واشنطن - (وكالات الأنباء): التقى الرئيس الامريكي دونالد ترامب أمس الإثنين في البيت الأبيض نظيره السوري أحمد الشرع في محادثات غير مسبوقة بعد أيام من قيام واشنطن بشطب اسم الشرع من قائمة الإرهاب. وقالت الرئاسة السورية أمس إن الرئيس السوري أحمد الشرع بحث مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سبل تعزيز العلاقات والقضايا الإقليمية خلال زيارته لواشنطن.
وعقب انتهاء الاجتماع أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية، أمس، تعليق العقوبات المفروضة بموجب قانون قيصر على سوريا. ومن جانبها، أعلنت الخارجية الأمريكية أن »تعليق فرض عقوبات قانون قيصر على سوريا سيكون جزئياً مدة 180 يوماً، ما يشير إلى التزامنا بمواصلة تخفيف العقوبات عن سوريا. ويحل هذا محل الإعفاء من عقوبات قانون قيصر الصادر في 23 مايو .«وتوجت هذه الزيارة عاما مفصليا للشرع الذي انتقل من المعارضة المسلحة إلى سدة الحكم بعد الإطاحة ببشار الأسد ويبذل جهودا منذ ذلك الحين لإنهاء عزلة سوريا الدولية المستمرة منذ عشرات السنين. واستقبل ترامب الشرع في أول زيارة على الإطلاق يقوم بها رئيس سوري للبيت الأبيض، بعد ستة أشهر من أول لقاء بينهما في السعودية، وبعد أيام فقط من إعلان واشنطن أن القيادي السابق بتنظيم تابع للقاعدة لم يعد «إرهابيا عالميا ذا تصنيف خاص».
ووصل الشرع إلى البيت الأبيض من دون ضجة مثلما يحدث مع زيارات القادة الأجانب. ودخل من مدخل جانبي لم يره الصحفيون، بدلا من الباب الرئيسي للجناح الغربي حيث كانت تنتظره الكاميرات. وبعد وقت قصير، أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية قرارا جديدا بديلا عن إعفائها الصادر في 23 مايو بشأن فرض عقوبات قانون قيصر، ويمدد القرار على ما يبدو الإعفاء 180 يوما أخرى. وذكرت الوزارة في بيان أن الإعفاءات تشمل «معاملات معينة مرتبطة بحكومتي روسيا وإيران، أو نقل سلع أو تكنولوجيا أو برمجيات أو أموال أو تمويل أو خدمات ذات منشأ روسي أو إيراني».
وبحث الرئيسان استكمال رفع العقوبات عن سوريا، وانضمام دمشق رسمياً إلى التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد داعش، إضافة إلى ملفات سياسية واقتصادية وأمنية أخرى. وكانت وسائل إعلام سورية قد أشارت إلى انطلاق جلسة مباحثات بين الشرع وترامب، فيما نقلت شبكة «فوكس نيوز» عن مسؤول أمريكي قوله إن الإدارة ستصدر قراراً بتعليق العمل بقانون قيصر مدة 180 يوماً، وستحث الكونجرس على إلغاء القانون نهائياً خلال المرحلة المقبلة لتمكين النمو الاقتصادي في سوريا، وهو ما حدث بالفعل فور انتهاء اجتماع ترامب والشرع.
ورغم رفع ترامب العديد من العقوبات المفروضة على سوريا، لكن أكثر تلك العقوبات قسوة والمعروفة بقانون قيصر لا يمكن رفعها إلا بقرار من الكونجرس. وأفاد مسؤول كبير بأن الإدارة الأمريكية ستؤيد بشدة رفع هذه العقوبات. وكان من المتوقع أن تكون قضية الأمن على رأس المناقشات في الاجتماع بين الشرع وترامب، الذي سعى خلافا للتوجهات السياسة الأمريكية إلى مساعدة سوريا في المرحلة الانتقالية الهشة.
ورأى مدير برنامج الولايات المتحدة في مجموعة الأزمات الدولية مايكل حنا أن زيارة الشرع للبيت الأبيض «تحمل رمزية كبيرة للزعيم الجديد للبلاد الذي يأخذ خطوة جديدة في تحوله المذهل من زعيم متشدد إلى رجل دولة عالمي».
وتسعى سوريا التي خرجت من نزاع مدمّر دام 13 عاما، إلى تأمين تمويلات لإعادة الإعمار التي قدّر البنك الدولي كلفتها بأكثر من 216 مليار دولار.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك