ما إن يتوافق التاريخ مع شهر أكتوبر من كلّ عام، إلا ويغزو اللّون الوردي العالم، حيث تحل مناسبة «أكتوبر الوردي» العالمية والتي تهدف إلى التوعية حول مخاطر سرطان الثدي عند النساء وسبل الوقاية منه، في محاولة للحد من انتشار المرض من خلال الكشف المبكر، ولا شك أن للكلمات وقعاً كبيراً على النفوس والقلوب، وتساعد العبارات التشجيعية على تحفيز النساء، وتزيد حاجة الإنسان إلى التشجيع والتحفيز عند إصابته بهذا المرض والتغلب عليه. وإذا كان التحفيز من إحدى المحاربات كانت الكلمات أكثر تأثيرا. الأستاذة نازلي توفيقي إحدى الناجيات من مرض سرطان الثدي التي تابعت رحلة العلاج مع الدكتورة أمل الريس في مستشفى الكندي تسرد قصتها الملهمة لقراء الخليج الطبي.
بدأت نازلي تحكي عن صعوبة التجربة في بدايتها وكيف تخطتها بالعزيمة والإيمان والتصديق أن طريق الشفاء يحتاج إلى دعم من عدة أطراف. وتأكدت أن لا خيار لديها سوى المحاربة ولا مكان للاستسلام. ومهما كانت مراحل العلاج صعبة سواءً كان العلاج كيميائيا أو إشعاعيا أو جراحة، فهي فترة وستمر مهما طالت.
قالت نازلي: «مع تطور الطب في هذا المجال وتوفر العلاج ووجود أكفأ الأطباء في مملكة البحرين لم يعد للقلق مكان. كل ما علينا فعله هو تثقيف أنفسنا وأن نكون على دراية تامة بنوع المرض والعلاجات المتوفرة حتى نتمكن من سلك الطريق الأفضل للعلاج. اختيار الطبيب من أهم القرارات أيضًا. فالتفاهم بين المريض والطبيب أساسي للحصول على أفضل وسائل علاج».
واستكملت، عن تجربتي الشخصية، ساعدني الفحص الجيني في اختيار العلاج. من بعد استئصال الورم كنت أمام خيارين: استئصال الثدي أو العلاج الإشعاعي. كان أفضل قرار اتخذته في حياتي أن أنتظر نتيجة الفحص الجيني قبل تحديد نوع العلاج. فور علمي بأن نتيجة الفحص الجيني إيجابية، وجدت أن الاستئصال هو العلاج المناسب لحالتي. تعتقد العديد من النساء أن الفحص الجيني غير مهم، بينما هو أفضل طريقة تساعدنا على اختيار العلاج لتفادي عودة المرض في المستقبل.
شهدنا تطورا كبيرا في السنوات الأخيرة في تقنيات التجميل التي تلي عمليات الاستئصال. وهناك طرق عديدة للترميم على حسب حالة المريضة فلا داعي للخوف من أن تفقد المرأة أنوثتها مع الاستئصال. فالصحة تأتي أولًا وكل شيء يمكن إصلاحه فيما بعد.
المرض لا يعني نهاية الحياة ولا التوقف عن عيش أيامنا كما نحب. للأسف أرى كيف تفضل بعض النساء العزلة وغلق كل الأبواب وقت المرض. طبيعي أن يكون لكل شخص طريقته في التعامل مع المرض لكن يجب أن نتذكر أن العامل النفسي بالغ الأهمية وأن أفكارنا هي التي تحركنا نحو الشفاء. يمكننا المضي بأيامنا كما هي مع من نحب طالما أننا نرسم الحدود للحفاظ على المناعة.
واختتمت نازلي، أحب أن أقول لجميع المصابات أن السرطان ليس النهاية، وإنما بداية حياة جديدة. يمنحنا الله فرصة ثانية للحياة وكأننا ولدنا من جديد وعرفنا قيمة كل لحظة نعيشها ونحن بكامل صحتنا. ومع كل بداية جديدة يأتي كل شيء جميل.

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك