يشير خبراء الصحة إلى أن قضاء 24 ساعة بلا نوم يشكل صدمة حقيقية للجسم، تبدأ منذ اللحظة الأولى للاستيقاظ حيث يشعر الشخص بعدم الانتعاش رغم الإرهاق الشديد، ويحاول الجسم التعويض بإفراز هرمونات اليقظة، ما قد يسبب ارتعاشًا خفيفًا وانتفاخًا حول العينين وظهور هالات سوداء تكون أشد لدى الأشخاص الذين يعتادون السهر. وبعد نحو ساعة من الاستيقاظ يرتفع هرمون الكورتيزول بشكل حاد، ما يمنح يقظة عابرة مبنية على التوتر وليس على طاقة حقيقية، ويرتبط هذا الارتفاع بزيادة القلق وضعف المناعة وقد يتحول إلى أرق مزمن إذا تكرر الحرمان من النوم.
ومع دخول منتصف الصباح قد يشعر البعض بتحسن بسيط في الطاقة نتيجة إيقاع الساعة البيولوجية، بينما يعاني آخرون من ضباب دماغي يؤثر على الذاكرة والتركيز وحل المشكلات، وتصبح الطاقة الجسدية أقل وردود الأفعال أبطأ.
وفي وقت الغداء يحدث اضطراب في هرموني الجوع والشبع، ما يزيد الشهية وخصوصًا تجاه الكربوهيدرات، كما أن تناول وجبة دسمة في منتصف النهار قد يؤدي إلى نعاس شديد بسبب التراجع الطبيعي في إيقاع اليقظة.
ومع مرور ساعات الظهيرة قد تحدث نوبات نوم مصغرة تستمر ثواني من دون وعي، لكنها خطيرة جدًا وخاصة أثناء القيادة، وتزداد التقلبات العاطفية بسبب فرط نشاط اللوزة الدماغية فتبدو الضغوط الصغيرة أكبر من حجمها الحقيقي، ويتصاعد الشعور بالعصبية والقلق والحساسية المفرطة، بينما يحصل بعض الأشخاص على دفعة ثانية من الطاقة قرب نهاية فترة الانخفاض اليومي.
وفي المساء يتراكم التعب بشكل واضح فينخفض الدافع والتركيز، وينصح الخبراء بتجنب القيلولة لأنها تعطل النوم الليلي، كما يجب الابتعاد عن الأطعمة المصنعة والمالحة التي تزيد الإرهاق، وعدم الذهاب إلى النوم مبكرًا جدًا حتى لا يختل إيقاع الساعة البيولوجية.
وتؤكد الدراسات أن الحرمان من النوم مدة 24 ساعة يعادل تأثير شرب أربعة كؤوس من الكحول، وأن المراهقين يستهلكون في اليوم التالي نحو 210 سعرات حرارية إضافية عن كل ساعة نوم مفقودة، ما يعكس أن النوم ليس رفاهية بل ضرورة فسيولوجية للحفاظ على الصحة الجسدية والنفسية.

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك