العدد : ١٧٣٦٢ - الأحد ٠٥ أكتوبر ٢٠٢٥ م، الموافق ١٣ ربيع الآخر ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٣٦٢ - الأحد ٠٥ أكتوبر ٢٠٢٥ م، الموافق ١٣ ربيع الآخر ١٤٤٧هـ

وقت مستقطع

علي ميرزا

يا سيدي أنا حر

مسألة‭ ‬حق‭ ‬اللاعب‭ ‬في‭ ‬الانتقال‭ ‬الحر‭ ‬بعد‭ ‬التوقف‭ ‬موسمين‭ ‬عن‭ ‬اللعب‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬تمثيل‭ ‬ناديه‭ ‬تثير‭ ‬بين‭ ‬الوقت‭ ‬والآخر‭ ‬نقاشا‭ ‬متجددا‭ ‬بين‭ ‬الأندية‭ ‬واللاعبين‭ ‬والمهتمين‭ ‬بالشأن‭ ‬القانوني‭ ‬الرياضي‭.‬

فالمشهور‭ ‬والشائع‭ ‬في‭ ‬الوسط‭ ‬الرياضي‭ ‬وما‭ ‬تؤكده‭ ‬اللائحة‭ ‬الداخلية‭ ‬للكرة‭ ‬الطائرة‭ ‬أن‭ ‬اللاعب‭ ‬يصبح‭ ‬بعد‭ ‬انقطاع‭ ‬موسمين‭ ‬كاملين‭ ‬عن‭ ‬اللعب‭ ‬‮«‬حرًا‭ ‬طليقا‮»‬،‭ ‬يملك‭ ‬استغناءه‭ ‬الشخصي،‭ ‬ويحق‭ ‬له‭ ‬اختيار‭ ‬الوجهة‭ ‬التي‭ ‬يرتضيها‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬قيد‭ ‬أو‭ ‬شرط‭ ‬أو‭ ‬سلطة‭ ‬ووصاية‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬كان‭.‬

هذا‭ ‬البند‭ ‬القانوني‭ ‬إن‭ ‬صح‭ ‬وجوده‭ ‬في‭ ‬اللائحة،‭ ‬فهو‭ ‬يقوم‭ ‬على‭ ‬التوازن،‭ ‬ويخدم‭ ‬النادي‭ ‬واللاعب‭ ‬معا،‭ ‬فهو‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬يعطي‭ ‬النادي‭ ‬حق‭ ‬الاحتفاظ‭ ‬بلاعبه‭ ‬خلال‭ ‬مدة‭ ‬تعاقده‭ ‬وعدم‭ ‬التفريط‭ ‬به‭ ‬إلا‭ ‬بموافقة‭ ‬رسمية‭ ‬أو‭ ‬انتقال‭ ‬نظامي،‭ ‬ومن‭ ‬جهة‭ ‬أخرى‭ ‬لا‭ ‬يكون‭ ‬اللاعب‭ ‬‮«‬مجمدا‭ ‬إداريا‮»‬‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬نهاية،‭ ‬بل‭ ‬يمنحه‭ ‬فرصة‭ ‬التحرر‭ ‬من‭ ‬القيد‭ ‬بعد‭ ‬موسمين‭ ‬من‭ ‬التوقف‭ ‬الكامل‭ ‬عن‭ ‬المشاركة‭.‬

والسؤال‭ ‬الذي‭ ‬يطفح‭ ‬هنا‭ ‬على‭ ‬السطح‭: ‬هل‭ ‬يملك‭ ‬النادي‭ ‬حق‭ ‬الاعتراض‭ ‬بعد‭ ‬الموسمين؟‭ ‬هنا‭ ‬بالضبط‭ ‬تكمن‭ ‬الإشكالية‭ ‬الجوهرية،‭ ‬فإذا‭ ‬كان‭ ‬بند‭ ‬اللائحة‭ ‬صريحا‭ ‬بأن‭ ‬‮«‬التوقف‭ ‬موسمين‮»‬‭ ‬يمنح‭ ‬اللاعب‭ ‬حق‭ ‬الاستغناء‭ ‬الذاتي،‭ ‬فالقانون‭ ‬واضح‭ ‬ولا‭ ‬مجال‭ ‬لتأويله،‭ ‬وأي‭ ‬اعتراض‭ ‬من‭ ‬النادي‭ ‬يعد‭ ‬تعطيلا‭ ‬لحق‭ ‬مكتسب،‭ ‬ويفسر‭ ‬كإساءة‭ ‬استعمال‭ ‬للسلطة‭.‬

أما‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬النص‭ ‬غامضا‭ ‬أو‭ ‬يخضع‭ ‬لتفسيرات،‭ ‬فقد‭ ‬تستغل‭ ‬الأندية‭ ‬هذا‭ ‬الغموض‭ ‬لتعطيل‭ ‬انتقال‭ ‬اللاعب،‭ ‬بحجة‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬مصالحها‭ ‬أو‭ ‬تعويضها‭ ‬عن‭ ‬جهودها‭ ‬في‭ ‬صناعة‭ ‬اللاعب‭.‬

ما‭ ‬نعرفه‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬مبادئ‭ ‬رياضية‭ ‬دولية‭ ‬ينبغي‭ ‬عدم‭ ‬تجاوزها،‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬حق‭ ‬أي‭ ‬لاعب‭ ‬في‭ ‬ممارسة‭ ‬نشاطه‭ ‬الرياضي‭ ‬واختيار‭ ‬الجهة‭ ‬التي‭ ‬يعمل‭ ‬معها،‭ ‬وتمنع‭ ‬هذه‭ ‬المبادئ‭ ‬أي‭ ‬صورة‭ ‬من‭ ‬صور‭ ‬الاحتكار‭ ‬واحتفاظ‭ ‬الأندية‭ ‬بلاعبيها‭ ‬رغم‭ ‬انتهاء‭ ‬التزاماتهم،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬ترفضه‭ ‬مواثيق‭ ‬الاتحاد‭ ‬الدولي‭.‬

وهناك‭ ‬مبدأ‭ ‬ما‭ ‬يعرف‭ ‬بأن‭ ‬العقد‭ ‬شريعة‭ ‬المتعاقدين،‭ ‬فإذا‭ ‬انتهت‭ ‬فترة‭ ‬الالتزام‭ (‬سواء‭ ‬بالعقد‭ ‬أو‭ ‬بالتوقف‭ ‬المقرر‭ ‬في‭ ‬اللائحة‭) ‬لا‭ ‬يبقى‭ ‬للنادي‭ ‬حق‭ ‬في‭ ‬الاعتراض‭.‬

وخلاصة‭ ‬الحكاية،‭ ‬إذا‭ ‬صح‭ ‬أن‭ ‬لائحة‭ ‬الكرة‭ ‬الطائرة‭ ‬المحلية‭ ‬تنص‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬التوقف‭ ‬لموسمين‭ ‬يمنح‭ ‬اللاعب‭ ‬حرية‭ ‬الاستغناء،‭ ‬فإن‭ ‬أي‭ ‬محاولة‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬ناد‭ ‬لمنع‭ ‬انتقال‭ ‬لاعبه‭ ‬تعد‭ ‬مخالفة‭ ‬صريحة‭ ‬للائحة‭ ‬وروح‭ ‬القانون،‭ ‬بل‭ ‬إنها‭ ‬تضع‭ ‬الاتحاد‭ ‬أمام‭ ‬مسؤولية‭ ‬حماية‭ ‬حقوق‭ ‬اللاعبين‭ ‬وضمان‭ ‬عدالة‭ ‬المنافسة‭.‬

فاللاعب‭ ‬ليس‭ ‬ملكا‭ ‬للنادي‭ ‬مدى‭ ‬الحياة،‭ ‬بل‭ ‬هو‭ ‬شريك‭ ‬في‭ ‬مشروع‭ ‬رياضي،‭ ‬وحين‭ ‬تنتهي‭ ‬التزامات‭ ‬الشراكة،‭ ‬يصبح‭ ‬من‭ ‬حقه‭ ‬الطبيعي‭ ‬أن‭ ‬يبحث‭ ‬له‭ ‬عن‭ ‬مسار‭ ‬آخر‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬قيد‭.‬

إقرأ أيضا لـ"علي ميرزا"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا