وقت مستقطع

علي ميرزا
الفلبين.. بين الأمس واليوم
إن كان هناك منتخب قد لفت الأنظار إليه في منافسات كأس العالم للكرة الطائرة الدائرة حاليا في العاصمة مانيلا فهو المنتخب الفلبيني، الذي لم يكن أحد يتوقع أن يظهر بهذه الصورة المشرقة، فمن تابعه في كأس التحدي الآسيوي الذي استضافته مملكة البحرين قبل أشهر قليلة، وشاهده الآن يدرك الفارق الشاسع بين النسختين، وسيقول: المنتخب الفلبيني شتان بين الأمس واليوم.
في كأس التحدي بدا المنتخب الفلبيني فريقا متواضعا، فرديا وجماعيا، بينما في كأس العالم فقد غيَّر جلده، وخالف التوقعات، وحقق انتصارا تاريخيا مستحقا على المنتخب المصري، ولولا تقنية «فيديو التحدي» لضم المنتخب الإيراني - أحد كبار القارة- إلى قائمة ضحاياه.
وبدورنا نتساءل، ويتساءل معنا الكثير: من أين جاء كل هذا التحول؟
قد يرجع البعض اإغفال بصمة عامل الأرض والجمهور، فعندما يلعب الفلبيني تمتلئ الصالة بالآلاف التي تمنح اللاعبين طاقة إضافية وثقة غير محدودة، ولا يمكن إغفال بصمة الجهاز الفني بقيادة الإيطالي أنجلينو فرجوني الذي يبدو أنه وقع على النهج التكتيكي وصقل الروح الجماعية، وهو ما انعكس في التناغم الملحوظ، لكن المسألة أعمق وأبعد من مجرد ملعب مكتظ أو خطة مدروسة؛ إذ أظهر الفلبينيون نضجا، وأدركوا أن الكرة الطائرة مشروع وطني يستحق أن يبنى على المدى الطويل.
الأداء المغاير الذي ظهر به الفلبينيون في هذه البطولة لم يكن وليد الصدفة، بل نتيجة عمل مكثف على المستويين الفني والمعنوي. ربما ساهمت تجربة كأس التحدي الآسيوي في كشف العيوب والثغرات، لتتحول فيما بعد إلى دروس عملية وظفها الجهاز الفني بأفضل صورة ممكنة.
الفلبين اليوم تكتب قصة منتخب يصر على كسر الصور النمطية، والظهور كقوة قادمة في عالم الكرة الطائرة، وإذا ما واصل السير على النهج ذاته، فإن المستقبل قد يضعه بين كبار القارة والعالم.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك