العدد : ١٧٤٣٠ - الجمعة ١٢ ديسمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ٢١ جمادى الآخر ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٤٣٠ - الجمعة ١٢ ديسمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ٢١ جمادى الآخر ١٤٤٧هـ

قضايا و آراء

نجاح البحرين في استضافة القمة الخليجية

بقلم: د. نبيل العسومي

الخميس ١١ ديسمبر ٢٠٢٥ - 02:00

اختتم‭ ‬قادة‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬لدول‭ ‬الخليج‭ ‬العربية‭ ‬قمتهم‭ ‬الدورية‭ ‬الـ46‭ ‬بالمنامة‭ ‬والتي‭ ‬عقدت‭ ‬برئاسة‭ ‬حضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ملك‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬المعظم‭ ‬أيده‭ ‬الله‭ ‬وسط‭ ‬ظروف‭ ‬إقليمية‭ ‬ودولية‭ ‬بالغة‭ ‬الدقة‭ ‬ألقت‭ ‬بظلالها‭ ‬على‭ ‬القمة‭ ‬مع‭ ‬تسارع‭ ‬الأحداث‭ ‬والتطورات‭ ‬على‭ ‬مختلف‭ ‬المستويات‭ ‬السياسية‭ ‬والأمنية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬مما‭ ‬يتطلب‭ ‬تضافر‭ ‬الجهود‭ ‬وتوحيد‭ ‬المواقف‭ ‬والسياسات‭ ‬تجاه‭ ‬هذه‭ ‬التطورات‭ ‬لمواجهة‭ ‬التحديات‭ ‬الإقليمية‭ ‬والدولية‭ ‬بموقف‭ ‬خليجي‭ ‬موحد‭ ‬وصلب‭ ‬وقوي‭ ‬للمحافظة‭ ‬على‭ ‬أمن‭ ‬واستقرار‭ ‬منطقتنا‭ ‬الخليجية‭.‬

انعقاد‭ ‬قمة‭ ‬البحرين‭ ‬جاء‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬تحديات‭ ‬وتهديدات‭ ‬خطيرة‭ ‬منها‭ ‬الحرب‭ ‬العدوانية‭ ‬التي‭ ‬تشنها‭ ‬إسرائيل‭ ‬بقيادة‭ ‬الإرهابي‭ ‬بنيامين‭ ‬نتنياهو‭ ‬على‭ ‬غزة‭ ‬وما‭ ‬سببته‭ ‬من‭ ‬أوضاع‭ ‬إنسانية‭ ‬مأساوية‭ ‬لم‭ ‬يشهدها‭ ‬العالم‭ ‬منذ‭ ‬الحرب‭ ‬العالمية‭ ‬الثانية‭ ‬حيث‭ ‬عم‭ ‬الدمار‭ ‬والخراب‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭  ‬مما‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬فقدان‭ ‬سكان‭ ‬غزة‭ ‬لمنازلهم‭ ‬وتهجير‭ ‬جزء‭ ‬كبير‭ ‬منهم‭ ‬إلى‭ ‬خارج‭ ‬القطاع‭ ‬وهدم‭ ‬المستشفيات‭ ‬والمدارس‭ ‬ودور‭ ‬العبادة‭ ‬حتى‭ ‬أصبحت‭ ‬غزة‭ ‬مكانا‭ ‬لا‭ ‬يصلح‭ ‬للعيش‭ ‬فيه‭ ‬حيث‭ ‬لم‭ ‬تراع‭ ‬قوات‭ ‬الاحتلال‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬أبسط‭ ‬القواعد‭ ‬والقيم‭ ‬والأخلاق‭ ‬الإنسانية،‭ ‬ومن‭ ‬جانب‭ ‬آخر،‭ ‬استمر‭ ‬التوتر‭ ‬والخلاف‭ ‬بين‭ ‬إيران‭ ‬وإسرائيل‭ ‬وسط‭ ‬مخاوف‭ ‬من‭ ‬تجدد‭ ‬الحرب‭ ‬بينهما‭ ‬من‭ ‬جديد‭ ‬و‭ ‬تواصلت‭ ‬جهود‭ ‬الحكومة‭ ‬اللبنانية‭ ‬لحصر‭ ‬السلاح‭ ‬بيد‭ ‬الدولة‭  ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تجاوز‭ ‬الوضع‭ ‬الحالي‭ ‬وما‭ ‬يشكله‭ ‬من‭ ‬تهديد‭ ‬لأمن‭ ‬واستقرار‭ ‬لبنان‭ ‬الشقيق‭.‬

ويضاف‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭ ‬التحولات‭ ‬التي‭ ‬حدثت‭ ‬في‭ ‬سوريا‭ ‬بعد‭ ‬سقوط‭ ‬نظام‭ ‬بشار‭ ‬الأسد‭ ‬ودعم‭ ‬الجهود‭ ‬لعودة‭ ‬سوريا‭ ‬إلى‭ ‬محيطها‭ ‬العربي‭ ‬وملاحظة‭ ‬التغيرات‭ ‬في‭ ‬السياسة‭ ‬الخارجية‭ ‬الأمريكية‭ ‬مع‭ ‬وصول‭ ‬الرئيس‭ ‬دونالد‭ ‬ترامب‭ ‬إلى‭ ‬السلطة‭ ‬بعد‭ ‬مرحلة‭ ‬من‭ ‬التوترات‭ ‬في‭ ‬العلاقات‭ ‬الخليجية‭ ‬الأمريكية‭ ‬خلال‭ ‬ولاية‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬السابق‭ ‬جو‭ ‬بايدن‭ ‬خصوصا‭ ‬بعد‭ ‬الزيارة‭ ‬الناجحة‭ ‬لصاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬عبدالعزيز‭ ‬آل‭ ‬سعود‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬مؤخرا‭ ‬لواشنطن‭ ‬ولقائه‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬في‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض‭ ‬والتي‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬ثمارها‭ ‬إعادة‭ ‬العلاقات‭ ‬الخليجية‭ ‬الأمريكية‭ ‬إلى‭ ‬مسارها‭ ‬الطبيعي‭ ‬لبدء‭ ‬مرحلة‭ ‬جديدة‭ ‬من‭ ‬التعاون‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والاستثماري‭ ‬والدفاعي‭ ‬لحفظ‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭.‬

وعلى‭ ‬المستوى‭ ‬الدولي‭ ‬انعقدت‭ ‬القمة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬استمرار‭ ‬الأزمة‭ ‬الأوكرانية‭ ‬وما‭ ‬تشكله‭ ‬من‭ ‬تحديات‭ ‬على‭ ‬العالم‭ ‬أجمع‭ ‬رغم‭ ‬الجهود‭ ‬الكبيرة‭ ‬التي‭ ‬تبذلها‭ ‬إدارة‭ ‬الرئيس‭ ‬ترامب‭ ‬لإنهاء‭ ‬هذه‭ ‬الأزمة‭ ‬والتحولات‭ ‬التي‭ ‬حدثت‭ ‬على‭ ‬الساحة‭ ‬الدولية‭ ‬مما‭ ‬يستدعي‭ ‬تعزيز‭ ‬التنسيق‭ ‬بين‭ ‬دول‭ ‬المجلس‭ ‬وبناء‭ ‬الشراكات‭ ‬التي‭ ‬تراعي‭ ‬المصالح‭ ‬المشتركة‭ ‬وانتهاج‭ ‬سياسات‭ ‬متوازنة‭ ‬قائمة‭ ‬على‭ ‬مراعاة‭ ‬المصالح‭ ‬المشتركة‭ ‬والثقة‭ ‬والاحترام‭ ‬المتبادل‭.‬

أما‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الخليجي‭ ‬فقد‭ ‬تناولت‭ ‬القمة‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬القضايا‭ ‬التي‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬تعزيز‭ ‬التكامل‭ ‬والتنسيق‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬المجالات‭ ‬السياسية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬والأمنية‭ ‬التي‭ ‬تقوي‭ ‬مكانة‭ ‬دول‭ ‬المجلس‭ ‬وتدعم‭ ‬مواقفه‭ ‬على‭ ‬المستويين‭ ‬الإقليمي‭ ‬والدولي‭ ‬وتلبي‭ ‬طموحات‭ ‬وآمال‭ ‬وتطلعات‭ ‬أبناء‭ ‬دول‭ ‬المجلس‭ ‬الذين‭ ‬ينتظرون‭ ‬لحظة‭ ‬الانتقال‭ ‬إلى‭ ‬مرحلة‭ ‬الاتحاد‭ ‬التي‭ ‬دعا‭ ‬إليها‭ ‬المغفور‭ ‬له‭ ‬بإذن‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬الملك‭ ‬عبدالله‭ ‬بن‭ ‬عبدالعزيز‭ ‬آل‭ ‬سعود‭ ‬ودعمها‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ملك‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬المعظم‭ ‬تأكيدا‭ ‬لوحدة‭ ‬هذا‭ ‬الكيان‭ ‬الذي‭ ‬يجمعنا‭ ‬جميعا‭ .‬

ولا‭ ‬شك‭ ‬إن‭ ‬دور‭ ‬حضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬عاهل‭ ‬البلاد‭ ‬المعظم‭ ‬كان‭ ‬بارزا‭ ‬ومؤثراً‭ ‬وكبيرا‭ ‬في‭ ‬نجاح‭ ‬قمة‭ ‬المنامة‭ ‬حيث‭ ‬قاد‭ ‬جلالته‭ ‬أيده‭ ‬الله‭ ‬الجهود‭ ‬التي‭ ‬أثمرت‭ ‬نجاح‭ ‬القمة‭ ‬بكل‭ ‬المقاييس‭ ‬انطلاقا‭ ‬من‭ ‬إيمان‭ ‬جلالته‭ ‬الراسخ‭ ‬بأهمية‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬ووجوده‭ ‬ككيان‭ ‬واحد‭ ‬ودوره‭ ‬في‭ ‬حفظ‭ ‬أمن‭ ‬واستقرار‭ ‬المنطقة‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬تماسك‭ ‬دول‭ ‬المجلس‭ ‬ليكون‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬خيارا‭ ‬استراتيجيا‭ ‬لدول‭ ‬الخليج‭ ‬في‭ ‬الحاضر‭ ‬والمستقبل‭ ‬بفضل‭ ‬الإرادة‭ ‬المشتركة‭ ‬لقادة‭ ‬دول‭ ‬المجلس‭ ‬التي‭ ‬تقابلها‭ ‬إرادة‭ ‬شعبية‭ ‬راسخة‭ ‬بضرورة‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الكيان‭ ‬والسير‭ ‬به‭ ‬إلى‭ ‬الأمام‭ ‬لتحقيق‭ ‬حلمنا‭ ‬كخليجيين‭ ‬بالوصول‭ ‬إلى‭ ‬مرحلة‭ ‬الاتحاد‭ ‬بإذن‭ ‬الله‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا