تستذكرُ الشعوبُ أيامًا وطنيَّةً خالدةً في وجدانِها، تمجِّدُ فيها قادتَها وتثني على عظمائِها وبناةِ مسيرتها، وتستعرضُ إنجازاتِها وتزهو الفرحةُ في أعيادِها بما حققت من تقدمٍ وتطور، وتعيشُ البحرين في ديسمبر من كلِّ عام أيامًا خالدة وأعيادًا وطنيَّة، وفيها تتجددُ العزيمةُ الوطنيَّة من أبنائِها لمواصلةِ نهضتها، وتحتفلُ في السادس عشر من ديسمبر بذكرى الاستقلالِ الوطني وذكرى عيد جلوس حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه وذكرى توليه مقاليد الحكم عام 1999 للميلاد، وهي مناسبةٌ وطنية جليلةُ القدرِ عزيزةٌ على قلوبِ شعبِ البحرين، وجديرةٌ هي الذكرى بأن تعمَّ فيها البهجةُ والمسراتُ وتكثرُ الاحتفالاتُ ويفرحُ فيها الصغيرُ والكبيرُ، يستحضرون فيها معانيَ الولاءِ والانتماءِ وحبَ الوطن والوفاء لترابه الغالي، ومازالت ذاكرةُ أيام الصغر تعيدُ صورَ الاحتفالاتِ الشعبيَّة والأناشيدِ الوطنية في المدارسِ والشوارع آنذاك في أجواءٍ من الفرحِ والسرور.
إن شعورَ أهلِ البحرين ليتعاظمُ فخراً وسعادة بالانتماءِ لهذا الوطنِ العزيز الحبيب المعطاء في هذه المناسبةِ الوطنية، وهو الوطنُ الزاخرُ بتاريخِه وحضارتِه وتفرده وتميزه على كثيرٍ من الدول والمتقدم على غيره، يستمدُ قوته من حكمةِ وبصيرةِ قائده حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم حفظه الله ورعاه ومن عنفوان وطاقة شعبه النابض بالحب والمتسامح مع ذاته ومع غيره والمفعم بالطيبة والعفوية ، هذا الوطنُ المليء بحيويةِ وعزيمةِ أبنائِه وعشقهم للإنجاز وحبهم للحياة وتعلق أنفسهم بالطموح وكفاحهم المستمر مع التحديات المعيشية مع قلة الموارد المتاحة ومحدوديتها.
وفي هذه الأيامِ السعيدةِ تُستعرضُ إنجازاتُ المسيرةِ التنموية والنهضة الشاملة في التحديث والتطوير والتمكين لبناء الوطن والتي يتلمسُها شعبُ البحرين ويحافظُ عليها، يؤازر تلك المكتسبات نعمة استقرار الوطن ويحرسها الأمن المستتب في ربوع الوطن الغالي.
وتتوالى الأيامُ والأعوام والبحرين في أزهى عهدها وحلتها بفضل إنجازات المسيرة المباركة لحضرة صاحب الجلالة الملك المعظم حفظه الله ورعاه وعهد ترسيخ دولة المؤسسات والقانون، واستكمال المؤسسات الرسمية لدورها الوطني وولادة مؤسسات وهيئات استحدثت في العهد الزاهر لحضرة صاحب الجلالة الملك المعظم حفظه الله، كالمجلس الأعلى للمرأة والمؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان، والمؤسسة الملكية للأعمال الخيرية والأمانة العامة للتظلمات والنيابة العامة، ومفوضية حقوق السجناء والمحتجزين وجهاز الرقابة المالي والإداري، واستحداث وزارة الداخلية برنامج العقوبات البديلة والسجون المفتوحة الذي أثبت أن البحرين سباقة ومتميزة بمؤسساتها الحكومية وبرامجها النوعية وعنايتها بمواطنيها وحرصها عليهم أشد الحرص، في دمجهم مرة أخرى في المجتمع مواطنين صالحين، يسهمون في عجلة التنمية وبناء الوطن.
وقد أولت الحكومة الموقرة برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس الوزراء الموقر حفظه الله برعاية واهتمام بالمواطن، ودشنت عدة مشاريع إسكانية من خلال توجيهات القيادة الحكيمة وكثفت من سرعة إنجاز المشاريع الإسكانية وتوزيعها على المواطنين المستحقين للوحدات الإسكانية رعاية وحرصًا منها على توفير السكن الملائم للمواطنين، وجاءت التوجيهات الحكومية من سمو رئيس مجلس الوزراء ولي العهد الأمين حفظه الله في دعم التوظيف لأبنائه من المواطنين، عبر توجيه وزارة العمل بعرض ثلاث فرص وظيفية لكل باحث عن عمل، وهو اهتمام حكومي واضح وتوجيه مباشر لدعم المواطنين بزيادة الفرص المتاحة في المنصة الوطنية للتوظيف والاستفادة من توظيف أكثر عدد من أبناء الوطن لتسخير قدراتهم وإمكاناتهم للمساهمة في بناء وتنمية الوطن العزيز، وفي المجال الرياضي تتبوأ البحرين عاماً بعد عام مكانة أعلى بين الدول في المحافل الرياضية بفوزها في المسابقات الرياضية والألعاب الأولمبية، وتحقيقها الريادة على مستوى العالم بفوز فريقها ماكلارين في سباق الفورملا واحد وانتزاعه المركز الأول في عدة سباقات محققا ثمرة الرؤية الطموحة لصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة رئيس مجلس الوزراء ولي العهد حفظه الله، وكل عام والوطن الغالي بخير وعزة وإلى مجد ورفعة.
hussain_S_owainati

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك