أشار خبراء في علم نفس الأطفال إلى أن الاعتراف بمشاعر الطفل يُعد جزءًا مهمًا من أساليب «التربية الرقيقة»، لكن الإفراط في التركيز على معالجة المشاعر قد يؤدي إلى نتائج عكسية، أهمها زيادة القلق والتفكير المفرط، وخصوصًا لدى الأطفال الذين يعانون من قلق الانفصال؛ فالنقاشات الطويلة وإعادة تقييم المشاعر بشكل متكرر قد تجعل الطفل عالقًا في دائرة الانشغال العاطفي بدل مساعدته على تجاوز الضيق.
وتُظهر ملاحظات سريرية أن بعض الأطفال يفسرون قلق الأهل على أنه علامة حب، بينما قد يظنون أن غياب هذا القلق يعني قلة الاهتمام، ما يستدعي توضيح الفرق بين القلق والاهتمام لبناء شعور صحي بالأمان العاطفي. وتشير الأبحاث إلى أن جرعة زائدة من التعاطف قد تخلق اعتمادًا أكبر على الوالدين بدل تعزيز قدرة الطفل على التعامل مع تحدياته.
وينصح مختصو علم النفس باستخدام أدوات مرئية بسيطة مثل الملصقات والكتب المصورة التي تساعد الأطفال على فهم مشاعرهم ووضع استراتيجيات للتعامل معها. كما يوصون بأن يكون الاعتراف بالمشاعر مختصرًا ومتوازنًا، مع تجنب جلسات حل المشكلات المطوّلة التي تُحفّز التفكير الزائد. وتشجع الدراسات على توجيه الطفل نحو أنشطة إيجابية بعد التعبير عن مشاعره لإعادة توجيه التركيز وتقليل القلق.
وتؤكد نتائج الأبحاث السلوكية أن الموازنة بين التعاطف والتوجيه هي المفتاح لتطوير مرونة الطفل العاطفية. أما التعاطف المفرط، رغم حسن النية، فقد يزيد من القلق ويُضعف قدرة الطفل على تنظيم مشاعره واستقلاله العاطفي. ويدعم هذا النهج ما توصلت إليه نظريات النمو العاطفي التي تشدد على أهمية بناء استقلالية الطفل مع الحفاظ على علاقة دعم قوية مع الأهل.

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك