المريضة شريك أساسي في اختيار القرار العلاجي
يهدف شهر أكتوبر من كل عام إلى التوعية المجتمعية خاصة للنساء ضد سرطان الثدي، وذلك يتضمن عوامل الخطورة التي تزيد احتمال الإصابة بسرطان الثدي ونبدأ بعلاج الورم وطرق الوقاية منه، وأهمية الكشف المبكر، والعمل على توفير خدمة متكاملة لمكافحة سرطان الثدي بدءاً من الفحص الإكلينيكي إلى العلاج.
في المقال التالي تستعرض الدكتورة أمل الريس استشاري الجراحة العامة وجراحة الأورام والثدي بمستشفى الكندي أحدث مستجدات العلاجات الجراحية.
غالبا ما تشعر مريضات سرطان الثدي بالقلق حول كيفية استئناف حياتهن اليومية والتأقلم مع التغيرات التي تحدث مع مظهرهن بعد العملية الجراحية وبداية رحلة العلاج.
وفي هذا السياق، أكدت الدكتورة أمل أن مستشفى الكندي افتتح أول وحدة لتشخيص وعلاج الأورام بالطب الخاص في مملكة البحرين في عام 2022م، بطاقم طبي متعدد التخصصات، يقدم لمريضات سرطان الثدي خيارات علاج وجراحة ترميم الثدي بأحدث التقنيات.
وأكدت الدكتورة أن معدل حالات سرطان الثدي التي يتم علاجها جراحياً بالوحدة يصل بين 50 إلى 55 حالة سنوياً، مشيرة إلى أن الأعداد في تزايد. فيما أكدت أن الوحدة تتعامل مع ما يقارب 150 – 200 حالة سنوياً من جراحات الثدي باختلاف أنواعها.
البرنامج الوطني للكشف المبكر
بدأت أولى حالات الكشف المبكر عن سرطان الثدي في البحرين في عام 2005 م بتمويل ومبادرة من جمعية البحرين لمكافحة السرطان واستمرت حتى عام 2011 م، وتعد هذه الحملة من طلائع الحملات في منطقة الخليج العربي وكذلك على المستوى الإقليمي.
في عام 2012 م انطلقت الحملة الوطنية الشاملة للكشف المبكر عن سرطان الثدي تحت رعاية وزارة الصحة بعد تعيين لجنة تقوم على وضع أساسيات وأساليب الكشف، حيث عُينت رئيساً لهذه اللجنة مدة 10 سنوات، قامت اللجنة بدورها إذ أعادت صياغة سياسات الكشف ورسمت خطاً للتعاون بين الصحة الأولية والثانوية لتيسير لوجستيات العمل.
اعتمدت الأعمار والفئات وأساليب الفحص وطرق التحويل وبدأت أول عيادة متخصصة لأمراض الثدي بمجمع السلمانية الطبي لاستقبال حالات الـ (Call-Back) ومن ثم إجراء الفحوصات التكميلية بما فيها الخزعة.
يُعد هذا البرنامج أول برنامج متكامل للكشف المبكر عن سرطان الثدي على مستوى الخليج، حيث تم عرض خطة العمل المنجز وعدد الحالات في اجتماع الجمعيات الخليجية لمكافحة السرطان، والذي انعقد في عام 2018 م ونال على استحسان جميع ممثلي الوفود الخليجية وممثلي مركز علاج السرطان الأمريكية المدعويين.
تستمر اليوم الجهود في تحسين وتيسير الخدمات المقدمة ضمن البرنامج بتكاتف جهود جميع الأطباء والعاملين لمواصلة ما بدأنا والسعي في رفع
جودة العمل.
وأضافت الدكتورة أمل أن الهدف الأساسي عند علاج سرطان الثدي هو علاج الورم ذاته ومن ثم تأتي الاعتبارات الأخرى. فقد تطلب المريضة علاجا ترميميا بهدف التجميل، على ألا يكون العلاج الترميمي يهدد أو يبطئ خطة علاج الورم.
الهدف من ترميم الثدي يكمن في منح الثدي مظهرًا يبدو طبيعيًا قدر الإمكان، وتعتبر المريضة شريكا أساسيا في اتخاذ القرار سواء كان اختيارها الترميم الفوري الذي يتم مع عملية استئصال الثدي أو الترميم المتأخر بعد استكمال مراحل العلاج كلها.
لا يجوز للجراح أن يدفع المريضة إلى إجراء العملية قبل التأكد من استكمال مراحل التشخيص لتصل المريضة إلى مرحلة التقبل والذي ينعكس إيجابياً على نتائج العلاج. والتحقق من التقييم الشامل لمرحلة المرض قبل الإقبال على الجراحة.
فكل مريضة تعتبر حالة خاصة وقائمة بذاتها وليست كل الأورام متشابهة، لذلك تُرسم الرحلة العلاجية سوياً بحسب ما يتناسب مع كل مريضة على حدة. وتعد الجراحة هي المفصل الرئيسي في علاج أورام الثدي.
إلا أنه يمكن أن تبدأ أحياناً الرحلة بالعلاج الكيميائي أو البيولوجي وبعدها ننتقل إلى العلاج الجراحي، كل بحسب خصائص الورم وبيولوجيته ومرحلة التشخيص.
والجدير بالذكر أنه على الطبيب الجراح إيضاح في حال اللجوء إلى الاستئصال الجزئي ما سيتم اتباعه بالعلاج الإشعاعي. إلا أن بعض المريضات يفضلن عدم الخضوع إلى الإشعاع أو أنه يوجد ما يمنع إمكانية التعرض للإشعاع العلاجي وعليه يتم توجيه المريضة إلى ضرورة الاستئصال الكلي للثدي سواء مع أو من دون الترميم.
لقاح سرطان الثدي
من أهم التطورات المسجلة في الفترة الحالية ما سوف يشكل نقلة نوعية عند اعتماده للاستخدام السريري، هو لقاح سرطان الثدي والذي تعمل بعض مصانع الدواء الكبيرة على تطويره ويستهدف علاج ورم السالب الثلاثي الذي يعتبر من أشرس أنواع سرطان الثدي.
هنا اللقاح ليس المقصود به التحصين ضد الورم ومنعه من الحدوث، ولكن يهدف اللقاح إلى تحفيز الجهاز المناعي لمقاومة الأورام التي فشل العلاج الكيميائي أو المناعي في التخلص منها.
تم تطوير لقاح سرطان الثدي في أكثر من مركز حول العالم، في روسيا وأمريكا وبريطانيا. اللقاح الروسي الذي أصبح أكثر تقدما عن نظائره من اللقاحات يعطي نتائج تكاد تكون مقاربة للقضاء على الورم بنسبة
100 % في التجارب السريرية، ونحن بانتظار طرحه للاستخدام المعتمد في الخطط العلاجية.
تصب الأبحاث السريرية الحديثة في مجال علاج الأورام اليوم إلى خفض الإجراءات العلاجية المقدمة بما يرفع من كفاءة العلاج مع تقليل المضاعفات المصاحبة. مثالاً على ذلك، إجراء فحص الغدة الحارسة بعد العلاج الكيميائي للغدد اللمفاوية بديلاً عن الاستئصال الكلي أو كما هو معروف بتنظيف الإبط والذي يمكن أن يتسبب في الوذمة اللمفاوية إلا أن فحص الغدة الحارسة تخفض نسب حدوث هذه المضاعفات.
كما ودراسة حجب العلاج الإشعاعي على منطقة الصدر والإبط بعد الاستئصال الكلي للثدي، بعد تسجيل تجاوب كامل للعلاج الكيميائي الذي يسبق الجراحة.
كما وغيرها الكثير من التطورات في مجال علاج أمراض الثدي ما يبشر بعلاجات أكثر فاعلية كما وأقل ضرراً.
مملكة البحرين دائماً سباقة في تقديم أولى التطورات في الخدمات الطبية وليست العلاجية فحسب وكذلك خدمات الكشف المبكر.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك