وقت مستقطع

علي ميرزا
توقيت الخطأ.. مربط الفرس
في الرياضة بشكل عام، ليست كثرة الأخطاء وحدها التي تحدد نتيجة المباراة، بل إن التوقيت الذي تقع فيه هذه الأخطاء هو الذي يكسر الظهر، وهذا المفهوم يبدو أكثر بروزا في الكرة الطائرة، إذ إن الأخطاء الصغيرة تتحول في اللحظات الكبيرة إلى كوارث تقلب مسار اللقاء رأسا على عقب.
على الورق تبدو قيمة النقاط متساوية، كل نقطة تساوي الأخرى، لكن في الواقع، هناك نقاط تحمل ثقلا نفسيا ومعنويا مضاعفا، فحين يخسر الفريق نقطة عند بداية الشوط تبقى أمامه فرصة واسعة للتعويض، أما عندما يتكرر الخطأ عند تعادل حساس (23-23 مثلا) فإن أثره يكون مدمرا، لأنه يفتح الباب أمام المنافس لإنهاء الشوط وربما المباراة لصالحه.
الإرسال الخاطئ هو أوضح مصداق على توقيت الخطأ، فالجهاز الفني لأي فريق قد يتحمل إضاعة عشرة إرسالات خلال اللقاء إذا توزعت على الأشواط المختلفة، لكن إرسالا واحدا يهدر عند النتيجة 24-24 يمكن أن ينسف مجهود الفريق خلال ساعة من اللعب، هنا يصبح الخطأ أكبر من مجرد نقطة ضائعة، بل صدمة نفسية تدفع اللاعبين إلى فقدان التركيز في اللحظة الأهم.
والهجوم الطائش أو الاستقبال الضعيف في منتصف الشوط أمر طبيعي يمكن تجاوزه، ولكن حدوثه عند النقاط الأخيرة يحرم الفريق من فرصة ذهبية للفوز بالشوط، الأخطر أن هذه الأخطاء تتعدى أثرها الفني لتصيب الروح المعنوية للفريق في مقتل، وتمنح المنافس ثقة إضافية يستغلها لمصلحته.
ومن هذا المنطلق يكون الشغل الشاغل للمدربين دائما في مثل هذه المواقف هو ما يسمى «إدارة اللحظات الحرجة»؛ فالقدرة على تقليل الأخطاء في توقيت حساس، والتحكم في الأعصاب تحت الضغط، هي ما يصنع الفارق بين بطل يعرف كيف يحسم، وفريق يضيع مجهوداته عند خط النهاية.
وخلاصة الكلام أن الأخطاء جزء طبيعي لأي لعبة، لكن خطأ في توقيت قاتل يساوي الكثير، وهنا تبرز الحكمة الرياضية (العبرة ليست بكثرة الأخطاء، وإنما بتوقيتها).
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك