وقت مستقطع

علي ميرزا
«الجلنج» قرار استراتيجي
مع تطور الكرة الطائرة الحديثة، دخلت تقنية الفيديو (الجلنج) كعامل مؤثر في مجريات المباريات، هذه التقنية لم تعد كمالية، وإنما وجدت كما يردد العارفون لإرساء مبدأ العدالة وتلافي الأخطاء التحكيمية، وهذه التقنية لا تكتسب أهميتها من نفسها فقط، وإنما من قدرة المدرب على توظيفها بالوقت المناسب، بما يخدم فريقه ويغير مسار المباراة.
العارفون ببواطن الأمور ونحن كمتابعين ندرك جميعا أن قرار طلب التحدي ليس طلبا شكليا، بل هو خيار استراتيجي مبني على وعي وقتي ينم عن تركيز عالٍ، ومن هذه النقطة ينبغي على المدرب أن يكون حاضر الذهن في كل كرة مثيرة للنقاش، فإهدار فرصة طلب التحدي على حالة غير واضحة قد يحرم الفريق من الاستفادة منها في لحظة أكثر حسما، في المقابل، فإن اتخاذ القرار السليم في التوقيت الدقيق من شأنه أن ينقذ الفريق من خسارة شوط كامل أو حتى يفتح الباب أمام العودة من جديد إلى المباراة.
وكم من حالة طلب تقنية التحدي من مدرب في توقيت مثالي أعاد بها فريقه إلى الواجهة، وأقرب مثال على ذلك، في مواجهة هولندا وتركيا ضمن دور 16 من كأس العالم الحالية، حين كان المنتخب الهولندي متقدّما 27-26 في الشوط الأول، وبدا أنه في طريقه لحسمه، غير أن يقظة الصربي «سلوبودان كوفاك» مدرب المنتخب التركي دفعته لطلب مراجعة الفيديو للتأكد من ملامسة الكرة لأرضية الملعب، وأثبتت التقنية صحة الاعتراض، وهنا يبرز الدور الحقيقي للمدرب كعين إضافية للفريق، قادرة على متابعة دقيقة للتفاصيل التي قد تغيب عن الحكام واللاعبين.
ونستطيع أن نقول إن التعامل مع «الجلنج» يتطلب وعيا استراتيجيا، فالمدرب المتميز هو القادر على الاستفادة الكاملة من أدوات اللعبة الحديثة.
وختاما، علينا أن نتفهم بأن تقنية الفيديو في الكرة الطائرة ليست مجرد وسيلة تقنية والسلام، بل اختبار حقيقي لمدى دقة المدرب وحضوره الذهني، فهي تمنح الأفضلية لمن يحسن قراءتها وفهمها، وتكشف في الوقت ذاته قصور من يتعامل معها بعشوائية، ومن هنا يمكن القول إن النجاح في استثمار «الجلنج» أصبح جزءا لا يتجزأ من مهارة المدرب الحديث، مثله مثل الخطط الدفاعية والهجومية.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك