وقت مستقطع
علي ميرزا
موسم استثنائي
مع اقتراب صافرة الانطلاقة مساء اليوم الإثنين، يبدو أن دوري عيسى بن راشد للكرة الطائرة في موسمه الجديد يتجه نحو واحد من أكثر المواسم اختلافا وإثارة خلال السنوات الأخيرة، فالمعادلة هذا الموسم ليست مرتبطة فقط بالنقاط التقليدية التي تقرب فريقا من منصة التتويج أو تبعد آخر عن شبح المؤخرة، بل تتجاوز ذلك نحو تحديد التصنيف العام للأربعة عشر فريقا المشاركة، وهو ما يضفي على كل مواجهة قيمة مضاعفة وأبعادا تنافسية جديدة.
يدخل كل فريق غمار هذا الموسم وهو يدرك أن موقعه في جدول الترتيب لن يحدد مصيره داخل البطولة فحسب، بل سيكون مرآة حقيقية لمكانته الفنية ضمن خارطة الكرة الطائرة المحلية، ومع اعتماد التصنيف الشامل للأندية في نهاية الموسم، تتحول المباريات حتى تلك التي تبدو في ظاهرها سهلة إلى خطوات مصيرية في رحلة إثبات الذات.
سابقا، كانت بعض الجولات تعد «مطمئنة» أو بمعنى آخر خالية من الضغوط، لكن المشهد اليوم مختلف تماما، فالتصنيف الجديد يجعل كل نقطة، كل شوط، وكل تفاصيل المباريات جزءا من ملامح الصورة النهائية التي سترسم لاحقا.
هذا يعني أن الفرق الكبيرة لم يعد أمامها وقت للرفاهية والتراخي، بينما تجد الفرق الصاعدة مساحة أكبر لاقتناص الفرص وتحسين تصنيفها.
من المتوقع أن نشاهد تسارعا في وتيرة الأداء منذ الجولة الأولى، فالتأجيل لم يعد ممكنا، والانتظار لم يعد خيارا.
الفرق المرشحة للمنافسة على اللقب ستدخل بتركيز مختلف، في حين تدرك الأندية التي تسعى لتثبيت مكانتها أن تقدمها في التصنيف العام سيمنحها قوة معنوية وفنية لما هو قادم.
قد يكون هذا الموسم محطة مفصلية في تاريخ الدوري، إذ يفرض على الأجهزة الفنية قراءة جديدة للمسابقة، ويعيد تشكيل الاستراتيجيات، ويمنح الجماهير فرصة لمتابعة نسخة تنافسية مفتوحة على كل الاحتمالات.
أما اللاعبون، فسيجدون أنفسهم أمام فرصة لإبراز قدراتهم تحت ضغط مباريات ذات وزن مضاعف ومردود مؤثر على مستقبل أنديتهم.
ما ينتظر جماهير اللعبة هذا العام ليس دوريا عاديا، بل موسما يحمل روحا جديدة قد تعيد رسم ملامح اللعبة على المستوى المحلي، ومع انطلاقة المنافسات، سيكون أمام كل فريق اختبار حقيقي لإثبات أنه يستحق موقعه في التصنيف الجديد، وفي ذاكرة هذا الدوري الذي يتوقع أن يكون من أكثر المواسم سخونة وإثارة.

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك