العدد : ١٧٤٢٣ - الجمعة ٠٥ ديسمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ١٤ جمادى الآخر ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٤٢٣ - الجمعة ٠٥ ديسمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ١٤ جمادى الآخر ١٤٤٧هـ

الصفحة الأخيرة

كيف يسهم غياب الحدود في تنشئة طفل «متطلب»؟

الجمعة ٠٥ ديسمبر ٢٠٢٥ - 02:00

يشير‭ ‬متخصصون‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬نمو‭ ‬الطفل‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬غياب‭ ‬وضع‭ ‬حدود‭ ‬واضحة‭ ‬يعدّ‭ ‬من‭ ‬أبرز‭ ‬العوامل‭ ‬التي‭ ‬تؤدي‭ ‬إلى‭ ‬شعور‭ ‬الأطفال‭ ‬بالاستحقاق‭ ‬المفرط‭. ‬ويؤكد‭ ‬الخبراء‭ ‬أن‭ ‬كثيرًا‭ ‬من‭ ‬الآباء‭ ‬يقلقون‭ ‬من‭ ‬صعوبة‭ ‬تقبّل‭ ‬أطفالهم‭ ‬لكلمة‭ ‬‮«‬لا‮»‬،‭ ‬ومن‭ ‬مطالبتهم‭ ‬المستمرة‭ ‬بالاهتمام،‭ ‬وتوقعهم‭ ‬للاستجابة‭ ‬الفورية،‭ ‬وكلها‭ ‬سلوكيات‭ ‬ترتبط‭ ‬غالبًا‭ ‬بعدم‭ ‬اتساق‭ ‬الأهل‭ ‬في‭ ‬وضع‭ ‬القواعد‭ ‬أو‭ ‬الالتزام‭ ‬بها‭. ‬ويشرح‭ ‬المختصون‭ ‬لموقع‭ ‬‮«‬سيكولوجي‭ ‬توداي‮»‬‭ ‬أن‭ ‬الأطفال‭ ‬بطبيعتهم‭ ‬يختبرون‭ ‬الحدود‭ ‬خلال‭ ‬مراحل‭ ‬تطورهم،‭ ‬وأن‭ ‬أكثر‭ ‬الأطفال‭ ‬مقاومةً‭ ‬للقواعد‭ ‬هم‭ ‬في‭ ‬الواقع‭ ‬الأكثر‭ ‬حاجة‭ ‬إليها‭. ‬وعندما‭ ‬يتجنب‭ ‬الآباء‭ ‬فرض‭ ‬حدود‭ ‬واضحة‭ ‬بدافع‭ ‬الشعور‭ ‬بالذنب‭ ‬أو‭ ‬الخوف‭ ‬من‭ ‬الخلاف‭ ‬أو‭ ‬الإرهاق،‭ ‬فإن‭ ‬الأطفال‭ ‬يتعلمون‭ ‬أن‭ ‬الإلحاح‭ ‬أو‭ ‬الانفعالات‭ ‬العاطفية‭ ‬أو‭ ‬إشعار‭ ‬الأهل‭ ‬بالذنب‭ ‬تؤدي‭ ‬في‭ ‬النهاية‭ ‬إلى‭ ‬تحقيق‭ ‬رغباتهم‭. ‬وهذا‭ ‬يعزز‭ ‬السلوك‭ ‬المتطلّب‭ ‬ويضعف‭ ‬قدرة‭ ‬الطفل‭ ‬على‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬الإحباط‭ ‬أو‭ ‬مراعاة‭ ‬احتياجات‭ ‬الآخرين‭. ‬ويؤكد‭ ‬خبراء‭ ‬علم‭ ‬النفس‭ ‬أن‭ ‬وضع‭ ‬الحدود‭ ‬ليس‭ ‬عقابًا،‭ ‬بل‭ ‬هو‭ ‬شكل‭ ‬أساسي‭ ‬من‭ ‬الإرشاد‭ ‬العاطفي؛‭ ‬فالقواعد‭ ‬تساعد‭ ‬الأطفال‭ ‬على‭ ‬اكتساب‭ ‬مهارات‭ ‬حياتية‭ ‬مهمة‭ ‬مثل‭ ‬الصبر،‭ ‬واحترام‭ ‬الآخرين،‭ ‬وتأجيل‭ ‬الإشباع،‭ ‬وفهم‭ ‬أنهم‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يكونوا‭ ‬محور‭ ‬الاهتمام‭ ‬طوال‭ ‬الوقت‭. ‬كما‭ ‬تسهم‭ ‬هذه‭ ‬الحدود‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬قدرة‭ ‬الطفل‭ ‬على‭ ‬التحمّل‭ ‬وتعزيز‭ ‬التعاطف‭. ‬وينصح‭ ‬الخبراء‭ ‬بعدم‭ ‬الاستجابة‭ ‬للاحتجاجات‭ ‬أو‭ ‬الانفعالات‭ ‬العنيفة‭ ‬عندما‭ ‬تكون‭ ‬الحدود‭ ‬منطقية‭ ‬وآمنة؛‭ ‬إذ‭ ‬يحتاج‭ ‬الطفل‭ ‬إلى‭ ‬تعلّم‭ ‬أن‭ ‬التعبير‭ ‬عن‭ ‬الانزعاج‭ ‬لن‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬تراجع‭ ‬الأهل‭ ‬عن‭ ‬قرارات‭ ‬ضرورية‭. ‬ويُعدّ‭ ‬تعزيز‭ ‬أي‭ ‬نجاح‭ ‬خطوة‭ ‬مهمة‭ ‬تساعد‭ ‬الطفل‭ ‬على‭ ‬فهم‭ ‬أنه‭ ‬قادر‭ ‬على‭ ‬تحمّل‭ ‬الإحباط‭ ‬والانتظار‭. ‬وفي‭ ‬النهاية،‭ ‬يشير‭ ‬المختصون‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الالتزام‭ ‬المستمر‭ ‬بالحدود‭ ‬يخلق‭ ‬ديناميكيات‭ ‬أسرية‭ ‬أكثر‭ ‬صحة،‭ ‬ويمنح‭ ‬جميع‭ ‬الأطفال‭ ‬شعورًا‭ ‬بالعدل،‭ ‬ويخفف‭ ‬الصراعات،‭ ‬ويدعم‭ ‬النمو‭ ‬العاطفي‭. ‬ومع‭ ‬مرور‭ ‬الوقت‭ ‬يصبح‭ ‬الأطفال‭ ‬أكثر‭ ‬تعاونًا‭ ‬وتفهمًا‭ ‬واحترامًا‭ ‬لاحتياجات‭ ‬الآخرين،‭ ‬وهي‭ ‬عوامل‭ ‬أساسية‭ ‬تمنع‭ ‬تنشئة‭ ‬طفل‭ ‬مترف‭ ‬أو‭ ‬متطلّب‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا