الرأي الثالث
 
 
                	
                	محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
رسالة بحرينية في «بروكسل»
في خضم عديد من المواضيع والفعاليات التي تشهدها الساحة المحلية، ثمة نشاط «بحريني إنساني» يقام حاليا في أوروبا، بالعاصمة «بروكسل» في بلجيكا.. ويستحق إلقاء الضوء عليه، والاهتمام به، ومتابعة نتائجه.
ذلك أن أفضل عمل لأي مشروع وطني إنساني، أن يخرج من نطاقه المحلي ويصل إلى النطاق الإقليمي والدولي.. وأفضل مبادرة وبرنامج وطني حضاري، أن يثمر عن مشاريع مشتركة، وتعاون ثنائي مستدام، وتتحول إلى وثيقة أو قانون دولي، يؤمن ويلتزم به الجميع، ويتم تحقيقه على أرض الواقع.
وانطلاقا من الرؤية الملكية المستنيرة لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، ودعم ومتابعة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله.. وارتكازها على الثقافة الأصيلة.. فإن مملكة البحرين تمتلك مشروعا إنسانيا، وإرثا حضاريا في التعايش والتسامح والتعددية وحرية الأديان والمعتقدات، تم تحقيق العديد من مبادراته وبرامجه برؤية وطنية إنسانية، وشراكة دولية.
ويأتي في صدارة المشاريع الوطنية الإنسانية «مركز الملك حمد العالمي للتعايش والتسامح» برئاسة معالي الشيخ الدكتور عبدالله بن أحمد آل خليفة، حيث أطلق المركز العديد من المبادرات العالمية المتميزة، مثل جائزة الملك حمد للتعايش والتسامح، وإعلان مملكة البحرين، وكرسي الملك حمد للحوار بين الأديان والتعايش، وبرنامج الملك حمد للريادة في التعايش، ودبلوم الدراسات العليا في التعايش، وبرنامج دور العبادة الخضراء.
في شهر مايو عام 2022 عقد بالعاصمة المنامة مؤتمر حرية الدين والعقيدة «توسعة الأفق» بتنظيم من مركز الملك حمد العالمي للتعايش والتسامح بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي.. وفي مايو 2023 استضافت المنامة المؤتمر الثاني.. وبالأمس استضافت العاصمة البلجيكية «بروكسل» المؤتمر الثالث تحت شعار «الممارسة العملية لتعزيز التعايش».
الوفد البحريني المشارك حاليا بالمؤتمر الثالث، برئاسة علي العرادي، نائب رئيس مجلس الأمناء، وعضوية: لينا حبيب عضو مجلس الشورى، والنائب محمد المعرفي، ود. فؤاد الأنصاري رئيس جامعة البحرين، ودانيال هارون عضو مجلس المفوضين بالمؤسسة الوطنية لحقوق الانسان، ونورة المنصوري مدير إدارة التعايش بالمركز، ود. بديع جابري ممثل جمعية البهائيين الاجتماعية، وماهيندرا بهاتيا ممثل المعبد الهندوسي في مملكة البحرين.. ولا شك أن هذه النخبة المتميزة وتنوعها، مثال بارز للمجتمع البحريني المتعايش.
المؤتمر الحالي ناقش العديد من المواضيع والقضايا الحيوية، مثل: مكافحة خطاب الكراهية، ودور التعليم في ترسيخ قيم التسامح ونبذ التعصب، وأهمية الدبلوماسية الثقافية في بناء الجسور بين الشعوب، وتسخير التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي في خدمة الكرامة الإنسانية، بدلاً من إساءة استخدامها في بث الانقسام.
وقد تابعت مواضيع الجلسات الحوارية للمؤتمر التي تطرقت لحزمة من القضايا والمسائل، خاصة الجلسة الختامية التي حملت عنوان «حرية الدين والمعتقد والتعايش والتسامح في الاتحاد الأوروبي ومنطقة الخليج وما بعدها».. والتي أبرزت التجربة البحرينية العريقة والرؤية المستقبلية الرفيعة نحو عالم يسوده السلام والوئام والتعايش المستدام، واحترام القانون الإنساني الدولي.
المؤتمر البحريني الأوروبي، مشروع حضاري يستحق الدعم والتقدير.. يعزز الحضور الدولي لمركز الملك حمد العالمي، ويفتح آفاقا رحبة من الاستثمار الذكي في ترسيخ وتكريس مفاهيم التعايش والتسامح وحرية الدين والمعتقد.. وهي الرسالة البحرينية النبيلة للعالم أجمع.
إقرأ أيضا لـ"محميد المحميد"
aak_news
 
 
  
  
  
 
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك