وقت مستقطع
علي ميرزا
لا للأحكام الأولية
لا يمكن في هذه المرحلة المبكرة، إصدار حكم فني حتى أولي على مستويات الفرق التي خاضت منافسات الجولة الأولى من دوري عيسى بن راشد للكرة الطائرة، فالمشهد ما زال في طور التشكل، والمعطيات الحالية لا تمنحنا رؤية مكتملة المعالم، ولعل أبرز الأسباب التي تفرض هذا التحفظ يتمثل في غياب أكثر من فريق ومنهم فرق المقدمة، نتيجة ارتباط عدد كبير من لاعبيها بواجباتهم مع منتخبنا الوطني المشارك في كأس التحدي العربي المقام في العاصمة الأردنية عمّان، وهو غياب مؤثر بلا شك في التوازن العام للمسابقة.
إلى جانب ذلك، فإن الدوري لا يزال في بداياته، واللاعبون عموما لم يبلغوا بعد مستوى الجاهزية الكاملة على مستوى الإيقاع التنافسي، خاصة بعد فترة توقف طويلة عن المباريات الرسمية، ومن الطبيعي في مثل هذه الظروف -رغم فترة الإعداد المتاحة والكافية- أن تطغى العشوائية أحيانا على الأداء، وأن تظهر الأخطاء الفنية الناتجة عن غياب الانسجام أو نقص حساسية التوقيت، وهي أمور لا تعبر بالضرورة عن المستوى الحقيقي للفرق.
وبصورة عامة، قدمت كل الفرق المشاركة «بضاعتها» الفنية وفقا لما تمتلكه من أدوات، سواء من حيث نوعية التحضير، أو حجم الإعداد، أو حتى قماشة اللاعبين المتوفرة في كل فريق، فهناك فرق دخلت المسابقة وهي أكثر جاهزية بحكم الاستقرار الفني واستمرارية العمل، وأخرى لا تزال في طور البناء وإعادة التشكيل، وهو ما ينعكس بوضوح على الأداء داخل الملعب، وأخرى مازالت تتهجى حروفها.
ورغم كل هذه التحفظات، فإن القراءة من «عنوانها» تبقى حاضرة في كرة الطائرة كما في غيرها من الألعاب، فمن الوهلة الأولى، يمكن ملاحظة أن هناك فرقا تمتلك مقومات تسمح لها بأن تذهب بعيدا في المسابقة، وتزاحم على المراكز المتقدمة إذا ما استمرت على النسق نفسه، ونجحت في معالجة ملاحظاتها الفنية، وفي المقابل، تبدو بعض الفرق مرشحة للعب دور «الحصان الأسود»، القادر على قلب التوقعات وإرباك حسابات المنافسين، بما تملكه من عناصر شابة، أو لاعبين مميزين، أو جرأة فنية في الطرح داخل الملعب،
وهناك أيضا فرق لا تزال «محلك سر»، لن تغادر مواقعها لأسباب أهل مكة أدرى بشعابها.
في المحصلة، يمكن القول إن الجولة الأولى من دوري عيسى بن راشد منحتنا انطباعات عامة أكثر مما منحتنا أحكاما نهائية، فالصورة ما زالت ضبابية، والتفاصيل الحاسمة لم تتضح بعد، والحكم الفني العادل لا يمكن أن يكون منصفا إلا بعد اكتمال الصفوف، ومرور عدد أكبر من الجولات، يسمح بتكوين قراءة أعمق وأكثر دقة لمستويات الفرق وطموحاتها الحقيقية في هذه النسخة من الدوري.

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك