بيروت – (أ ف ب): جدد الرئيس اللبناني جوزاف عون أمس أمام وفد مجلس الأمن الدولي التأكيد أن بلاده «لا تريد الحرب» مع إسرائيل، بعيد بدء محادثات مباشرة معها، مؤكدا أن «لا رجوع» عن قرار حصر السلاح بيد الجيش.
وعلى وقع مخاوف من تصعيد إسرائيل لنطاق عملياتها في لبنان، بعد عام من وقف إطلاق النار مع حزب الله، انضم مدنيان لبناني وإسرائيلي الأسبوع الماضي إلى عضوية اللجنة المكلفة بمراقبة تطبيق الاتفاق، في أول لقاء مباشر منذ عقود.
وخلال استقباله أمس وفدا من سفراء وممثلي بعثات مجلس الأمن الدولي، في إطار زيارة للبنان تستمر يومين، قال عون: «نحن لا نريد الحرب من جديد. لقد تعذب الشعب اللبناني بما يكفي ولن تكون هناك عودة إلى الوراء»، إشارة إلى الحرب التي خاضها حزب الله وإسرائيل العام الماضي.
وشدد، وفق بيان عن الرئاسة، على أن «الجيش اللبناني سيقوم بدوره كاملا.. وعلى المجتمع الدولي أن يسانده ويدعمه»، مؤكدا أن حصر السلاح بيد الجيش «يشكل هدفا أساسيا.. ونحن مصممون على تنفيذه وطلبنا من جميع الافرقاء التعاون لتحقيق هذا الهدف الذي لا رجوع عنه، وإن تطلّب ذلك بعض الوقت».
ودعا المجتمع الدولي إلى «الضغط» على إسرائيل للالتزام بوقف إطلاق النار. وأوضح «بدأ قبل يومين فصل جديد من المفاوضات» التي «تهدف أساسا إلى وقف الأعمال العدائية التي تقوم بها إسرائيل على الأراضي اللبنانية»، مؤكدا أن «نجاح هذه المفاوضات يرتبط بشكل أساسي بموقف إسرائيل التي يتوقف عليها وصول المفاوضات إلى نتائج عملية أو فشلها».
وتعقد اللجنة المكلفة بوقف إطلاق النار جلسات جديدة بحضور المندوبين المدنيين اللبناني والإسرائيلي بدءا من 19 الجاري، وفق ما أبلغ عون مجلس الوزراء الخميس.
ويصر لبنان على الطابع التقني للمحادثات، فيما قالت إسرائيل إنه «تمّ الاتفاق على بلورة أفكار لتعزيز تعاون اقتصادي محتمل بين إسرائيل ولبنان».
والتقى وفد مجلس الأمن الذي يترأسه السفير السلوفيني سامويل زبوغار في بيروت، غداة زيارته دمشق، عددا من المسؤولين اللبنانيين أمس. ومن المتوقع أن يزور اليوم السبت المنطقة الحدودية، لمعاينة التقدم في تطبيق وقف إطلاق النار في جنوب لبنان برفقة الموفدة الأمريكية مورغان اورتاغوس.
وبعيد استقباله الوفد أمس، أكد رئيس البرلمان نبيه بري أن «الاستقرار في الجنوب يستلزم التزام إسرائيل بالقرار الأممي 1701 وباتفاق وقف إطلاق النار من خلال وقف انتهاكاتها اليومية والانسحاب إلى خلف الحدود الدولية». وشدد أن «من غير المقبول التفاوض تحت النار».
وشنّت إسرائيل الخميس ضربات على أربع بلدات في جنوب لبنان بعد توجيه إنذارات بالإخلاء. وقالت لاحقا إنها استهدفت «بنى تحتية» تابعة لحزب الله بينها مخازن أسلحة. ووضعت ضرباتها في إطار منع الحزب من إعادة بناء قدراته العسكرية. وقالت قوة يونيفيل في بيان إن الضربات الخميس تعد «انتهاكات واضحة لقرار مجلس الأمن الدولي 1701».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك