العدد : ١٧٤١٥ - الخميس ٢٧ نوفمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٦ جمادى الآخر ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٤١٥ - الخميس ٢٧ نوفمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٦ جمادى الآخر ١٤٤٧هـ

الرأي الثالث

محميد المحميد

malmahmeed7@gmail.com

«كيتا الصينية».. وتوصيل الطلبات

بدأت‭ ‬شركة‭ ‬‮«‬كيتا‮»‬‭ ‬الصينية‭ ‬لتوصيل‭ ‬الطلبات‭ ‬تكتسح‭ ‬الأسواق‭ ‬الخليجية‭.. ‬بدأت‭ ‬في‭ ‬السعودية‭ ‬والإمارات‭ ‬وقطر‭ ‬ثم‭ ‬الكويت‭.. ‬وتستعد‭ ‬حاليا‭ ‬لتعمل‭ ‬في‭ ‬البحرين،‭ ‬وكذلك‭ ‬سلطنة‭ ‬عمان‭.. ‬مؤخرا‭ ‬تم‭ ‬إعلان‭ ‬توفير‭ ‬فرص‭ ‬العمل‭ ‬والوظائف‭ ‬الشاغرة‭ ‬هناك‭.‬

الصين‭ ‬تغزو‭ ‬الأسواق‭ ‬الخليجية‭.. ‬وهذا‭ ‬من‭ ‬حقها‭.. ‬وهي‭ ‬تطبق‭ ‬استراتيجيتها‭ ‬الاقتصادية‭ ‬التوسعية‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬دول‭ ‬العالم‭.. ‬ما‭ ‬تجنيه‭ ‬الشركات‭ ‬الصينية‭ ‬داخل‭ ‬بلادها‭ ‬أضعاف‭ ‬ما‭ ‬تجنيه‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬الخليجية‭ ‬تحديدا‭.. ‬عدد‭ ‬السكان‭ ‬هناك‭ ‬يبلغ‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مليار‭ ‬ونصف‭ ‬نسمة،‭ ‬بما‭ ‬يمثل‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬17%‭ ‬من‭ ‬إجمالي‭ ‬سكان‭ ‬العالم‭.‬

منصة‭ ‬‮«‬كيتا‮»‬،‭ ‬هي‭ ‬ذراع‭ ‬التوصيل‭ ‬التابعة‭ ‬لشركة‭ ‬ميتوان‭ ‬الصينية،‭ ‬وهي‭ ‬شركة‭ ‬عملاقة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬توصيل‭ ‬الطعام،‭ ‬وتبلغ‭ ‬قيمتها‭ ‬السوقية‭ ‬حوالي‭ ‬140‭ ‬مليار‭ ‬دولار،‭ ‬وتأسست‭ ‬عام‭ ‬2010‭ ‬في‭ ‬الصين‭.‬

المستهلك‭ ‬الخليجي‭ ‬عموما،‭ ‬والبحريني‭ ‬خصوصا‭.. ‬يهمه‭ ‬في‭ ‬الدرجة‭ ‬الأولى‭ ‬جودة‭ ‬الخدمة،‭ ‬وسرعة‭ ‬التوصيل،‭ ‬والسعر‭ ‬المناسب‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬مبالغة‭.. ‬المشاكل‭ ‬والأخطاء‭ ‬التي‭ ‬تمارسها‭ ‬بعض‭ ‬شركات‭ ‬التوصيل‭ ‬الحالية‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬محاسبة‭ ‬وحماية‭ ‬للمستهلك،‭ ‬تدفعه‭ ‬الى‭ ‬أن‭ ‬يتطلع‭ ‬الى‭ ‬وجود‭ ‬شركة‭ ‬جديدة،‭ ‬توقف‭ ‬ذك‭ ‬الاستغلال‭ ‬والاحتكار‭.. ‬التنافسية‭ ‬تصب‭ ‬في‭ ‬صالح‭ ‬المستهلك،‭ ‬وفي‭ ‬صالح‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الوطني‭ ‬قبل‭ ‬كل‭ ‬شيء‭.‬

لا‭ ‬يهم‭ ‬المواطن‭ ‬هنا،‭ ‬وجود‭ ‬شركة‭ ‬صينية‭ ‬تحديدا‭.. ‬يهمه‭ ‬أكثر‭ ‬وجود‭ ‬تطبيق‭ ‬ومنصة‭ ‬وشركة‭ ‬تقدم‭ ‬خدمات‭ ‬أكثر،‭ ‬وتسهيلات‭ ‬أكبر،‭ ‬وأسعار‭ ‬أقل،‭ ‬تكسر‭ ‬التحالف‭ ‬القائم‭ ‬الذي‭ ‬أضر‭ ‬بالمستهلك‭ ‬والتاجر،‭ ‬من‭ ‬أصحاب‭ ‬المحلات‭ ‬والمطاعم،‭ ‬التي‭ ‬تشكو‭ ‬من‭ ‬زيادة‭ ‬رسوم‭ ‬تلك‭ ‬الشركات،‭ ‬التي‭ ‬تقاسمه‭ ‬مصدر‭ ‬رزقه‭ ‬وتجارته،‭ ‬حتى‭ ‬بدت‭ ‬بعض‭ ‬المطاعم‭ ‬تقطع‭ ‬صلتها‭ ‬وتمنع‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬شركات‭ ‬التوصيل‭ ‬باهظة‭ ‬الرسوم‭.‬

معظم‭ ‬شركات‭ ‬توصيل‭ ‬الطلبات‭ ‬حاليا،‭ ‬تستخدم‭ ‬سواقا‭ ‬أجانب،‭ ‬بمركبات‭ ‬شخصية‭.. ‬سيارات‭ ‬‮«‬مكركبة‮»‬‭.. ‬دراجات‭ ‬نارية‭ ‬‮«‬قديمة‮»‬‭.. ‬صناديق‭ ‬‮«‬مهترئة‮»‬‭.. ‬وبهندام‭ ‬غير‭ ‬حضاري‭ ‬ولا‭ ‬آمن،‭ ‬ولا‭ ‬يعكس‭ ‬العلامة‭ ‬التجارية‭ ‬لشركة‭ ‬التوصيل‭.. ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬المزاحمة‭ ‬المرورية‭ ‬والتجاوزات‭ ‬والمخالفات‭.‬

قيام‭ ‬بعض‭ ‬شركات‭ ‬التوصيل‭ ‬الحالية،‭ ‬بتقديم‭ ‬تبرعات‭ ‬خيرية،‭ ‬أو‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬برامج‭ ‬الخدمة‭ ‬المجتمعية‭ ‬لا‭ ‬تشفع‭ ‬لها،‭ ‬مقابل‭ ‬ما‭ ‬تقدمه‭ ‬من‭ ‬خدمات‭ ‬سيئة،‭ ‬وممارسات‭ ‬غير‭ ‬مقبولة،‭ ‬وأسعار‭ ‬مرتفعة،‭ ‬ولا‭ ‬تجاوب‭ ‬مع‭ ‬شكاوى‭ ‬المستهلكين‭.‬

‮«‬كيتا‮»‬‭ ‬الصينية،‭ ‬وفقا‭ ‬للتقارير‭ ‬الإعلامية‭ ‬المنشورة،‭ ‬تعتمد‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬على‭ ‬استراتيجيات‭ ‬التسعير‭ ‬التنافسية،‭ ‬والعروض‭ ‬الترويجية‭ ‬طويلة‭ ‬الأمد‭ ‬لجذب‭ ‬المستخدمين،‭ ‬كما‭ ‬تقدم‭ ‬حوافز‭ ‬عالية‭ ‬لجذب‭ ‬السائقين‭ ‬إلى‭ ‬منصتها،‭ ‬وتعمل‭ ‬على‭ ‬تطوير‭ ‬تقنيات،‭ ‬مثل‭ ‬الطائرات‭ ‬بدون‭ ‬طيار،‭ ‬والمركبات‭ ‬الذاتية‭ ‬القيادة،‭ ‬وقد‭ ‬رأينا‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات،‭ ‬عبر‭ ‬توصيل‭ ‬الطلبات‭ ‬بطائرات‭ ‬‮«‬الدرونز‮»‬‭.‬

لست‭ ‬بصدد‭ ‬الترويج‭ ‬لشركة‭ ‬‮«‬كيتا‮»‬‭ ‬الصينية‭.. ‬ولكن‭ ‬الأمر‭ ‬يستوجب‭ ‬وجود‭ ‬تشريع‭ ‬وقانون‭ ‬وإجراءات‭ ‬تضبط‭ ‬عمل‭ ‬شركات‭ ‬التوصيل،‭ ‬والازدحامات‭ ‬المرورية‭ ‬كذلك‭.. ‬وتحمي‭ ‬المستهلك،‭ ‬وتعزيز‭ ‬التنافسية،‭ ‬وتنويع‭ ‬الخيارات،‭ ‬وتسهم‭ ‬في‭ ‬زيادة‭ ‬النمو‭ ‬الاقتصادي،‭ ‬وتفتح‭ ‬آفاق‭ ‬أرحب‭ ‬للوظائف‭ ‬النوعية‭ ‬للمواطنين،‭ ‬ورواتب‭ ‬مجزية‭ ‬ومناسبة‭.‬

فهل‭ ‬تصلح‭ ‬‮«‬كيتا‭ ‬الصينية‮»‬‭.. ‬ما‭ ‬أفسدته‭ ‬‮«‬بعض‮»‬‭ ‬شركات‭ ‬التوصيل‭..‬؟‭ ‬

إقرأ أيضا لـ"محميد المحميد"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا