يحلّ اليوم الوطني مع تحقيق إنجازات اقتصادية في ظل جلالة الملك المعظم وسمو ولي العهد لمملكة البحرين، وهي مناسبة وطنية تتجاوز رمزية الاحتفال، لتجسد مسيرة متكاملة من التحول الاقتصادي، والاستقرار المؤسسي، والرؤية الاستراتيجية بعيدة المدى، التي أرستها القيادة الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البلاد المعظم، وتواصل ترسيخها حكومة مملكة البحرين برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء.
على مدى العقود الماضية، نجحت البحرين في إعادة صياغة نموذجها الاقتصادي ليقوم على التنويع والاستدامة، بعيدًا عن الاعتماد الأحادي على الموارد التقليدية. فقد أصبحت القطاعات غير النفطية اليوم المحرك الرئيسي للنمو، مدعومة بإصلاحات هيكلية شملت البيئة التشريعية، والحوكمة المالية، وتطوير البنية التحتية، بما عزز قدرة الاقتصاد الوطني على التكيف مع المتغيرات العالمية.
وفي ظل التحديات الاقتصادية الدولية، أثبتت البحرين مرونة لافتة في إدارة السياسات المالية والنقدية، عبر نهج متوازن يركز على الاستدامة المالية، وتحفيز النمو، وحماية الاستقرار الاجتماعي. هذا النهج انعكس في المحافظة على جاذبية المملكة للاستثمارات الأجنبية، وتعزيز مكانتها كمركز مالي وتجاري إقليمي يتمتع ببيئة أعمال تنافسية وشفافة.
كما لعبت العلاقات الاقتصادية الدولية دورًا محوريًا في دعم مسيرة التنمية، حيث حرصت البحرين على بناء شراكات استراتيجية متوازنة مع مختلف الدول، قائمة على المصالح المشتركة ونقل المعرفة وتعزيز التجارة والاستثمار. وقد أسهم هذا الانفتاح الاقتصادي في ترسيخ مكانة المملكة ضمن سلاسل القيمة العالمية، وتعزيز قدرتها على استقطاب رؤوس الأموال النوعية.
وفي قلب هذا التحول، كان الاستثمار في الإنسان البحريني ركيزة أساسية للتنمية، من خلال التركيز على التعليم، والتدريب، وبناء الكفاءات الوطنية القادرة على قيادة الاقتصاد في مراحله المقبلة. فالتنمية الاقتصادية المستدامة لا تُقاس فقط بالأرقام، بل بقدرة الدول على إعداد أجيال قادرة على الابتكار، والإنتاج، والمنافسة عالميًا.
ومع احتفال مملكة البحرين بيومها الوطني، تقف المملكة على أرضية اقتصادية أكثر نضجًا، تستند إلى رؤية واضحة، وإدارة حكيمة، ومؤسسات قادرة على التطوير المستمر. إنها مسيرة تؤكد أن ما تحقق لم يكن وليد الصدفة، بل نتاج تخطيط استراتيجي، وانضباط اقتصادي، وإيمان راسخ بأن التنمية المستدامة هي الطريق الأمثل لضمان رفاه الوطن واستقراره على المدى الطويل.
ماجستير تنفيذي بالإدارة من المملكة المتحدة. (EMBA)
عضو بمعهد المهندسين والتكنولوجيا البريطانية العالمية. MIET))

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك