العدد : ١٧٣٩١ - الاثنين ٠٣ نوفمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ١٢ جمادى الاول ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٣٩١ - الاثنين ٠٣ نوفمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ١٢ جمادى الاول ١٤٤٧هـ

الرأي الثالث

محميد المحميد

malmahmeed7@gmail.com

وزارة التربية.. والمشاركة في صنع القرار الطلابي

ربما‭ ‬نحن‭ ‬من‭ ‬جيل‭ ‬لم‭ ‬تتح‭ ‬له‭ ‬الفرصة‭ ‬‮«‬الكاملة‮»‬‭ ‬للمشاركة‭ ‬في‭ ‬صنع‭ ‬القرار‭ ‬خلال‭ ‬المرحلة‭ ‬التعليمية‭ ‬الدراسية‭.. ‬ربما‭ ‬لأسباب‭ ‬ومبررات،‭ ‬وجيهة‭ ‬ومقنعة،‭ ‬تتعلق‭ ‬بالتوجه‭ ‬العام‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الفترة‭ ‬الزمنية‭.. ‬عرفنا‭ ‬ومارسنا‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬معنى‭ ‬المشاركة‭ ‬وصنع‭ ‬القرار‭ ‬خلال‭ ‬الدراسة‭ ‬الجامعية‭.. ‬وأدركنا‭ ‬الحقوق‭ ‬والواجبات‭ ‬أكثر‭ ‬وبشكل‭ ‬مؤسسي‭ ‬ودستوري،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬العهد‭ ‬الزاهر‭ ‬لجلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه،‭ ‬وميثاق‭ ‬العمل‭ ‬الوطني،‭ ‬ودستور‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬وتعديلاته‭.‬

واليوم‭ ‬نتابع‭ ‬تطبيق‭ ‬مفهوم‭ ‬التربية‭ ‬والتنشئة‭ ‬على‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬صنع‭ ‬القرار‭ ‬في‭ ‬المدارس‭ ‬بصورة‭ ‬أكثر‭ ‬فاعلية‭.. ‬فأصبح‭ ‬للطلبة‭ ‬والطالبات‭ ‬من‭ ‬يمثلهم‭ ‬ويعبر‭ ‬عن‭ ‬شؤونهم‭ ‬داخل‭ ‬المدرسة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬‮«‬المجلس‭ ‬الطلابي‮»‬،‭ ‬وأمام‭ ‬وزارة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭ ‬كذلك‭ ‬عبر‭ ‬‮«‬اللجنة‭ ‬الاستشارية‭ ‬الطلابية‮»‬‭.. ‬وهي‭ ‬مشروع‭ ‬وطني‭ ‬وتربوي‭ ‬رائد،‭ ‬يستحق‭ ‬الإشادة،‭ ‬ويستوجب‭ ‬التقدير،‭ ‬ويستلزم‭ ‬الاستدامة‭ ‬والتطوير‭.‬

المشروع‭ ‬يأتي‭ ‬تنفيذا‭ ‬لرؤى‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه،‭ ‬وتحقيقا‭ ‬لتوجيهات‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬حفظه‭ ‬الله،‭ ‬وفي‭ ‬ظل‭ ‬اهتمام‭ ‬الدولة‭ ‬والمجتمع‭ ‬بالشباب‭ ‬وتعزيز‭ ‬مشاركتهم‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬العامة‭ ‬وفي‭ ‬صنع‭ ‬القرار‭.‬

وتنص‭ ‬اتفاقية‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬لحقوق‭ ‬الطفل‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1993‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬لجميع‭ ‬الشباب‭ ‬الذين‭ ‬تقل‭ ‬أعمارهم‭ ‬عن‭ ‬18‭ ‬عاماً‭ ‬الحق‭ ‬في‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬صنع‭ ‬القرار،‭ ‬ويعترف‭ ‬بحقوقهم‭ ‬في‭ ‬التعبير‭ ‬عن‭ ‬آرائهم،‭ ‬والنظر‭ ‬في‭ ‬آرائهم‭ ‬في‭ ‬القرارات‭ ‬التي‭ ‬تؤثر‭ ‬فيهم،‭ ‬وتلقي‭ ‬المعلومات‭ ‬والأفكار‭ ‬وتقديمها‭.. ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬قامت‭ ‬بتنفيذه‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬بشكل‭ ‬مبكر‭ ‬جدا‭.‬

في‭ ‬فبراير‭ ‬الماضي،‭ ‬عقدت‭ ‬وزارة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭ ‬ملتقى‭ ‬طلابياً‭ ‬لجميع‭ ‬المدارس‭ ‬الحكومية‭ ‬والخاصة،‭ ‬ضم‭ ‬نحو‭ ‬400‭ ‬طالب‭ ‬وطالبة،‭ ‬بحضور‭ ‬سعادة‭ ‬الدكتور‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬مبارك‭ ‬جمعة‭ ‬وزير‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم،‭ ‬وتم‭ ‬بحث‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المواضيع‭ ‬والقضايا‭ ‬والشؤون‭ ‬الطلابية،‭ ‬وتم‭ ‬إطلاع‭ ‬الطلبة‭ ‬على‭ ‬بعض‭ ‬الخطط‭ ‬التطويرية‭ ‬في‭ ‬جانبي‭ ‬الأنشطة‭ ‬والعمليات‭ ‬التعليمية‭.‬

كما‭ ‬تم‭ ‬في‭ ‬ذات‭ ‬الملتقى‭ ‬استعراض‭ ‬إجراءات‭ ‬الوزارة‭ ‬لتشكيل‭ ‬‮«‬اللجنة‭ ‬الاستشارية‭ ‬الطلابية‮»‬‭ ‬المعنية‭ ‬بجدول‭ ‬الامتحانات‭ ‬النهائية،‭ ‬وقد‭ ‬شهدنا‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬إجراء‭ ‬عملية‭ ‬الانتخابات‭ ‬للجنة‭ ‬في‭ ‬نسختها‭ ‬الثانية،‭ ‬وخوض‭ ‬الطلبة‭ ‬والطالبات‭ ‬لعملية‭ ‬الاقتراع‭.‬

وقد‭ ‬التقى‭ ‬سعادة‭ ‬الوزير‭ ‬مؤخرا‭ ‬الطلبة‭ ‬والطالبات‭ (‬40‭) ‬من‭ ‬أعضاء‭ ‬اللجنة‭ ‬الاستشارية‭ ‬الطلابية،‭ ‬واستمع‭ ‬لمرئياتهم‭ ‬ومقترحاتهم‭ ‬وملاحظاتهم،‭ ‬وتوجيه‭ ‬المعنيين‭ ‬بالوزارة‭ ‬إلى‭ ‬إشراكهم‭ ‬في‭ ‬إعداد‭ ‬واعتماد‭ ‬جدول‭ ‬الامتحانات‭ ‬النهائية‭.. ‬وهذه‭ ‬خطوة‭ ‬تربوية‭ ‬وتعليمية‭ ‬حضارية،‭ ‬تؤكد‭ ‬حرص‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬على‭ ‬تنشئة‭ ‬الأجيال‭ ‬على‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬صنع‭ ‬القرار،‭ ‬حتى‭ ‬إن‭ ‬كانت‭ ‬حاليا‭ ‬معنية‭ ‬فقط‭ ‬بموضوع‭ ‬جدول‭ ‬الامتحانات‭ ‬النهائية‭.‬

إن‭ ‬تعزيز‭ ‬مبدأ‭ ‬مشاركة‭ ‬الطلبة‭ ‬في‭ ‬صنع‭ ‬القرار،‭ ‬وتشجيعهم‭ ‬على‭ ‬الإسهام‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬العملية‭ ‬التعليمية،‭ ‬جزء‭ ‬مهم‭ ‬جدا‭ ‬في‭ ‬تنمية‭ ‬الوعي‭ ‬المجتمعي،‭ ‬وتهيئة‭ ‬ضرورية‭ ‬للتشجيع‭ ‬على‭ ‬المشاركة‭ ‬الإيجابية‭ ‬في‭ ‬العملية‭ ‬السياسية‭ ‬والانتخابات‭ ‬النيابية‭ ‬والبلدية‭ ‬وكذلك‭ ‬النقابية‭ ‬وغيرها،‭ ‬وفي‭ ‬كافة‭ ‬مجالات‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬مؤسسات‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني،‭ ‬باعتباره‭ ‬الركيزة‭ ‬الأساسية‭ ‬لتطور‭ ‬المجتمع‭ ‬وحيويته‭.‬

مشروع‭ ‬‮«‬اللجنة‭ ‬الاستشارية‭ ‬الطلابية‮»‬‭.. ‬يبعث‭ ‬على‭ ‬الفخر‭ ‬والاعتزاز،‭ ‬ويعكس‭ ‬تطور‭ ‬المسيرة‭ ‬التعليمية‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬بمختلف‭ ‬مجالاتها‭.. ‬فشكرا‭ ‬سعادة‭ ‬د‭. ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬مبارك‭ ‬جمعة‭ ‬وزير‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬المشروع‭ ‬الوطني‭ ‬التربوي‭.‬

إقرأ أيضا لـ"محميد المحميد"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا