العدد : ١٧٣٥٧ - الثلاثاء ٣٠ سبتمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٨ ربيع الآخر ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٣٥٧ - الثلاثاء ٣٠ سبتمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٨ ربيع الآخر ١٤٤٧هـ

وقت مستقطع

علي ميرزا

مانيلا.. نسخة استثنائية

على‭ ‬مدار‭ ‬أسبوعين‭ ‬تقريبا،‭ ‬عاش‭ ‬عشاق‭ ‬الكرة‭ ‬الطائرة‭ ‬حول‭ ‬العالم‭ ‬ومتابعوها،‭ ‬ومعهم‭ ‬جمهور‭ ‬مانيلا،‭ ‬أجواء‭ ‬استثنائية‭ ‬مع‭ ‬بطولة‭ ‬العالم‭ ‬للكرة‭ ‬الطائرة‭ ‬التي‭ ‬اختتمت‭ ‬أمس،‭ ‬العاصمة‭ ‬الفلبينية‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬أيام‭ ‬المنافسة‭ ‬تحولت‭ ‬إلى‭ ‬مسرح‭ ‬عالمي‭ ‬للمتعة‭ ‬والإثارة،‭ ‬إذ‭ ‬اجتمعت‭ ‬مهارات‭ ‬اللاعبين‭ ‬وتكتيكات‭ ‬المدربين‭ ‬في‭ ‬مشهد‭ ‬كرس‭ ‬جماليات‭ ‬اللعبة‭ ‬بأبهى‭ ‬صورها‭.‬

وليجد‭ ‬لي‭ ‬أستاذي‭ ‬الإعلامي‭ ‬المخضرم‭ ‬علي‭ ‬الباشا‭ ‬العذر‭ ‬في‭ ‬استعارة‭ ‬مفردته‭ ‬على‭ ‬‮«‬مسؤوليتي‮»‬،‭ ‬إذ‭ ‬جاءت‭ ‬نسخة‭ ‬مانيلا‭ ‬مختلفة؛‭ ‬فهي‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬مجرد‭ ‬بطولة‭ ‬تقليدية،‭ ‬بل‭ ‬محطة‭ ‬لإعادة‭ ‬رسم‭ ‬ملامح‭ ‬خارطة‭ ‬الكرة‭ ‬الطائرة‭ ‬عالميا،‭ ‬المنتخب‭ ‬الإيطالي‭ ‬كان‭ ‬الاستثناء‭ ‬والعنوان‭ ‬الأبرز،‭ ‬إذ‭ ‬أكد‭ ‬تفوقه‭ ‬بصلابة‭ ‬وهدوء،‭ ‬وأبطل‭ ‬مفعول‭ ‬أي‭ ‬مفاجأة‭ ‬حاول‭ ‬أن‭ ‬يصنعها‭ ‬المنتخب‭ ‬البلغاري‭ ‬الذي‭ ‬ظهر‭ ‬كحصان‭ ‬أسود‭ ‬للبطولة،‭ ‬تلك‭ ‬المواجهة‭ ‬بين‭ ‬الانضباط‭ ‬الإيطالي‭ ‬والاندفاع‭ ‬البلغاري‭ ‬أبرزت‭ ‬أن‭ ‬البطولات‭ ‬الكبرى‭ ‬لا‭ ‬ترحم‭ ‬من‭ ‬لا‭ ‬يمتلك‭ ‬نفسا‭ ‬طويلا‭ ‬وإعدادا‭ ‬متكاملا‭.‬

في‭ ‬المقابل،‭ ‬كشفت‭ ‬المنافسات‭ ‬عن‭ ‬منتخبات‭ ‬صاعدة‭ ‬استطاعت‭ ‬أن‭ ‬تفرض‭ ‬حضورا‭ ‬جديدا‭ ‬على‭ ‬خريطة‭ ‬اللعبة،‭ ‬فكانت‭ ‬رسائلها‭ ‬واضحة‭ ‬بأن‭ ‬التوازن‭ ‬العالمي‭ ‬في‭ ‬الطائرة‭ ‬قد‭ ‬يشهد‭ ‬تغييرات‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬المقبلة،‭ ‬وعلى‭ ‬الضفة‭ ‬الأخرى،‭ ‬وقعت‭ ‬منتخبات‭ ‬كبرى‭ ‬في‭ ‬فخ‭ ‬التراجع،‭ ‬وأظهرت‭ ‬البطولة‭ ‬أنها‭ ‬بحاجة‭ ‬ماسة‭ ‬إلى‭ ‬إعادة‭ ‬ترتيب‭ ‬أوراقها‭.‬

أما‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬المنتخبات‭ ‬العربية،‭ ‬فقد‭ ‬جاءت‭ ‬المشاركة‭ ‬باهتة،‭ ‬وأكدت‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬أن‭ ‬الكرة‭ ‬الطائرة‭ ‬العربية‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬بعيدة‭ ‬عن‭ ‬مستوى‭ ‬الحضور‭ ‬في‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬المحافل‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تقبل‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬أو‭ ‬لا‭ ‬تكون‭ ‬فقط،‭ ‬عوامل‭ ‬متعددة‭ ‬جعلت‭ ‬المنتخبات‭ ‬العربية‭ ‬خارج‭ ‬إطار‭ ‬المنافسة‭ ‬الحقيقية،‭ ‬وكأنها‭ ‬لا‭ ‬مكان‭ ‬لها‭ ‬من‭ ‬الإعراب‭ ‬في‭ ‬خارطة‭ ‬العالم‭ ‬الطائر‭.‬

بطولة‭ ‬مانيلا‭ ‬ستبقى‭ ‬علامة‭ ‬فارقة،‭ ‬ليس‭ ‬لأنها‭ ‬كانت‭ ‬حدثا‭ ‬رياضيا‭ ‬فقط،‭ ‬بل‭ ‬لأنها‭ ‬وضعت‭ ‬أمام‭ ‬الاتحادات‭ ‬والمنتخبات‭ ‬أسئلة‭ ‬صعبة‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬إجابات‭ ‬جادة،‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬أرادوا‭ ‬اللحاق‭ ‬بركب‭ ‬الكبار‭.‬

إقرأ أيضا لـ"علي ميرزا"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا