أعلن المكتب الإعلامي لجامعة سيتشينوف الطبية اعتماد فريق متخصص من أطباء الأنف والأذن والحنجرة نهجاً علاجياً حديثاً لمشكلة الشخير، التي لم تعد تُصنّف كإزعاج صوتي فحسب، بل كعلامة طبية قد تشير إلى انقطاع التنفس أثناء النوم. وتشير الإحصاءات إلى أن نحو 35% من سكان العالم يعانون من الشخير، ما يعزز الحاجة إلى وسائل تشخيص وعلاج تتجاوز الأساليب التقليدية.
ويوضح الأطباء أن الشخير غالباً ما يرتبط بتوقف التنفس لثوانٍ متقطعة خلال النوم، وهي حالة تستدعي إجراء تخطيط النوم لتأكيد تشخيص انقطاع النفس النومي. وعند ثبوت الإصابة يُوصى عادة باستخدام جهاز CPAP الذي يحافظ على المجرى الهوائي مفتوحاً عبر ضخ هواء مضغوط يمنع الانسداد.
غير أن الدكتورة ليانا كارابتيان، أخصائية الأنف والأذن والحنجرة، تؤكد أن جهاز CPAP رغم فعاليته يسبب انزعاجاً كبيراً لعدد من المرضى، ما يجعل النوم به صعباً ويؤثر على التزامهم بالعلاج. هذا القصور دفع الأطباء في الجامعة إلى البحث عن بدائل توفر فعالية مماثلة من دون إثقال المريض بعبء الجهاز.
وفي هذا السياق، تبنت عيادة الأنف والأذن والحنجرة بجامعة سيتشينوف تقنية تشخيصية متقدمة تعتمد على تنظير النوم، حيث يُجرى الفحص تحت التخدير باستخدام منظار دقيق يسمح بمراقبة البلعوم الأنفي والفموي والحنجري بدقة عالية. ويساعد هذا الإجراء في تحديد موضع الانسداد بدقة تمهد لاختيار التدخل العلاجي الأنسب.
وتشير الدكتورة كارابتيان إلى أن الجامعة بدأت تطبيق تقنية جراحية مبتكرة تقوم على تحريك عضلات البلعوم في اتجاه مُحدَّد من دون إزالة أي جزء من الأنسجة، وهو ما يجعلها أقل تدخلاً وأكثر أماناً مقارنة بالجراحات التقليدية. وقد أثبتت الدراسات أن نسب نجاحها تتراوح بين 80 و90% لدى المرضى الذين تنطبق عليهم شروط الإجراء.
وتبرز القيمة الطبية لهذه التقنية في حفاظها على البنية الطبيعية للبلعوم، إذ تعتمد على إعادة ضبط شدّ العضلات بدلاً من الاستئصال الجراحي، ما يقلل احتمالات المضاعفات ويُسرّع فترة التعافي. كما سجل المرضى تحسناً ملحوظاً في جودة النوم وانخفاضاً كبيراً في وتيرة الشخير.
ورغم فاعلية هذه الطريقة يؤكد الأطباء أنها غير مناسبة للمرضى المصابين بالسمنة المفرطة ممن يتجاوز مؤشر كتلة الجسم لديهم 35، إذ تُعد زيادة الوزن عاملاً رئيسياً في انسداد مجرى التنفس. ويتعيّن على المريض خفض مؤشر كتلة الجسم إلى 30 كحد أدنى قبل النظر في أي إجراء جراحي لضمان أفضل نتائج ممكنة.
ويمثل هذا التطور الطبي في روسيا خطوة مهمة نحو إيجاد حلول أكثر راحة ودقة لمرضى الشخير وانقطاع التنفس أثناء النوم، ويعكس توجهاً عالمياً نحو تطوير علاجات أقل تدخلاً وأكثر قدرة على تحسين جودة الحياة اليومية للمرضى.

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك