وقت مستقطع

علي ميرزا
درس إيطالي فصيح
رغم أن معظم الترشيحات الصادرة من محبي ومتابعي الكرة الطائرة صبت في مصلحة المنتخب الإيطالي الخبير على حساب بلغاريا الطموح، إلا أن قلة قليلة توقعت أن يحمل نهائي بطولة العالم للكرة الطائرة، الذي احتضنته مانيلا الفلبينية مؤخرا، مفاجأة مدوية، غير أن ذلك لم يحدث.
المباراة التي امتدت لأربعة أشواط أكدت علو كعب الطليان بقيادة صانع الألعاب المتألق «سيموني جيانيلي»، إذ لم يمنحوا منافسهم فرصة حقيقية للعودة في المباراة إلا في شوط واحد، بينما كان الشوط الرابع بمثابة عرض استعراضي لخلاصة التفوق الإيطالي.
ونرى شخصيا بأن الإيطاليين ومن ورائهم الداهية القصير فرديناندو دي جورجي يدينون في فوزهم الخامس باللقب إلى عاملين لا ثالث لهما وهما: الإرسال الساحق الذي أربك الاستقبال البلغاري، وسهل مأمورية حائط الصد الثنائي والثلاثي، وحرم صانع الألعاب البلغاري الواعد «نيكولوف» من إظهار إبداعه، وقد برز في هذا الجانب «ماتيا بوتولو» الذي وصلت سرعة أحد إرسالاته إلى 124 كلم/س، وسجل 19 نقطة كاملة من الإرسال والهجوم.
وتأتي لعبة البايب ثاني الأسلحة التي أتقنها الطليان بمهارة، إذ كان «جيانيلي» صانع الألعاب والقائد يوهم حائط الصد بتمرير لمركز 3، ليترك المجال أمام بوتولو المتحرر من الرقابة ليضرب بقوة وجمالية، والمثير في الأمر أن البلغار ومعهم مدربهم الإيطالي «جيانلورينزو بلينجيني» لم يتمكنوا من فك شيفرة هذه الخدعة التكتيكية.
الخلاصة التي خرج بها النهائي العالمي أن الإرسال الفعال ولعبة البايب المحكمة يمثلان سلاحين فتاكين في الكرة الطائرة الحديثة، لكن شرط أن ينفذا بجودة وإتقان كما قدمهما الإيطاليون، وإلا فلن يكون لهما أي تأثير.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك