كشفت أخصائية طب الأعصاب الدكتورة مارينا ديجيكيا أن سرعة تناول الطعام لا تؤثر فقط على الهضم، بل تمتد آثارها إلى الحالة النفسية ومستويات القلق والتوتر، في ظل نمط الحياة السريع الذي يدفع كثيرين إلى الاعتماد على الوجبات السريعة والخفيفة من دون انتباه.
وأوضحت الطبيبة أن العلاقة بين الأكل السريع والتوتر ترتبط بمحور «الدماغ – الأمعاء»، حيث تحتوي الأمعاء على شبكة عصبية ضخمة تُعرف باسم «الدماغ الثاني»، وعندما يُتناول الطعام بسرعة يضطرب الهضم وتُرسل إشارات غير منتظمة إلى الدماغ، ما يزيد من الإحساس بالقلق والضغط النفسي.
وبيّنت ديجيكيا أن الهضم يبدأ في الفم وليس في المعدة، وأن المضغ الجيد يُمهّد الجهاز الهضمي ويُرسل إشارات مبكرة إلى الدماغ باستعداد الجسم لاستقبال الطعام، بينما يؤدي ابتلاع الطعام بسرعة إلى خداع الإحساس بالشبع الذي يتأخر عادة من 10 إلى 20 دقيقة، ما يسبب الإفراط في الأكل والشعور بالثقل والانتفاخ، وهي أعراض قد يفسرها الجسم على أنها توتر.
وأضافت أن الأكل السريع يسبب أيضًا ارتفاعًا حادًا في سكر الدم وخاصة عند تناول الكربوهيدرات، وهو ما يؤدي إلى تقلبات حادة في الجلوكوز ترتبط بالعصبية والتهيج ونوبات الهلع، مؤكدة أن الأكل البطيء يساعد على خفض هرمون الكورتيزول المرتبط بالتوتر وتنشيط الجهاز العصبي المسؤول عن الاسترخاء.
واختتمت الطبيبة حديثها بتأكيد أن تحويل تناول الطعام إلى لحظة وعي وراحة يومية من خلال التنفس قبل الأكل، وترك الأجهزة جانبًا، والمضغ الجيد، يمكن أن يحوّل وجبة واحدة يوميًا إلى مساحة للسكينة، ويسهم خلال 20 إلى 30 دقيقة فقط في تحسين الهضم وتقليل القلق بشكل واضح.

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك