وقت مستقطع

علي ميرزا
يا سيدي أنا حر
مسألة حق اللاعب في الانتقال الحر بعد التوقف موسمين عن اللعب من دون تمثيل ناديه تثير بين الوقت والآخر نقاشا متجددا بين الأندية واللاعبين والمهتمين بالشأن القانوني الرياضي.
فالمشهور والشائع في الوسط الرياضي وما تؤكده اللائحة الداخلية للكرة الطائرة أن اللاعب يصبح بعد انقطاع موسمين كاملين عن اللعب «حرًا طليقا»، يملك استغناءه الشخصي، ويحق له اختيار الوجهة التي يرتضيها من دون قيد أو شرط أو سلطة ووصاية من أي كان.
هذا البند القانوني إن صح وجوده في اللائحة، فهو يقوم على التوازن، ويخدم النادي واللاعب معا، فهو من جهة يعطي النادي حق الاحتفاظ بلاعبه خلال مدة تعاقده وعدم التفريط به إلا بموافقة رسمية أو انتقال نظامي، ومن جهة أخرى لا يكون اللاعب «مجمدا إداريا» إلى ما لا نهاية، بل يمنحه فرصة التحرر من القيد بعد موسمين من التوقف الكامل عن المشاركة.
والسؤال الذي يطفح هنا على السطح: هل يملك النادي حق الاعتراض بعد الموسمين؟ هنا بالضبط تكمن الإشكالية الجوهرية، فإذا كان بند اللائحة صريحا بأن «التوقف موسمين» يمنح اللاعب حق الاستغناء الذاتي، فالقانون واضح ولا مجال لتأويله، وأي اعتراض من النادي يعد تعطيلا لحق مكتسب، ويفسر كإساءة استعمال للسلطة.
أما إذا كان النص غامضا أو يخضع لتفسيرات، فقد تستغل الأندية هذا الغموض لتعطيل انتقال اللاعب، بحجة الحفاظ على مصالحها أو تعويضها عن جهودها في صناعة اللاعب.
ما نعرفه أن هناك مبادئ رياضية دولية ينبغي عدم تجاوزها، من شأنها حق أي لاعب في ممارسة نشاطه الرياضي واختيار الجهة التي يعمل معها، وتمنع هذه المبادئ أي صورة من صور الاحتكار واحتفاظ الأندية بلاعبيها رغم انتهاء التزاماتهم، وهو ما ترفضه مواثيق الاتحاد الدولي.
وهناك مبدأ ما يعرف بأن العقد شريعة المتعاقدين، فإذا انتهت فترة الالتزام (سواء بالعقد أو بالتوقف المقرر في اللائحة) لا يبقى للنادي حق في الاعتراض.
وخلاصة الحكاية، إذا صح أن لائحة الكرة الطائرة المحلية تنص على أن التوقف لموسمين يمنح اللاعب حرية الاستغناء، فإن أي محاولة من أي ناد لمنع انتقال لاعبه تعد مخالفة صريحة للائحة وروح القانون، بل إنها تضع الاتحاد أمام مسؤولية حماية حقوق اللاعبين وضمان عدالة المنافسة.
فاللاعب ليس ملكا للنادي مدى الحياة، بل هو شريك في مشروع رياضي، وحين تنتهي التزامات الشراكة، يصبح من حقه الطبيعي أن يبحث له عن مسار آخر من دون قيد.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك