قد تبدو اعراض الانفلونزا عند الاطفال متشابهة مع نزلات البرد العادية، لكنها غالبا ما تكون أكثر حدة وتظهر بشكل مفاجئ ما يستدعي قلق الأمهات. في الحوار التالي مع الدكتورة سمارة الريفي اخصائي طب الاطفال بمستشفى الإرسالية الأمريكية نتعرف على الاعراض الاكثر شيوعا لإنفلونزا الأطفال وطرق الوقاية.
ما هي الإنفلونزا الموسمية؟
هي عدوى فيروسية حادة تصيب الجهاز التنفسي، تُسببها مجموعة من فيروسات الإنفلونزا أبرزها فيروسات المجموعتين أ و ب التي تنتشر سنويًا، وتبلغ ذروتها عادةً خلال فصل الشتاء والخريف. وتنتقل فيروسات الانفلونزا عن طريق استنشاق الرذاذ التنفسي الناتج عن شخص مصاب وايضا عن طريق ملامسة الأسطح الملوثة بالفيروس ثم لمس العين أو الانف أو الفم. وبينما تُصيب الإنفلونزا الأشخاص من جميع الأعمار، ويُعد الأطفال الأكثر عرضة للإصابة بالمرض ومضاعفاته، حيث إنها تصيب حوالي طفل واحد من كل خمسة أطفال غير ملقحين.
لماذا يُعد الأطفال أكثر عرضة للخطر من الإنفلونزا؟
لا تزال أجهزة المناعة لدى الأطفال في طور النمو، ما يُسهّل انتشار فيروسات الإنفلونزا والتسبب بالمرض. كما تُسهم بيئات الحضانة والمدارس في سرعة انتقال العدوى، نظرًا الى اختلاط الأطفال في مكان واحد، وقد لا يُحافظون على النظافة الشخصية بشكل منتظم. كما يُعتبر الأطفال دون سن الخامسة، وخاصةً دون سن الثانية، أكثر عرضة للإصابة بمضاعفات الإنفلونزا. أما الأطفال المصابون بأمراض مزمنة مثل الربو أو السكري أو أمراض القلب فهم أكثر عرضة للإصابة بمضاعفات المرض الخطيرة.
الأعراض الشائعة لدى الأطفال
غالبا ما تشابه أعراض الإنفلونزا الموسمية نزلات البرد لكنها أكثر شدة مثل:
- ارتفاع درجة الحرارة والقشعريرة.
- السعال والتهاب الحلق.
- رشح الأنف.
- ضيق وصعوبة التنفس.
- التعب وآلام العضلات.
- الصداع.
- فقدان الشهية.
- القيء والإسهال (أكثر شيوعًا لدى الأطفال).
يتعافى معظم الأطفال في غضون أسبوع إلى أسبوعين، ولكن الإنفلونزا قد تؤدي أحيانًا إلى مضاعفات خطيرة، بما في ذلك الالتهاب الرئوي والتهابات الجيوب الأنفية والأذن وتفاقم الحالات الطبية المزمنة (مثل نوبات الربو). ونادرا ما تسبب التهابا في الدماغ أو تسمم الدم.
لذلك يجب على الآباء طلب الرعاية الطبية فورًا إذا عانى الطفل من صعوبة في التنفس أو ألم مستمر في الصدر أو جفاف شديد أو نوبات صرع.
5 طرق للوقاية من مرض الإنفلونزا
1. التطعيم السنوي ضد الإنفلونزا: يُنصح بلقاح الإنفلونزا سنويا لكل من يبلغ من العمر 6 أشهر فما فوق؛ فهو يساعد على تقليل خطر الإصابة بالعدوى ودخول المستشفى والمضاعفات الخطيرة.
2. النظافة الشخصية: تعليم أطفالنا طرق غسل اليدين الصحيحة بالماء والصابون واستخدام معقم اليدين وتغطية الفم والأنف عند السعال والعطس وتجنب لمس وجوههم، كلها عوامل تقلل من انتشار المرض.
3. العادات الصحية: مثل النوم الكافي واتباع نظام غذائي متوازن وممارسة النشاط البدني فهي تدعم وظيفة المناعة.
4. تجنب الأماكن المزدحمة وإبقاء الأطفال المرضى في المنزل وعدم ذهابهم إلى المدرسة أو الحضانة يساعد على حماية الآخرين.
5. الحرص على نظافة الأسطح والألعاب.
إذا أصيب طفل بالإنفلونزا، فغالبًا ما تكون الرعاية الداعمة كافية، منها الراحة التامة والسوائل الدافئة وتخفيف الحرارة باستخدام خافضات الحرارة مثل البنادول والايبوبروفين بعد استشارة الطبيب (يُمنع تمامًا إعطاء الأسبرين للأطفال). في بعض الحالات قد يصف الطبيب أدوية مضادة للفيروسات، والتي تكون أكثر فعالية عند البدء بتناولها خلال 48 ساعة من ظهور الأعراض.
ولا تزال الإنفلونزا الموسمية مرضًا شائعًا يصيب الأطفال، ولكن مع الوقاية المناسبة والرعاية في الوقت المناسب يتعافى معظم الأطفال دون مضاعفات. ويوفر التطعيم السنوي ضد الإنفلونزا، إلى جانب الممارسات الصحية في المنزل والمدرسة، أفضل حماية.

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك