العدد : ١٧٤١٤ - الأربعاء ٢٦ نوفمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٥ جمادى الآخر ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٤١٤ - الأربعاء ٢٦ نوفمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٥ جمادى الآخر ١٤٤٧هـ

المجتمع

ساعات تزين الأوقات:
فاشرون كونستنتان تعرض ابتكاراتها الميكانيكية الأسطورية بمتحف اللوفر الفرنسي

الخميس ٢٠ نوفمبر ٢٠٢٥ - 02:00

شهد‭ ‬متحف‭ ‬اللوفر‭ ‬في‭ ‬باريس،‭ ‬في‭ ‬السابع‭ ‬عشر‭ ‬من‭ ‬سبتمبر،‭ ‬لحظة‭ ‬استثنائية‭ ‬تمثل‭ ‬احتفاءً‭ ‬بالذكرى‭ ‬الـ270‭ ‬لتأسيس‭ ‬دار‭ ‬الساعات‭ ‬السويسرية‭ ‬الفاخرة‭ ‬‮«‬ڤاشرون‭ ‬كونستنتان‭ ‬VACHERON‭ ‬CONSTANTIN،‭ ‬مع‭ ‬الكشف‭ ‬عن‭ ‬التحفة‭ ‬الميكانيكية‭ ‬الرائعة‭ ‬LA‭ ‬QUÊTE‭ ‬DU‭ ‬TEMPS‭ - ‬MÉCANIQUE‭ ‬D’ART،‭ ‬أو‭ ‬‮«‬البحث‭ ‬عن‭ ‬الزمن‮»‬‭. ‬هذا‭ ‬العمل‭ ‬الفني،‭ ‬الذي‭ ‬استغرق‭ ‬تطويره‭ ‬سبع‭ ‬سنوات‭ ‬من‭ ‬البحث‭ ‬والإبداع،‭ ‬يمثل‭ ‬تلاقيًا‭ ‬فريدًا‭ ‬بين‭ ‬صناعة‭ ‬الساعات‭ ‬الدقيقة،‭ ‬والفلك،‭ ‬والفنون‭ ‬الحرفية‭ ‬الراقية،‭ ‬ويعد‭ ‬القطعة‭ ‬المحورية‭ ‬في‭ ‬معرض‭ ‬MÉCANIQUES‭ ‬D›ART‭ ‬الذي‭ ‬يستمر‭ ‬حتى‭ ‬الثاني‭ ‬عشر‭ ‬من‭ ‬نوفمبر‭ ‬2025‭.‬

تتألق‭ ‬التحفة‭ ‬بمجسم‭ ‬بشري‭ ‬ذهبي‭ ‬يمثل‭ ‬عالم‭ ‬فلك،‭ ‬مصنوع‭ ‬من‭ ‬البرونز‭ ‬المطلي‭ ‬بالذهب‭ ‬عيار‭ ‬18‭ ‬قيراط‭ ‬ومرصع‭ ‬بالماس،‭ ‬يقف‭ ‬تحت‭ ‬قبة‭ ‬زجاجية‭ ‬تحمل‭ ‬مشهد‭ ‬النجوم‭ ‬والأبراج‭ ‬كما‭ ‬بدت‭ ‬فوق‭ ‬جنيف‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1755،‭ ‬تاريخ‭ ‬تأسيس‭ ‬الدار‭. ‬يبلغ‭ ‬ارتفاع‭ ‬المجسم‭ ‬نحو‭ ‬28‭ ‬سنتيمتراً،‭ ‬ويعمل‭ ‬بآلية‭ ‬أوتوماتون‭ ‬ذاتية‭ ‬التشغيل،‭ ‬تؤدي‭ ‬144‭ ‬إيماءة‭ ‬مختلفة‭ ‬باستخدام‭ ‬نظام‭ ‬معقد‭ ‬يضم‭ ‬158‭ ‬كامة‭ ‬وذاكرة‭ ‬ميكانيكية‭ ‬تنقل‭ ‬معلومات‭ ‬الوقت‭ ‬بدقة‭ ‬إلى‭ ‬حركات‭ ‬المجسم،‭ ‬فتقوم‭ ‬كل‭ ‬حركة‭ ‬برمز‭ ‬لحظة‭ ‬زمنية‭ ‬محددة‭: ‬رفع‭ ‬الذراع‭ ‬للإشارة‭ ‬إلى‭ ‬القمر،‭ ‬توجيه‭ ‬البصر‭ ‬نحو‭ ‬النجوم،‭ ‬أو‭ ‬تتبع‭ ‬مسار‭ ‬الساعات‭ ‬والدقائق‭ ‬على‭ ‬الأقواس‭ ‬المعلقة‭ ‬تحت‭ ‬القبة‭. ‬توزيع‭ ‬الأرقام‭ ‬على‭ ‬الأقواس‭ ‬بطريقة‭ ‬غير‭ ‬تقليدية‭ ‬يمنح‭ ‬كل‭ ‬حركة‭ ‬تفردًا‭ ‬خاصًا‭ ‬ويعكس‭ ‬دقة‭ ‬الابتكار‭ ‬الفني‭.‬

ولا‭ ‬يقتصر‭ ‬الإبداع‭ ‬على‭ ‬الحركة‭ ‬فقط،‭ ‬بل‭ ‬يضيف‭ ‬البعد‭ ‬الصوتي‭ ‬تجربة‭ ‬حسية‭ ‬متكاملة،‭ ‬حيث‭ ‬صممت‭ ‬آلية‭ ‬موسيقية‭ ‬متقنة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬فرانسوا‭ ‬جونو،‭ ‬يصاحبها‭ ‬ثلاث‭ ‬مقطوعات‭ ‬موسيقية‭ ‬من‭ ‬تأليف‭ ‬الفنان‭ ‬WOODKID،‭ ‬فتتحول‭ ‬كل‭ ‬دورة‭ ‬للأوتوماتون‭ ‬إلى‭ ‬عرض‭ ‬فني‭ ‬يجمع‭ ‬بين‭ ‬الصوت،‭ ‬الحركة،‭ ‬والرمزية‭ ‬الفلكية‭. ‬ويحتوي‭ ‬هذا‭ ‬الابتكار‭ ‬على‭ ‬23‭ ‬تعقيدًا‭ ‬ميكانيكيًا،‭ ‬تشمل‭ ‬التقويم‭ ‬الدائم،‭ ‬مؤشرات‭ ‬الشروق‭ ‬والغروب،‭ ‬طور‭ ‬القمر‭ ‬ثلاثي‭ ‬الأبعاد‭ ‬بدقة‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬110‭ ‬سنوات،‭ ‬وتوربيون‭ ‬ضخم‭ ‬لتحسين‭ ‬دقة‭ ‬قياس‭ ‬الوقت،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬6293‭ ‬مكونًا‭ ‬ميكانيكيًا،‭ ‬و15‭ ‬طلب‭ ‬براءة‭ ‬اختراع‭ ‬خاصة‭ ‬بالأتوماتون‭ ‬وآليات‭ ‬الساعة‭.‬

تمثل‭ ‬LA‭ ‬QUÊTE‭ ‬DU‭ ‬TEMPS‭ - ‬MÉCANIQUE‭ ‬D’ART‭ ‬مثالًا‭ ‬على‭ ‬الجمع‭ ‬بين‭ ‬التراث‭ ‬والابتكار،‭ ‬إذ‭ ‬توحد‭ ‬خبرة‭ ‬صانعي‭ ‬الساعات،‭ ‬براعة‭ ‬الحرفيين‭ ‬والفنانين،‭ ‬ودقة‭ ‬علماء‭ ‬الفلك‭. ‬التفاصيل‭ ‬الدقيقة‭ ‬من‭ ‬الذهب‭ ‬والألماس،‭ ‬النقوش‭ ‬اليدوية‭ ‬على‭ ‬الزجاج،‭ ‬استخدام‭ ‬الكريستال‭ ‬الصخري‭ ‬واللازورد،‭ ‬كلها‭ ‬عناصر‭ ‬تمنح‭ ‬العمل‭ ‬شفافيته‭ ‬وخفته،‭ ‬بينما‭ ‬يحمل‭ ‬الرقم‭ ‬8‭ ‬رمزية‭ ‬اللانهاية‭ ‬وعدد‭ ‬الكواكب،‭ ‬ويتكرر‭ ‬في‭ ‬قاعدة‭ ‬العمل‭ ‬والنجمة‭ ‬التي‭ ‬يقف‭ ‬عليها‭ ‬المجسم‭.‬

يبرز‭ ‬المعرض‭ ‬هذا‭ ‬الابتكار‭ ‬بجوار‭ ‬قطع‭ ‬تاريخية‭ ‬من‭ ‬المجموعة‭ ‬الدائمة‭ ‬في‭ ‬اللوفر،‭ ‬مثل‭ ‬ساعة‭ ‬CRÉATION‭ ‬DU‭ ‬MONDE‭ ‬التي‭ ‬أهديت‭ ‬للملك‭ ‬لويس‭ ‬الخامس‭ ‬عشر‭ ‬عام‭ ‬1754،‭ ‬أو‭ ‬الأوتوماتونات‭ ‬القديمة‭ ‬على‭ ‬شكل‭ ‬طاووس،‭ ‬والساعات‭ ‬الفلكية‭ ‬الأوروبية‭ ‬من‭ ‬القرنين‭ ‬السادس‭ ‬عشر‭ ‬والسابع‭ ‬عشر،‭ ‬ليؤكد‭ ‬استمرار‭ ‬الإنسانية‭ ‬في‭ ‬تحويل‭ ‬الزمن‭ ‬إلى‭ ‬تجربة‭ ‬جمالية‭ ‬وفنية‭.‬

وألهم‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬ساعة‭ ‬الطاولة‭ ‬LA‭ ‬QUÊTE‭ ‬DU‭ ‬TEMPS‭ ‬تطوير‭ ‬ساعة‭ ‬يد‭ ‬محدودة‭ ‬الإصدار‭ ‬MÉTIERS‭ ‬D›ART‭ ‬TRIBUTE‭ ‬TO‭ ‬THE‭ ‬QUEST‭ ‬OF‭ ‬TIME،‭ ‬وهي‭ ‬قطعة‭ ‬فائقة‭ ‬التعقيد‭ ‬مصنوعة‭ ‬بخبرة‭ ‬استثنائية،‭ ‬تحمل‭ ‬حركة‭ ‬يدوية‭ ‬التعبئة‭ ‬CALIBRE‭ ‬3670‭ ‬مكونة‭ ‬من‭ ‬512‭ ‬جزءًا‭ ‬وأربع‭ ‬براءات‭ ‬اختراع‭. ‬يظهر‭ ‬على‭ ‬وجهها‭ ‬الأول‭ ‬مجسم‭ ‬يشبه‭ ‬المجسم‭ ‬الكبير،‭ ‬يرفع‭ ‬ذراعيه‭ ‬لتحديد‭ ‬الوقت‭ ‬بنظام‭ ‬ارتجاعي‭ ‬مزدوج،‭ ‬ويحيط‭ ‬به‭ ‬رسم‭ ‬سماء‭ ‬جنيف‭ ‬كما‭ ‬بدت‭ ‬ليلة‭ ‬تأسيس‭ ‬الدار،‭ ‬مع‭ ‬طور‭ ‬قمري‭ ‬ثلاثي‭ ‬الأبعاد‭ ‬دقيق‭ ‬ومؤشر‭ ‬احتياطي‭ ‬طاقة‭ ‬مزدوج‭. ‬أما‭ ‬الوجه‭ ‬الثاني‭ ‬فيعرض‭ ‬خريطة‭ ‬سماوية‭ ‬دقيقة‭ ‬للكوكبات‭ ‬في‭ ‬الزمن‭ ‬الحقيقي‭ ‬مع‭ ‬احتساب‭ ‬اليوم‭ ‬النجمي،‭ ‬مما‭ ‬يحوّل‭ ‬الساعة‭ ‬إلى‭ ‬عمل‭ ‬فني‭ ‬مصغر‭ ‬يعكس‭ ‬فلسفة‭ ‬ساعة‭ ‬الطاولة‭ ‬الأسطورية‭.‬

بهذا،‭ ‬تؤكد‭ ‬‮«‬ڤاشرون‭ ‬كونستنتان‮»‬‭ ‬أن‭ ‬الابتكار‭ ‬الفني‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يتحقق‭ ‬دون‭ ‬التخلي‭ ‬عن‭ ‬الرمزية‭ ‬والمعنى،‭ ‬وأن‭ ‬الزمن‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يتحول‭ ‬إلى‭ ‬تحفة‭ ‬ميكانيكية‭ ‬وفنية‭ ‬تجمع‭ ‬بين‭ ‬الماضي‭ ‬والحاضر،‭ ‬والعلوم‭ ‬والفنون،‭ ‬في‭ ‬مشهد‭ ‬استثنائي‭ ‬تحت‭ ‬قبة‭ ‬أحد‭ ‬أعظم‭ ‬المتاحف‭ ‬في‭ ‬العالم‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا