العدد : ١٧٣٣٧ - الأربعاء ١٠ سبتمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ١٨ ربيع الأول ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٣٣٧ - الأربعاء ١٠ سبتمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ١٨ ربيع الأول ١٤٤٧هـ

وقت مستقطع

علي ميرزا

توقيت الخطأ.. مربط الفرس

في‭ ‬الرياضة‭ ‬بشكل‭ ‬عام،‭ ‬ليست‭ ‬كثرة‭ ‬الأخطاء‭ ‬وحدها‭ ‬التي‭ ‬تحدد‭ ‬نتيجة‭ ‬المباراة،‭ ‬بل‭ ‬إن‭ ‬التوقيت‭ ‬الذي‭ ‬تقع‭ ‬فيه‭ ‬هذه‭ ‬الأخطاء‭ ‬هو‭ ‬الذي‭ ‬يكسر‭ ‬الظهر،‭ ‬وهذا‭ ‬المفهوم‭ ‬يبدو‭ ‬أكثر‭ ‬بروزا‭ ‬في‭ ‬الكرة‭ ‬الطائرة،‭ ‬إذ‭ ‬إن‭ ‬الأخطاء‭ ‬الصغيرة‭ ‬تتحول‭ ‬في‭ ‬اللحظات‭ ‬الكبيرة‭ ‬إلى‭ ‬كوارث‭ ‬تقلب‭ ‬مسار‭ ‬اللقاء‭ ‬رأسا‭ ‬على‭ ‬عقب‭.‬

على‭ ‬الورق‭ ‬تبدو‭ ‬قيمة‭ ‬النقاط متساوية،‭ ‬كل‭ ‬نقطة‭ ‬تساوي‭ ‬الأخرى،‭ ‬لكن‭ ‬في‭ ‬الواقع،‭ ‬هناك‭ ‬نقاط‭ ‬تحمل‭ ‬ثقلا‭ ‬نفسيا‭ ‬ومعنويا‭ ‬مضاعفا،‭ ‬فحين‭ ‬يخسر‭ ‬الفريق‭ ‬نقطة‭ ‬عند‭ ‬بداية‭ ‬الشوط‭ ‬تبقى‭ ‬أمامه‭ ‬فرصة‭ ‬واسعة‭ ‬للتعويض،‭ ‬أما‭ ‬عندما‭ ‬يتكرر‭ ‬الخطأ‭ ‬عند‭ ‬تعادل‭ ‬حساس‭ (‬23-23‭ ‬مثلا‭) ‬فإن‭ ‬أثره‭ ‬يكون‭ ‬مدمرا،‭ ‬لأنه‭ ‬يفتح‭ ‬الباب‭ ‬أمام‭ ‬المنافس‭ ‬لإنهاء‭ ‬الشوط‭ ‬وربما‭ ‬المباراة‭ ‬لصالحه‭.‬

الإرسال‭ ‬الخاطئ‭ ‬هو‭ ‬أوضح‭ ‬مصداق‭ ‬على‭ ‬توقيت‭ ‬الخطأ،‭ ‬فالجهاز‭ ‬الفني‭ ‬لأي‭ ‬فريق‭ ‬قد‭ ‬يتحمل‭ ‬إضاعة‭ ‬عشرة‭ ‬إرسالات‭ ‬خلال‭ ‬اللقاء‭ ‬إذا‭ ‬توزعت‭ ‬على‭ ‬الأشواط‭ ‬المختلفة،‭ ‬لكن‭ ‬إرسالا‭ ‬واحدا‭ ‬يهدر‭ ‬عند‭ ‬النتيجة‭ ‬24‭-‬24‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬ينسف‭ ‬مجهود‭ ‬الفريق‭ ‬خلال‭ ‬ساعة‭ ‬من‭ ‬اللعب،‭ ‬هنا‭ ‬يصبح‭ ‬الخطأ‭ ‬أكبر‭ ‬من‭ ‬مجرد‭ ‬نقطة‭ ‬ضائعة،‭ ‬بل‭ ‬صدمة‭ ‬نفسية‭ ‬تدفع‭ ‬اللاعبين‭ ‬إلى‭ ‬فقدان‭ ‬التركيز‭ ‬في‭ ‬اللحظة‭ ‬الأهم‭.‬

والهجوم‭ ‬الطائش‭ ‬أو‭ ‬الاستقبال‭ ‬الضعيف‭ ‬في‭ ‬منتصف‭ ‬الشوط‭ ‬أمر‭ ‬طبيعي‭ ‬يمكن‭ ‬تجاوزه،‭ ‬ولكن‭ ‬حدوثه‭ ‬عند‭ ‬النقاط‭ ‬الأخيرة‭ ‬يحرم‭ ‬الفريق‭ ‬من‭ ‬فرصة‭ ‬ذهبية‭ ‬للفوز‭ ‬بالشوط،‭ ‬الأخطر‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الأخطاء‭ ‬تتعدى‭ ‬أثرها‭ ‬الفني‭ ‬لتصيب‭ ‬الروح‭ ‬المعنوية‭ ‬للفريق‭ ‬في‭ ‬مقتل،‭ ‬وتمنح‭ ‬المنافس‭ ‬ثقة‭ ‬إضافية‭ ‬يستغلها‭ ‬لمصلحته‭.‬

ومن‭ ‬هذا‭ ‬المنطلق‭ ‬يكون‭ ‬الشغل‭ ‬الشاغل‭ ‬للمدربين‭ ‬دائما‭ ‬في‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬المواقف‭ ‬هو‭ ‬ما‭ ‬يسمى‭ ‬‮«‬إدارة‭ ‬اللحظات‭ ‬الحرجة»؛‭ ‬فالقدرة‭ ‬على‭ ‬تقليل‭ ‬الأخطاء‭ ‬في‭ ‬توقيت‭ ‬حساس،‭ ‬والتحكم‭ ‬في‭ ‬الأعصاب‭ ‬تحت‭ ‬الضغط،‭ ‬هي‭ ‬ما‭ ‬يصنع‭ ‬الفارق‭ ‬بين‭ ‬بطل‭ ‬يعرف‭ ‬كيف‭ ‬يحسم،‭ ‬وفريق‭ ‬يضيع‭ ‬مجهوداته‭ ‬عند‭ ‬خط‭ ‬النهاية‭.‬

وخلاصة‭ ‬الكلام‭ ‬أن‭ ‬الأخطاء‭ ‬جزء‭ ‬طبيعي‭ ‬لأي‭ ‬لعبة،‭ ‬لكن‭ ‬خطأ‭ ‬في‭ ‬توقيت‭ ‬قاتل‭ ‬يساوي‭ ‬الكثير،‭ ‬وهنا‭ ‬تبرز‭ ‬الحكمة‭ ‬الرياضية‭ (‬العبرة‭ ‬ليست‭ ‬بكثرة‭ ‬الأخطاء،‭ ‬وإنما‭ ‬بتوقيتها‭).‬

إقرأ أيضا لـ"علي ميرزا"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا