الدكتورة مروة المسلماني: غالبية الأجهزة في البحرين تعمل بالنظام الرقمي الحديث وتقلل نسب الإشعاع بنحو 25% مقارنة بالأجهزة التقليدية
الدكتورة حنين البوسطة: 85% من كتل الثدي حميدة ولكنها تحتاج إلى زيارة الجراح
إن أجمل الهدايا هي تلك التي يستمر نفعها وتترك أثرًا طيبًا يدوم، ودائمًا ما نتمنى أن نهدي أحبتنا ما يسعدهم ويعينهم في حياتهم. وكم منّا لم يتمنى لو استطاع أن يهدي من يحب «الصحة» ليخفف عنه الألم والمعاناة؟ لكن، هل يمكن حقًا أن نهدي الصحة؟ سؤال تجيب عنه الدكتورة لطيفة البوعينين استشاري الجراحة العامة والمناظير والثدي بمستشفى السلام التخصصي في شهر التوعية بسرطان الثدي.
قالت الدكتورة لطيفة: «الصحة من أعظم النعم، فبدونها تتلاشى الأحلام، ويضعف الطموح، تقل السعادة، ويزداد الألم والمعاناة لنا ولمن نحب. لا تُشترى الصحة بالمال، لكنها تُصان بالأسباب الممكنة، وباتباع سلوكيات وقائية تحافظ عليها. فبعض الأمراض يمكن الوقاية منها، وأخرى لا يمكن منع حدوثها، ولكن يمكن السيطرة عليها إذا اكتُشفت مبكرًا، ما يخفف آثارها الجسدية والنفسية».
واشارت إلى الأمراض التي لا يمكن منع ظهورها تمامًا ومنها سرطان الثدي ولكن توجد عوامل تقلل من خطر الإصابة به مثل نمط الحياة الصحي، والنشاط البدني المنتظم، والتغذية المتوازنة.
ومن الممكن التحكم بسرطان الثدي في مراحله الأولى، ما يساعد في الحفاظ على الجسم سليمًا ويمنع المضاعفات المترتبة على انتشاره. كما أن اكتشافه المبكر يجعل العلاج أسهل وأقل أثرًا على الصحة وجودة الحياة.
ويُعد سرطان الثدي الأكثر شيوعًا بين النساء حول العالم، لكنه أيضًا من أعلى السرطانات قابلية للعلاج عند اكتشافه مبكرًا.
ويعد الفحص الدوري خطوة مهمة للحفاظ على صحة الثدي، فهو يساعد على اكتشاف أي تغيرات مبكرًا قبل ظهور الأعراض. الكشف المبكر لا يعني فقط زيادة فرص الشفاء التام، بل يسهم أيضًا في تقليل الحاجة إلى العلاجات المكثفة.
وتُنصح المرأة بأن تبدأ بالفحص الذاتي الشهري منذ سن العشرين، وإجراء الفحص السريري المنتظم، إضافة إلى التصوير الشعاعي (الماموغرام) في العمر الذي يتم تحديده بحسب التاريخ الصحي والعائلي.
وغالباً تنصح النساء من سن 40 إلى 54 بعمل الماموغرام سنويا ومن سن 55 إلى 74 كل سنتين، وللنساء بعد سن 74 يحدد الفحص بحسب حالتهن الصحية ورغبتهن في العلاج في حال اكتشاف المرض.
80% من كتل الثدي التي يتم اكتشافها ليست سرطانية، لكنها تستدعي التقييم الطبي للاطمئنان.
والكشف المبكر لسرطان الثدي يقلل من معدل الوفاة بنسبة تصل إلى 90% في بعض الحالات.
ومن المهم كذلك الحديث عن سرطان الثدي عند الرجال فهو أقل انتشارًا، حيث تبلغ نسبة حدوثه 1% من جميع حالات سرطان الثدي، لكن غالبًا ما يتم تجاهله، وهذا النقص في الوعي بسرطان الثدي عند الرجال قد يؤخر التشخيص والعلاج، ما يجعل الكشف المبكر أكثر أهمية.
ويُنصح الرجال الذين قد يكون لديهم تاريخ عائلي وخاصة اولئك الذين لديهم طفرات جينية مرتبطة بسرطان الثدي أو عوامل أخرى تزيد من خطر إصابتهم بسرطان الثدي بالفحص الدوري للتمكن من اكتشاف المرض في مرحلة مبكرة.
واضافت: لتحقيق الوقاية من المضاعفات والسيطرة على المرض في مراحل مبكرة لا بد من اجراء الفحص الدوري الذي يبدأ بالفحص السريري، ثم تُحدد الفحوصات المناسبة بحسب العمر، والتاريخ الصحي والعائلي، وطبيعة انسجة الثدي.
إذاً، أغلى هدية يمكن أن تقدميها لنفسك أو لكل غالية في حياتك هي طلب فحص الثدي والتشجيع عليه للحفاظ على الصحة.
ومن جانبها اثارت الدكتورة مروة المسلماني استشاري اشعة الثدي والامراض النسائية بمستشفى السلام موضوعا مهما عن الإشاعات التي تنتشر بزعم أن إحدى الدول الأوروبية وتحديدا سويسرا منعت أشعة الثدي الماموجرام وذلك بحسب ادعائهم للضرر الذي تتعرض له السيدة من خطورة هذه الاشعة ويسبب سرطان الثدي.
وأكدت الدكتورة مروة ان هذا الادعاء غير صحيح ولا يعتمد على أي مصدر موثوق، موضحة أن كمية الأشعة التي تتعرض لها السيدة خلال تصوير الثدي قليل ويعادل 7 أسابيع من التعرض للإشعاع الكوني الذي نتعرض له جميعا في حياتنا الطبيعية.
وأضافت: جميع أجهزة الاشعة تمر باختبارات كفاءة دورية لضمان كفاءتها ومطابقتها لمعايير السلامة الدولية ويتم ذلك بصرامة شديدة مع جميع أجهزة الماموجرام على وجه الخصوص من حيث كمية الاشعة الناتجة ومستوى الضغط الذي يعطيه الجهاز.
واشارت الى ان غالبية الأجهزة في مملكة البحرين تعمل بالنظام الرقمي الحديث وهذه الأجهزة في حد ذاتها تعطي نسب اشعاع اقل بنحو 25% مقارنة بالأجهزة التقليدية. كما أحب أن أوضح للسيدات بأن مضيفات الطيران بسبب طبيعة عملهن فإنهن يتعرضن لنسب إشعاع أضعاف ما تتعرض له السيدة خلال تصوير الثدي ومع ذلك لم يتم وضع أي قيود عليهن من حيث الحماية من الإشعاع كما انه لم يثبت وجود نسب عالية من سرطان الثدي بين مضيفات الطيران رغم كونهن تحت فحوصات طبية دقيقة ودورية لضمان سلامتهن للسفر.
ولو فرضنا ان زعم منع الماموغرام في سويسرا حقيقة فإنه يجب عدم الإغفال عن الفروق بين معدل انتشار السرطان والفئة العمرية الأكثر عرضة للإصابة في دولنا العربية مقارنة بسويسرا لما هو معروف عنها من نسب منخفضة للإصابة بالسرطان وارتفاع معدل العمر الأكثر عرضة ما يجعل اتباع قرار منع الماموغرام أمرا غير صائب و يترتب عليه ضياع لجميع الإنجازات التي نفخر بها كبحرينيين كون البحرين أول دولة عربية يتم فيها برنامج وطني للكشف المبكر عن سرطان الثدي نتج عنه اكتشاف اورام في مراحل مبكرة أدى الى تقليل نسب الوفيات بسرطان الثدي بصورة ملحوظة.
وفي الختام أذكر الجميع أننا مسؤولون عن كل ما ننشره عبر وسائل التواصل الاجتماعي فربما خبر كاذب كهذا يجعلنا نخسر شخصا عزيزا علينا.
وتحدثت الدكتورة حنين البوسطة استشاري الجراحة العامة والغدد الصماء بمستشفى السلام التخصصي عن فائدة حملات التوعية قائلة: تنتشر الشعارات في الشهر الوردي، والحملات المكثفة، ونطالب النساء بالفحص الدوري لمن هن فوق سن الـ40 عاما. وبذلك نرجو أن تكون كافية لتذكيرهن بالفحص الدوري، ونؤكد أهميته فقد يتم اكتشاف المرض مبكرا وننقذ بذلك أما، اختا أو صديقة! هذه الحملة الوطنية هي التي أنقذت والدتي حين اقترح طبيب العائلة فحص الثدي بالماموجرام، وعلى الرغم من غياب تاريخ وراثي للمرض، وعدم وجود كتلة محسوسة في الفحص الذاتي او السريري، الا انه تبين وجود كتلة سرطانية في مراحلها المبكرة؛ لنحظى بها عمراً بأكمله!
وأضافت، البداية تكون بالفحص الذاتي الشهري، ثم في عيادة الجراحة حيث نقوم بالاستفسار عن التاريخ المرضي والعائلي، ثم الفحص السريريّ، تليه الأشعة الضاغطة؛ «الماموجرام»، فحص لا تتجاوز مدته 10 دقائق تسرق منك لتمنحك عمرا جديدا. هو مزعج لمعظم النساء والقليل منهن يصفنه بالمؤلم. أما التشخيص فيكون عن طريق عينة تؤخذ في عيادة الجراح تحت بنج موضعي أو عن طريق الأشعة التداخلية، وهي آمنة وغير مؤلمة. فلا داعي للتوتر.
وجب التذكير أن جميع الكتل في الثدي تحتم زيارة لعيادة الجراحة، ولكن ليست كلها كتل سرطانية؛ حيث ان الدراسات تشير الى ان 85% من كتل الثدي تكون حميدة. واوضحت الدكتورة حنين ان بعد التشخيص، وعرض خطة العلاج بعد مناقشتها في مجلس الأورام مع مختلف التخصصات كالأورام، الأشعة، علم الأنسجة الدقيقة والجراحة. سيتم البت بنوع العلاج الأولي. أما ما يخص التدخل الجراحي فإما استئصال جزئي أو كلي وذلك يعتمد على عدة عوامل كنوع الورم ومراحلة، مكانه، حجمه وحجم الثدي، وغيرها، وكذلك رغبة المريضة تؤخذ في عين الاعتبار بما لا يتعارض مع الخيارات الآمنة.
ولكن دعوني هنا أتوقف للتحدث عن خوف المريضة من فقدان أنوثتها واؤكد وجود خيارات جراحية عديدة وجب أن تقدم، ومن حقك عزيزتي المريضة ان تتعرفي على كل الإمكانيات الجراحية من قبل جراح الثدي وجراح التجميل، وفي بعض الأحيان الاثنان معا؛ لأجل نتائج أفضل وأكثر اماناً تتناسب ووضعك الصحي، حيث يتم مناقشة الأنسب والأفضل لكل مريض على حدة إما بترميم الثدي الفوري والمؤجل لما بعد العلاج الإشعاعي أو الكيميائي؛ لان انتزاع الورم لا يعني انتزاع أنوثتك، فنحن هنا لانتزاع تلك الخلايا الخبيثة ونتركك بخيارات مناسبة وجميلة كروحك المحاربة في المرحلة الجديدة. لا تترددي بطلب العلاج التجميلي الذي بات متوافرا للجميع.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك