العدد : ١٧٤٢٣ - الجمعة ٠٥ ديسمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ١٤ جمادى الآخر ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٤٢٣ - الجمعة ٠٥ ديسمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ١٤ جمادى الآخر ١٤٤٧هـ

وقت مستقطع

علي ميرزا

لا للأحكام الأولية

‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المرحلة‭ ‬المبكرة،‭ ‬إصدار‭ ‬حكم‭ ‬فني‭ ‬حتى‭ ‬أولي‭ ‬على‭ ‬مستويات‭ ‬الفرق‭ ‬التي‭ ‬خاضت‭ ‬منافسات‭ ‬الجولة‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬دوري‭ ‬عيسى‭ ‬بن‭ ‬راشد‭ ‬للكرة‭ ‬الطائرة،‭ ‬فالمشهد‭ ‬ما‭ ‬زال‭ ‬في‭ ‬طور‭ ‬التشكل،‭ ‬والمعطيات‭ ‬الحالية‭ ‬لا‭ ‬تمنحنا‭ ‬رؤية‭ ‬مكتملة‭ ‬المعالم،‭ ‬ولعل‭ ‬أبرز‭ ‬الأسباب‭ ‬التي‭ ‬تفرض‭ ‬هذا‭ ‬التحفظ‭ ‬يتمثل‭ ‬في‭ ‬غياب‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬فريق‭ ‬ومنهم‭ ‬فرق‭ ‬المقدمة،‭ ‬نتيجة‭ ‬ارتباط‭ ‬عدد‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬لاعبيها‭ ‬بواجباتهم‭ ‬مع‭ ‬منتخبنا‭ ‬الوطني‭ ‬المشارك‭ ‬في‭ ‬كأس‭ ‬التحدي‭ ‬العربي‭ ‬المقام‭ ‬في‭ ‬العاصمة‭ ‬الأردنية‭ ‬عمّان،‭ ‬وهو‭ ‬غياب‭ ‬مؤثر‭ ‬بلا‭ ‬شك‭ ‬في‭ ‬التوازن‭ ‬العام‭ ‬للمسابقة‭.‬

إلى‭ ‬جانب‭ ‬ذلك،‭ ‬فإن‭ ‬الدوري‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬في‭ ‬بداياته،‭ ‬واللاعبون‭ ‬عموما‭ ‬لم‭ ‬يبلغوا‭ ‬بعد‭ ‬مستوى‭ ‬الجاهزية‭ ‬الكاملة‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الإيقاع‭ ‬التنافسي،‭ ‬خاصة‭ ‬بعد‭ ‬فترة‭ ‬توقف‭ ‬طويلة‭ ‬عن‭ ‬المباريات‭ ‬الرسمية،‭ ‬ومن‭ ‬الطبيعي‭ ‬في‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الظروف‭ -‬رغم‭ ‬فترة‭ ‬الإعداد‭ ‬المتاحة‭ ‬والكافية‭- ‬أن‭ ‬تطغى‭ ‬العشوائية‭ ‬أحيانا‭ ‬على‭ ‬الأداء،‭ ‬وأن‭ ‬تظهر‭ ‬الأخطاء‭ ‬الفنية‭ ‬الناتجة‭ ‬عن‭ ‬غياب‭ ‬الانسجام‭ ‬أو‭ ‬نقص‭ ‬حساسية‭ ‬التوقيت،‭ ‬وهي‭ ‬أمور‭ ‬لا‭ ‬تعبر‭ ‬بالضرورة‭ ‬عن‭ ‬المستوى‭ ‬الحقيقي‭ ‬للفرق‭.‬

وبصورة‭ ‬عامة،‭ ‬قدمت‭ ‬كل‭ ‬الفرق‭ ‬المشاركة‭ ‬‮«‬بضاعتها‮»‬‭ ‬الفنية‭ ‬وفقا‭ ‬لما‭ ‬تمتلكه‭ ‬من‭ ‬أدوات،‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬نوعية‭ ‬التحضير،‭ ‬أو‭ ‬حجم‭ ‬الإعداد،‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬قماشة‭ ‬اللاعبين‭ ‬المتوفرة‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬فريق،‭ ‬فهناك‭ ‬فرق‭ ‬دخلت‭ ‬المسابقة‭ ‬وهي‭ ‬أكثر‭ ‬جاهزية‭ ‬بحكم‭ ‬الاستقرار‭ ‬الفني‭ ‬واستمرارية‭ ‬العمل،‭ ‬وأخرى‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬في‭ ‬طور‭ ‬البناء‭ ‬وإعادة‭ ‬التشكيل،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬ينعكس‭ ‬بوضوح‭ ‬على‭ ‬الأداء‭ ‬داخل‭ ‬الملعب،‭ ‬وأخرى‭ ‬مازالت‭ ‬تتهجى‭ ‬حروفها‭.‬

ورغم‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬التحفظات،‭ ‬فإن‭ ‬القراءة‭ ‬من‭ ‬‮«‬عنوانها‮»‬‭ ‬تبقى‭ ‬حاضرة‭ ‬في‭ ‬كرة‭ ‬الطائرة‭ ‬كما‭ ‬في‭ ‬غيرها‭ ‬من‭ ‬الألعاب،‭ ‬فمن‭ ‬الوهلة‭ ‬الأولى،‭ ‬يمكن‭ ‬ملاحظة‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬فرقا‭ ‬تمتلك‭ ‬مقومات‭ ‬تسمح‭ ‬لها‭ ‬بأن‭ ‬تذهب‭ ‬بعيدا‭ ‬في‭ ‬المسابقة،‭ ‬وتزاحم‭ ‬على‭ ‬المراكز‭ ‬المتقدمة‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬استمرت‭ ‬على‭ ‬النسق‭ ‬نفسه،‭ ‬ونجحت‭ ‬في‭ ‬معالجة‭ ‬ملاحظاتها‭ ‬الفنية،‭ ‬وفي‭ ‬المقابل،‭ ‬تبدو‭ ‬بعض‭ ‬الفرق‭ ‬مرشحة‭ ‬للعب‭ ‬دور‭ ‬‮«‬الحصان‭ ‬الأسود‮»‬،‭ ‬القادر‭ ‬على‭ ‬قلب‭ ‬التوقعات‭ ‬وإرباك‭ ‬حسابات‭ ‬المنافسين،‭ ‬بما‭ ‬تملكه‭ ‬من‭ ‬عناصر‭ ‬شابة،‭ ‬أو‭ ‬لاعبين‭ ‬مميزين،‭ ‬أو‭ ‬جرأة‭ ‬فنية‭ ‬في‭ ‬الطرح‭ ‬داخل‭ ‬الملعب،

وهناك‭ ‬أيضا‭ ‬فرق‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬‮«‬محلك‭ ‬سر‮»‬،‭ ‬لن‭ ‬تغادر‭ ‬مواقعها‭ ‬لأسباب‭ ‬أهل‭ ‬مكة‭ ‬أدرى‭ ‬بشعابها‭.‬

في‭ ‬المحصلة،‭ ‬يمكن‭ ‬القول‭ ‬إن‭ ‬الجولة‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬دوري‭ ‬عيسى‭ ‬بن‭ ‬راشد‭ ‬منحتنا‭ ‬انطباعات‭ ‬عامة‭ ‬أكثر‭ ‬مما‭ ‬منحتنا‭ ‬أحكاما‭ ‬نهائية،‭ ‬فالصورة‭ ‬ما‭ ‬زالت‭ ‬ضبابية،‭ ‬والتفاصيل‭ ‬الحاسمة‭ ‬لم‭ ‬تتضح‭ ‬بعد،‭ ‬والحكم‭ ‬الفني‭ ‬العادل‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬منصفا‭ ‬إلا‭ ‬بعد‭ ‬اكتمال‭ ‬الصفوف،‭ ‬ومرور‭ ‬عدد‭ ‬أكبر‭ ‬من‭ ‬الجولات،‭ ‬يسمح‭ ‬بتكوين‭ ‬قراءة‭ ‬أعمق‭ ‬وأكثر‭ ‬دقة‭ ‬لمستويات‭ ‬الفرق‭ ‬وطموحاتها‭ ‬الحقيقية‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬النسخة‭ ‬من‭ ‬الدوري‭.‬

 

إقرأ أيضا لـ"علي ميرزا"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا