أصبح الافتتاح المهيب لمتحف مصر الكبير حديث الساعة خلال الأيام الماضية، وذلك لما يمثله هذا المتحف من شأن تاريخي ووطني، وما يضمه من أكبر مجموعة في العالم لآثار الحضارة المصرية القديمة تعرض في مكان واحد.
إلا أن محتويات المتحف ليست وحدها ما يعطي هذا المتحف قيمة كبيرة، فالمبنى الذي استغرق تشييده حوالي ربع قرن، يمثل هو الآخر تحفة معمارية مميزة، حيث يتميز بتصميمه المعاصر وعمارته اللافتة وموقعه الاستراتيجي بالقرب من الأهرامات.
في السطور التالية، تستعرض أبرز ما يميز مبنى متحف مصر الكبير من مميزات ومرافق تجعله في مقدمة المتاحف العالمية.
فالتصميم أقر بعد مسابقة معمارية دولية لأفضل تصميم للمتحف، تحت رعاية منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة والاتحاد الدولي للمهندسين المعماريين. واعتمد التصميم على أن يبدو المتحف نفسه من منظور رأسي على شكل هرم رابع. وتُمثل أشعة الشمس الممتدة من قمم الأهرامات الثلاثة عند التقائها كتلة مخروطية هي المتحف المصري الكبير.
وأول ما يميز مبنى المتحف هو وقوعه عند سفح الأهرامات بالجيزة، مما يجعله وجهة سياحية متكاملة. وفي الوقت نفسه يعد واحداً من أضخم المتاحف في العالم، ويتضمن التصميم واجهة زجاجية كبيرة تتيح مشاهدة الأهرامات من الداخل، مع استخدام أحدث تقنيات العرض المتحفي وتكنولوجيا الإضاءة الحديثة.
ويتضمن المتحف مرافق متنوعة مثل قاعات عرض دائمة ومؤقتة، ومتحفًا للأطفال، ومركزًا تعليميًا، وسينما، ومركزًا للمؤتمرات، ومطاعم ومقاهي، وحدائق، وورشًا حرفية، ومكتبات متخصصة، بالإضافة إلى قاعات لذوي القدرات الخاصة.
وفي الوقت نفسه يعتمد مبنى المتحف على أحدث وسائل التكنولوجيا المتقدمة، حيث يطبق أساليب وتقنيات العرض الرقمي لحفظ القطع الأثرية ودراستها وترميمها.
ومن أبرز مكونات المبنى، المدخل الرئيسي بمساحة 7 آلاف متر مربع وبه تمثال الملك رمسيس و5 قطع أثرية ضخمة. ثم الدرج العظيم بمسطح 6 آلاف متر مربع بارتفاع يوازي 6 أدوار ويحوي 87 قطعة أثرية ضخمة. وهناك قاعة الملك توت عنخ آمون بمسطح 7.5 آلاف متر مربع وتضم 5 آلاف قطعة من كنوز الملك مجتمعة لأول مرة. وأيضا قاعات العرض الدائم بمسطح 18 ألف متر مربع تحوي القطع الأثرية الخاصة بالحضارة المصرية القديمة. ثم قاعات العرض المؤقت بمسطح 5 آلاف متر مربع وتحوي 4 قاعات للعروض المتغيرة.
ويضم أيضا متحف الطفل بمساحة 5 آلاف متر مربع، وقاعات العرض لذوي القدرات الخاصة بمساحة 650 مترا مربعا. ومخازن الآثار بمساحة 4 آلاف متر مربع وتحوي حوالي 50 ألف قطعة أثرية مجهزة للدراسة والبحث العلمي. يضاف إلى ذلك المكتبة الرئيسية بمساحة 11 ألف متر مربع، ومكتبة الكتب النادرة بمساحة 250 مترا مربعا، ومكتبة المرئيات بمساحة 325 مترا مربعا.
وهناك القاعة الكبرى متعددة الاستخدامات مؤتمرات ومسرح بمساحة 3 آلاف متر مربع وتتسع لحوالي 900 فرد.
وقاعة العرض ثلاثي الأبعاد بسعة 500 فرد، واستراحة وحديقة لاستقبال كبار الزوار بالدور العلوي، ومركزا ثقافيا يحتوي على 10 فصول وقاعتي محاضرات وقاعة كمبيوتر. إلى جانب ثمانية مطاعم للوجبات السريعة وساحة طعام وممشى تجاري ومحلات تجارية
إجمالا، من أبرز ما يميز المتحف الكبير الذي وصفه النقاد بأنه أكبر صرح ثقافي في هذا القرن:
- الهرم الرابع: حيث صممت شركة «هينغان بينغ» الإيرلندية الواجهة الحجرية والزجاجية للمبنى لتكون كهرم رابع بالقرب من أهرام خوفو وخفرع ومنقرع.
- تمثال رمسيس الثاني الذي يزن 83 طنا ويبلغ ارتفاعه 11 مترا، عند مدخل ردهة المتحف الفسيحة.
- كنوز توت عنخ آمون، حيث يضم جناحا خاصا بهذا الملك يعرض فيه أكثر من 4500 قطعة جنائزية من أصل خمسة آلاف قطعة اكتشفها عالم الآثار البريطاني هاورد كارتر عام 1922 في مقبرة سليمة في وادي الملوك.
القوارب الشمسية، فقد صُمم مبنى منفصل بمساحة 4000 متر مربع خصيصا لاستضافة المركب الشمسي للفرعون خوفو، والذي يُوصف بأنه أكبر وأقدم قطعة أثرية خشبية في تاريخ البشرية.
ومن أبرز الأرقام التي يتميز بها المتحف، نقل 51472 قطعة إلى المبنى الجديد، وترميم 50466 قطعة أثرية. فيما بلغ عدد القطع الأثرية التي تم نقلها من مجموعة الملك توت عنخ أمون 5340 قطعة.

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك