32‭ ‬منها‭ ‬عبر‭ ‬الهجوم،‭ ‬ما‭ ‬يؤكد‭ ‬أن‭ ‬الفريق‭ ‬يمتلك‭ ‬أدوات‭ ‬هجومية‭ ‬جيدة،‭ ‬لكنه‭ ‬عانى‭ ‬من‭ ‬مشكلة‭ ‬واضحة‭ ‬في‭ ‬إدارة‭ ‬الأخطاء،‭ ‬بعدما‭ ‬وقع‭ ‬لاعبوه‭ ‬في‭ ‬قرابة‭ ‬40‭ ‬خطأ‭ ‬مباشراً،‭ ‬منها‭ ‬19‭ ‬خطأ‭ ‬هجوميا،‭ ‬وهو‭ ‬رقم‭ ‬مرتفع‭ ‬أسهم‭ ‬بشكل‭ ‬مباشر‭ ‬في‭ ‬ترجيح‭ ‬كفة‭ ‬عالي‭ ‬وحسم‭ ‬المواجهة‭ ‬لصالحه‭.‬

وفي‭ ‬سياق‭ ‬متصل،‭ ‬برز‭ ‬فريقا‭ ‬البسيتين‭ ‬والدير‭ ‬كأحد‭ ‬أبرز‭ ‬عناوين‭ ‬التطور‭ ‬الهجومي‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الجولة‭. ‬البسيتين‭ ‬قدم‭ ‬مباراة‭ ‬منظمة‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬كبير،‭ ‬وظهر‭ ‬بتدرج‭ ‬تصاعدي‭ ‬في‭ ‬الأداء،‭ ‬مع‭ ‬وضوح‭ ‬في‭ ‬توزيع‭ ‬الأدوار‭ ‬الهجومية،‭ ‬وروح‭ ‬قتالية‭ ‬عالية‭ ‬انعكست‭ ‬على‭ ‬ثبات‭ ‬المستوى‭ ‬من‭ ‬بداية‭ ‬اللقاء‭ ‬حتى‭ ‬نهايته،‭ ‬الفريق‭ ‬بدا‭ ‬أكثر‭ ‬انسجاما،‭ ‬وأكثر‭ ‬قدرة‭ ‬على‭ ‬استثمار‭ ‬الفرص،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يمنحه‭ ‬هامش‭ ‬تفاؤل‭ ‬فيما‭ ‬هو‭ ‬قادم‭.‬

أما‭ ‬الدير،‭ ‬فقد‭ ‬بدا‭ ‬واضحا‭ ‬أن‭ ‬دخول‭ ‬العناصر‭ ‬الشابة‭ ‬أعاد‭ ‬الحيوية‭ ‬إلى‭ ‬المنظومة‭ ‬الهجومية‭ ‬للفريق،‭ ‬إذ‭ ‬أسهم‭ ‬الشباب‭ ‬في‭ ‬رفع‭ ‬نسق‭ ‬اللعب،‭ ‬ومنح‭ ‬الفريق‭ ‬حلولا‭ ‬هجومية،‭ ‬هذا‭ ‬الإنعاش‭ ‬الهجومي‭ ‬قد‭ ‬يشكل‭ ‬نقطة‭ ‬تحول‭ ‬في‭ ‬مسار‭ ‬الفريق‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬ترافق‭ ‬مع‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬الانضباط‭ ‬الدفاعي‭ ‬وتقليل‭ ‬الأخطاء‭ ‬المباشرة‭.‬

بصورة‭ ‬عامة،‭ ‬يمكن‭ ‬القول‭ ‬بأن‭ ‬الجولة‭ ‬الرابعة‭ ‬كشفت‭ ‬عن‭ ‬نزعة‭ ‬هجومية‭ ‬متزايدة‭ ‬لدى‭ ‬معظم‭ ‬الفرق،‭ ‬لكنها‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬ذاته‭ ‬أعادت‭ ‬طرح‭ ‬سؤال‭ ‬التوازن‭ ‬بين‭ ‬الجرأة‭ ‬الهجومية‭ ‬والانضباط‭ ‬الفني،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬سيحدد‭ ‬ملامح‭ ‬الصراع‭ ‬في‭ ‬الجولات‭ ‬المقبلة‭.‬

إقرأ أيضا لـ"علي ميرزا"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا