مسيرة عطاء ثرية ومستمرة بدأتها المرأة البحرينية منذ عقود طويلة، مسيرة وضعتها في مقدمة التجارب العربية المتميزة بل الأكثر تميزاً في تمكين المرأة وتعزيز حضورها في شتى مجالات التنمية والتطوير، هذا التميز جاء نتاج رؤية وطنية راسخة آمنت بأن المرأة شريك وعنصر أساسي لا غنى عنه في بناء الدولة الحديثة وتقدم المجتمع.
ولا يمكننا الحديث عن مسيرة المرأة البحرينية دون التوقف عند الدور الريادي لصاحبة السمو الملكي الشيخة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة، قرينة جلالة الملك، التي شكلت ركيزة أساسية في تحقيق مكتسبات غير مسبوقة للمرأة البحرينية منذ تأسيس المجلس الأعلى للمرأة عام 2001.
فمن خلال رئاستها للمجلس، وضعت سموها إطارا وطنيا شاملا لتمكين المرأة يقوم على العدالة وتكافؤ الفرص واستدامة مشاركتها في التنمية وكانت سموها دائماً تؤكد أن «شأن المرأة شأنٌ تنمويّ بامتياز»، وأن دعم المرأة واجب وطني يسهم في رفع كفاءة المجتمع بأسره.
جاءت جائزة سمو الشيخة سبيكة لتمكين المرأة البحرينية لتكون دافعاً ومشجعاً للمؤسسات الحكومية والخاصة على تبني ممارسات عادلة لتطوير السياسات الداعمة للمرأة في مواقع العمل، وأصبحت هذه الجائزة نموذجاً دولياً، قدمت البحرين من خلالها رسالة للعالم بأن المرأة البحرينية قادرة على صناعة بصمتها في المحافل الدولية وهي جديرة بالثقة الممنوحة لها.
كما أكدت سموها أن كل امرأة بحرينية «قرأت وتعلمت وشاركت، ونالت ثقة وطنها» هي شريك أصيل في بناء الوطن، وأن القيادة والريادة النسائية جزء من هوية مملكة البحرين الحضارية.
أثبتت المرأة البحرينية كفاءتها في جميع مواقع العمل حيث شغلت مناصب قيادية كبيرة، مناصب وزارية وبرلمانية وقضائية ودبلوماسية، وأثبتت جدارتها في مواقع صنع القرار وصياغة السياسات العامة في الدولة، وكان لها دور بارز في مجالات الابتكار والطب والتعليم والاقتصاد الرقمي والبحث العلمي، فأصبحت القيادات البحرينية النسائية قادرة على المنافسة والريادة محلياً وإقليميا ودولياً.
كما أن للمرأة البحرينية دوراً بارزاً في المجال الاقتصادي وريادة الأعمال، وأسهمت في تنويع الاقتصاد ورفع كفاءته من خلال مشاركتها في المشاريع الوطنية وانخراطها للعمل في المؤسسات المالية والمصرفية، وتميزت المرأة البحرينية بإرادة قوية للعمل والابتكار.
كما أن للمرأة البحرينية حضورا قويا في المجال الثقافي والاجتماعي، فأبدعت في الأدب والفنون والإعلام والسينما والعمل التطوعي، فأصبحت مصدراً للقوة الناعمة والهوية الثقافية الأصيلة، فنالت بكل جدارة ثقة واعتزاز المجتمع البحريني بدورها العظيم.
إن المنجزات التي حققتها المرأة البحرينية ممتدة بلا حدود، وقصتها مستمرة بلا نهاية نتيجة جهد جماعي تدعمه قيادة حكيمة ورؤية ملكية وعمل مؤسسي تقوده سمو الشيخة سبيكة، وإرادة قوية تملكها المرأة البحرينية، فهي صانعة للمستقبل، وحاضرة في كل ميادين البناء، ومستمرة في تأكيد نجاحها وتميزها وعطائها الوطني اللا محدود.
وبمناسبة يوم المرأة البحرينية أرفع أصدق التهاني والتبريكات إلى صاحبة السمو الملكي الشيخة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة جلالة الملك وإلى جميع نساء البحرين معبرة عن فخري واعتزازي بكل ما حققته المرأة البحرينية من إنجازات مشرفة تضع مملكة البحرين في قمة دول العالم في جهود تمكين المرأة.
ختاما فإن «للمرأة البحرينية قوة في عقلها، وجمالا في روحها، وقدرة على التغيير في مجتمعها».
nshowaiter98@gmail.com

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك