العدد : ١٧٣٥٧ - الثلاثاء ٣٠ سبتمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٨ ربيع الآخر ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٣٥٧ - الثلاثاء ٣٠ سبتمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٨ ربيع الآخر ١٤٤٧هـ

وقت مستقطع

علي ميرزا

الفلبين.. بين الأمس واليوم

إن‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬منتخب‭ ‬قد‭ ‬لفت‭ ‬الأنظار‭ ‬إليه‭ ‬في‭ ‬منافسات‭ ‬كأس‭ ‬العالم‭ ‬للكرة‭ ‬الطائرة‭ ‬الدائرة‭ ‬حاليا‭ ‬في‭ ‬العاصمة‭ ‬مانيلا‭ ‬فهو‭ ‬المنتخب‭ ‬الفلبيني،‭ ‬الذي‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬أحد‭ ‬يتوقع‭ ‬أن‭ ‬يظهر‭ ‬بهذه‭ ‬الصورة‭ ‬المشرقة،‭ ‬فمن‭ ‬تابعه‭ ‬في‭ ‬كأس‭ ‬التحدي‭ ‬الآسيوي‭ ‬الذي‭ ‬استضافته‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬قبل‭ ‬أشهر‭ ‬قليلة،‭ ‬وشاهده‭ ‬الآن‭ ‬يدرك‭ ‬الفارق‭ ‬الشاسع‭ ‬بين‭ ‬النسختين،‭ ‬وسيقول‭: ‬المنتخب‭ ‬الفلبيني‭ ‬شتان‭ ‬بين‭ ‬الأمس‭ ‬واليوم‭.‬

في‭ ‬كأس‭ ‬التحدي‭ ‬بدا‭ ‬المنتخب‭ ‬الفلبيني‭ ‬فريقا‭ ‬متواضعا،‭ ‬فرديا‭ ‬وجماعيا،‭ ‬بينما‭ ‬في‭ ‬كأس‭ ‬العالم‭ ‬فقد‭ ‬غيَّر‭ ‬جلده،‭ ‬وخالف‭ ‬التوقعات،‭ ‬وحقق‭ ‬انتصارا‭ ‬تاريخيا‭ ‬مستحقا‭ ‬على‭ ‬المنتخب‭ ‬المصري،‭ ‬ولولا‭ ‬تقنية‭ ‬‮«‬فيديو‭ ‬التحدي‮»‬‭ ‬لضم‭ ‬المنتخب‭ ‬الإيراني‭ - ‬أحد‭ ‬كبار‭ ‬القارة‭- ‬إلى‭ ‬قائمة‭ ‬ضحاياه‭.‬

وبدورنا‭ ‬نتساءل،‭ ‬ويتساءل‭ ‬معنا‭ ‬الكثير‭: ‬من‭ ‬أين‭ ‬جاء‭ ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬التحول؟

قد‭ ‬يرجع‭ ‬البعض‭ ‬اإغفال‭ ‬بصمة‭ ‬عامل‭ ‬الأرض‭ ‬والجمهور،‭ ‬فعندما‭ ‬يلعب‭ ‬الفلبيني‭ ‬تمتلئ‭ ‬الصالة‭ ‬بالآلاف‭ ‬التي‭ ‬تمنح‭ ‬اللاعبين‭ ‬طاقة‭ ‬إضافية‭ ‬وثقة‭ ‬غير‭ ‬محدودة،‭ ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬إغفال‮ ‬‭ ‬بصمة‭ ‬الجهاز‭ ‬الفني‭ ‬بقيادة‭ ‬الإيطالي‭ ‬أنجلينو‭ ‬فرجوني‭ ‬الذي‭ ‬يبدو‭ ‬أنه‭ ‬وقع‭ ‬على‭ ‬النهج‭ ‬التكتيكي‭ ‬وصقل‭ ‬الروح‭ ‬الجماعية،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬انعكس‭ ‬في‭ ‬التناغم‭ ‬الملحوظ،‭ ‬لكن‭ ‬المسألة‭ ‬أعمق‭ ‬وأبعد‭ ‬من‭ ‬مجرد‭ ‬ملعب‭ ‬مكتظ‭ ‬أو‭ ‬خطة‭ ‬مدروسة؛‭ ‬إذ‭ ‬أظهر‭ ‬الفلبينيون‭ ‬نضجا،‭ ‬وأدركوا‭ ‬أن‭ ‬الكرة‭ ‬الطائرة‭ ‬مشروع‭ ‬وطني‭ ‬يستحق‭ ‬أن‭ ‬يبنى‭ ‬على‭ ‬المدى‭ ‬الطويل‭.‬

الأداء‭ ‬المغاير‭ ‬الذي‭ ‬ظهر‭ ‬به‭ ‬الفلبينيون‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬البطولة‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬وليد‭ ‬الصدفة،‭ ‬بل‭ ‬نتيجة‭ ‬عمل‭ ‬مكثف‭ ‬على‭ ‬المستويين‭ ‬الفني‭ ‬والمعنوي‭. ‬ربما‭ ‬ساهمت‭ ‬تجربة‭ ‬كأس‭ ‬التحدي‭ ‬الآسيوي‭ ‬في‭ ‬كشف‭ ‬العيوب‭ ‬والثغرات،‭ ‬لتتحول‭ ‬فيما‭ ‬بعد‭ ‬إلى‭ ‬دروس‭ ‬عملية‭ ‬وظفها‭ ‬الجهاز‭ ‬الفني‭ ‬بأفضل‭ ‬صورة‭ ‬ممكنة‭.‬

الفلبين‭ ‬اليوم‭ ‬تكتب‭ ‬قصة‭ ‬منتخب‭ ‬يصر‭ ‬على‭ ‬كسر‭ ‬الصور‭ ‬النمطية،‭ ‬والظهور‭ ‬كقوة‭ ‬قادمة‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬الكرة‭ ‬الطائرة،‭ ‬وإذا‭ ‬ما‭ ‬واصل‭ ‬السير‭ ‬على‭ ‬النهج‭ ‬ذاته،‭ ‬فإن‭ ‬المستقبل‭ ‬قد‭ ‬يضعه‭ ‬بين‭ ‬كبار‭ ‬القارة‭ ‬والعالم‭.‬

إقرأ أيضا لـ"علي ميرزا"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا