اضطرت آلاف طائرات «إيرباص A320» حول العالم إلى التوقف المؤقت عن الطيران، بعد تحذير فني عاجل من الشركة المصنعة بضرورة استبدال برنامج إلكتروني مرتبط بأنظمة التحكم. ويأتي القرار عقب حادثة طائرة «جيت بلو» التي فقدت توازنها فجأة أثناء التحليق، قبل أن تهبط اضطراريًا، ما دفع وكالة سلامة الطيران الأوروبية إلى فتح تحقيق موسع.
وأظهر التقييم ماذا يحدث مع طائرات إيرباص وهل حياة المسافرين في خطر؟
وخلص التقرير الأولي إلى أن المشكلة مرتبطة بجهاز «إيلاك» المسؤول عن أوامر المصعد الذي يتحكم بصعود وهبوط مقدمة الطائرة. وخلصت الاختبارات إلى أن الإشعاع الشمسي الشديد قد يفسد البرنامج الجديد ويؤثر على البيانات الحساسة، ما قد يؤدي -في أسوأ السيناريوهات- إلى حركة غير مقصودة تتجاوز قدرة هيكل الطائرة على التحمل.
وتختلف إجراءات الإصلاح بين الطرازات، إذ يكفي تحديث برمجي سريع لنحو 4 آلاف طائرة حديثة، بينما تحتاج الطائرات الأقدم إلى استبدال وحدة كاملة من النظام، ما قد يبقي بعضها خارج الخدمة أسابيع. ويأتي هذا في وقت تعاني فيه شركات الطيران أساساً من نقص الصيانة وطائرات متوقفة بسبب أعطال المحركات، ما يضاعف الضغوط التشغيلية.
وتأثرت شركات طيران عديدة في أمريكا وأوروبا وآسيا وأوقيانوسيا، حيث علقت بعض الرحلات وألغيت أخرى، فيما وصفت شبكات متخصصة الاستدعاء بأنه «غير مسبوق» بالنظر إلى حجم الأسطول المتأثر. وشمل التأثير شركات كبرى مثل «أميركان إيرلاينز»، «دلتا»، «إيه إن إيه» اليابانية، «أفيانكا» الكولومبية، و«جت ستار» الأسترالية.
وتأتي الأزمة في لحظة حساسة لإيرباص، بعد أسابيع من تفوق «A320» على «بوينغ 737» كأكثر الطائرات تسليمًا عالمياً. ورغم تراجع القيمة السوقية للشركة إلى نحو 187 مليار دولار بعد الإعلان، ترى جهات مراقبة أن سرعة الاستجابة والشفافية التقنية قد تساعد في الحد من الأضرار وتعزيز ثقة المشغلين خلال الفترة المقبلة.

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك