من يقرأ تاريخ المرأة البحرينية يجدها امرأة مثمرة بالعطاء المستمر، تجسّد حضورها في متابعة شؤون حياة أسرتها في فترة الغوص، حيث كان الزوج يغيب عدة أشهر في رحلات الغوص. وكانت للزوجة آنذاك أدوار كبيرة في إدارة شؤون المنزل والأسرة بالكامل، ما عكس مكانتها الاجتماعية المهمة ودورها الأساسي في استقرار الأسرة والمجتمع.
كما عملت المرأة في العديد من الحرف اليدوية التقليدية المهمة، مثل النقدة التي تطورت عبر الزمن وأسهمت المرأة في تطويرها، إضافة إلى خياطة الملابس، والنسيج، وصناعة الفخار. وبعض النساء كنّ يعملن في بيوتهن في الخياطة وبيع البضائع، متنقّلات بين البيوت يبعن العطور والدورم وجميع المستلزمات النسائية، إلى جانب إعداد الطعام لأسرهن والقيام بكل أعمال المنزل.
وقد نتج عن هذا النضال المستمر امرأة بحرينية مميزة بصبرها وقوتها وعطائها وشجاعتها وإنتاجها المتواصل.
بدأ تعليم البنات في البحرين عام 1928، أما اليوم، في عهد جلالة الملك المعظّم، فقد ازدهرت مكانة المرأة البحرينية بفضل توجيهات جلالته حفظه الله ورعاه، التي أثمرت إنشاء المجلس الأعلى للمرأة بقيادة صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة قرينة عاهل البلاد المعظّم حفظها الله ورعاها، التي سعت دائمًا إلى تمكين المرأة وتوليها أعلى المناصب من دون استثناء، كما تم تعديل التشريعات القانونية بما يتوافق مع تطور مكانة المرأة البحرينية.
ونحن نفخر بمملكتنا وبما وصلت إليه المرأة البحرينية من مكانة مرموقة تُضاهي مكانة المرأة في الدول المتقدمة، بل لعلها من بين الأفضل. ومما يعزز ذلك ما تضمّنه قانون العمل الصادر عام 2012 من تعديلات لصالح المرأة في إجازة الوضع والأمومة.
ففي حين كان القانون السابق رقم (61) يمنح المرأة البحرينية إجازة وضع مدتها 45 يومًا، جاء قانون 2012 ليمنحها 60 يومًا مع حق إضافة 15 يومًا بدون راتب، مع حظر فصلها أثناء هذه الإجازة.
وهذا إن دلّ على شيء فإنما يدلّ على تجاوب حكومتنا الرشيدة، ممثلة في رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد حفظه الله، مع توجيهات جلالة الملك ورؤية المجلس الأعلى للمرأة. وهذا غيض من فيض.
ولهذا، أغتنم المناسبة لأقول لجلالة الملك حمد بن عيسى:
شكرًا حضرة صاحب الجلالة حمد بن عيسى المعظم على اهتمامكم الشخصي بالمرأة البحرينية، وشكرًا لصاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة على جهودكم في تطوير وضع المرأة البحرينية، وشكر خاص لرئيس الوزراء ولي العهد الأمير سلمان بن حمد، حفظكم الله ورعاكم، وأدامكم ذخرًا للوطن ونسائه.

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك