العدد : ١٧٣٦٣ - الاثنين ٠٦ أكتوبر ٢٠٢٥ م، الموافق ١٤ ربيع الآخر ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٣٦٣ - الاثنين ٠٦ أكتوبر ٢٠٢٥ م، الموافق ١٤ ربيع الآخر ١٤٤٧هـ

وقت مستقطع

علي ميرزا

«الجلنج» قرار استراتيجي

مع‭ ‬تطور‭ ‬الكرة‭ ‬الطائرة‭ ‬الحديثة،‭ ‬دخلت‭ ‬تقنية‭ ‬الفيديو‭ (‬الجلنج‭) ‬كعامل‭ ‬مؤثر‭ ‬في‭ ‬مجريات‭ ‬المباريات،‭ ‬هذه‭ ‬التقنية‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬كمالية،‭ ‬وإنما‭ ‬وجدت‭ ‬كما‭ ‬يردد‭ ‬العارفون‭ ‬لإرساء‭ ‬مبدأ‭ ‬العدالة‭ ‬وتلافي‭ ‬الأخطاء‭ ‬التحكيمية،‭ ‬وهذه‭ ‬التقنية‭ ‬لا‭ ‬تكتسب‭ ‬أهميتها‭ ‬من‭ ‬نفسها‭ ‬فقط،‭ ‬وإنما‭ ‬من‭ ‬قدرة‭ ‬المدرب‭ ‬على‭ ‬توظيفها‭ ‬بالوقت‭ ‬المناسب،‭ ‬بما‭ ‬يخدم‭ ‬فريقه‭ ‬ويغير‭ ‬مسار‭ ‬المباراة‭.‬

العارفون‭ ‬ببواطن‭ ‬الأمور‭ ‬ونحن‭ ‬كمتابعين‭ ‬ندرك‭ ‬جميعا‭ ‬أن‭ ‬قرار‭ ‬طلب‭ ‬التحدي‭ ‬ليس‭ ‬طلبا‭ ‬شكليا،‭ ‬بل‭ ‬هو‭ ‬خيار‭ ‬استراتيجي‭ ‬مبني‭ ‬على‭ ‬وعي‭ ‬وقتي‭ ‬ينم‭ ‬عن‭ ‬تركيز‭ ‬عالٍ،‭ ‬ومن‭ ‬هذه‭ ‬النقطة‭ ‬ينبغي‭ ‬على‭ ‬المدرب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬حاضر‭ ‬الذهن‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬كرة‭ ‬مثيرة‭ ‬للنقاش،‭ ‬فإهدار‭ ‬فرصة‭ ‬طلب‭ ‬التحدي‭ ‬على‭ ‬حالة‭ ‬غير‭ ‬واضحة‭ ‬قد‭ ‬يحرم‭ ‬الفريق‭ ‬من‭ ‬الاستفادة‭ ‬منها‭ ‬في‭ ‬لحظة‭ ‬أكثر‭ ‬حسما،‭ ‬في‭ ‬المقابل،‭ ‬فإن‭ ‬اتخاذ‭ ‬القرار‭ ‬السليم‭ ‬في‭ ‬التوقيت‭ ‬الدقيق‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬أن‭ ‬ينقذ‭ ‬الفريق‭ ‬من‭ ‬خسارة‭ ‬شوط‭ ‬كامل‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬يفتح‭ ‬الباب‭ ‬أمام‭ ‬العودة‭ ‬من‭ ‬جديد‭ ‬إلى‭ ‬المباراة‭.‬

وكم‭ ‬من‭ ‬حالة‭ ‬طلب‭ ‬تقنية‭ ‬التحدي‭ ‬من‭ ‬مدرب‭ ‬في‭ ‬توقيت‭ ‬مثالي‭ ‬أعاد‭ ‬بها‭ ‬فريقه‭ ‬إلى‭ ‬الواجهة،‭ ‬وأقرب‭ ‬مثال‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬هولندا‭ ‬وتركيا‭ ‬ضمن‭ ‬دور‭ ‬16‭ ‬من‭ ‬كأس‭ ‬العالم‭ ‬الحالية،‭ ‬حين‭ ‬كان‭ ‬المنتخب‭ ‬الهولندي‭ ‬متقدّما‭ ‬27‭-‬26‭ ‬في‭ ‬الشوط‭ ‬الأول،‭ ‬وبدا‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬طريقه‭ ‬لحسمه،‭ ‬غير‭ ‬أن‭ ‬يقظة‭ ‬الصربي‭ ‬‮«‬سلوبودان‭ ‬كوفاك‮»‬‭ ‬مدرب‭ ‬المنتخب‭ ‬التركي‭ ‬دفعته‭ ‬لطلب‭ ‬مراجعة‭ ‬الفيديو‭ ‬للتأكد‭ ‬من‭ ‬ملامسة‭ ‬الكرة‭ ‬لأرضية‭ ‬الملعب،‭ ‬وأثبتت‭ ‬التقنية‭ ‬صحة‭ ‬الاعتراض،‭ ‬وهنا‭ ‬يبرز‭ ‬الدور‭ ‬الحقيقي‭ ‬للمدرب‭ ‬كعين‭ ‬إضافية‭ ‬للفريق،‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬متابعة‭ ‬دقيقة‭ ‬للتفاصيل‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬تغيب‭ ‬عن‭ ‬الحكام‭ ‬واللاعبين‭.‬

ونستطيع‭ ‬أن‭ ‬نقول‭ ‬إن‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬‮«‬الجلنج‮»‬‭ ‬يتطلب‭ ‬وعيا‭ ‬استراتيجيا،‭ ‬فالمدرب‭ ‬المتميز‭ ‬هو‭ ‬القادر‭ ‬على‭ ‬الاستفادة‭ ‬الكاملة‭ ‬من‭ ‬أدوات‭ ‬اللعبة‭ ‬الحديثة‭.‬

وختاما،‭ ‬علينا‭ ‬أن‭ ‬نتفهم‭ ‬بأن‭ ‬تقنية‭ ‬الفيديو‭ ‬في‭ ‬الكرة‭ ‬الطائرة‭ ‬ليست‭ ‬مجرد‭ ‬وسيلة‭ ‬تقنية‭ ‬والسلام،‭ ‬بل‭ ‬اختبار‭ ‬حقيقي‭ ‬لمدى‭ ‬دقة‭ ‬المدرب‭ ‬وحضوره‭ ‬الذهني،‭ ‬فهي‭ ‬تمنح‭ ‬الأفضلية‭ ‬لمن‭ ‬يحسن‭ ‬قراءتها‭ ‬وفهمها،‭ ‬وتكشف‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬ذاته‭ ‬قصور‭ ‬من‭ ‬يتعامل‭ ‬معها‭ ‬بعشوائية،‭ ‬ومن‭ ‬هنا‭ ‬يمكن‭ ‬القول‭ ‬إن‭ ‬النجاح‭ ‬في‭ ‬استثمار‭ ‬‮«‬الجلنج‮»‬‭ ‬أصبح‭ ‬جزءا‭ ‬لا‭ ‬يتجزأ‭ ‬من‭ ‬مهارة‭ ‬المدرب‭ ‬الحديث،‭ ‬مثله‭ ‬مثل‭ ‬الخطط‭ ‬الدفاعية‭ ‬والهجومية‭.‬

إقرأ أيضا لـ"علي ميرزا"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا