العدد : ١٧٣٣٦ - الثلاثاء ٠٩ سبتمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ١٧ ربيع الأول ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٣٣٦ - الثلاثاء ٠٩ سبتمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ١٧ ربيع الأول ١٤٤٧هـ

وقت مستقطع

علي ميرزا

شد الحبل ..

كثيرا‭ ‬ما‭ ‬يطالعنا‭ ‬المشهد‭ ‬الرياضي‭ ‬عن‭ ‬لاعبين‭ ‬يحاولون‭ ‬لي‭ ‬ذراع‭ ‬مدربيهم‭ ‬أو‭ ‬إدارات‭ ‬أنديتهم،‭ ‬مستغلين‭ ‬الفرص‭ ‬والمواقف‭ ‬لتحقيق‭ ‬مكاسب‭ ‬أقرب‭ ‬لوصفها‭ ‬بالشخصية‭ ‬في‭ ‬الدرجة‭ ‬الأولى‭ ‬سواء‭ ‬كانت‭ ‬مالية‭ ‬أو‭ ‬معنوية‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬المشاركة‭ ‬الأساسية‭ ‬في‭ ‬الفريق،‭ ‬السؤال‭ ‬هنا‭: ‬أين‭ ‬تكمن‭ ‬المشكلة؟‭ ‬هل‭ ‬في‭ ‬قوة‭ ‬شخصية‭ ‬الرياضيين،‭ ‬أم‭ ‬في‭ ‬ضعف‭ ‬شخصية‭ ‬الإداريين‭ ‬والمسؤولين؟

من‭ ‬الطبيعي‭ ‬أن‭ ‬يتحلى‭ ‬الرياضي‭ ‬بشخصية‭ ‬قوية‭ ‬إيجابية‭ ‬وإرادة‭ ‬صلبة،‭ ‬فهذا‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬تكوينه‭ ‬النفسي‭ ‬والبدني‭ ‬الذي‭ ‬ينعكس‭ ‬داخل‭ ‬الملعب،‭ ‬لكن‭ ‬المشكلة‭ ‬تكمن‭ ‬حين‭ ‬تتحول‭ ‬هذه‭ ‬القوة‭ ‬إلى‭ ‬أداة‭ ‬ضغط‭ ‬خارج‭ ‬الإطار‭ ‬الفني‭ ‬والاحترافي،‭ ‬خاصة‭ ‬عندما‭ ‬يكون‭ ‬هذا‭ ‬الرياضي‭ ‬نجما‭ ‬ووراءه‭ ‬تقف‭ ‬قاعدة‭ ‬جماهيرية‭ ‬تسانده‭ ‬على‭ ‬الحق‭ ‬أو‭ ‬الباطل،‭ ‬عندها‭ ‬يسعى‭ ‬لتجاوز‭ ‬حدوده‭ ‬والتأثير‭ ‬على‭ ‬القرارات‭.‬

على‭ ‬الجانب‭ ‬الآخر،‭ ‬يلام‭ ‬بعض‭ ‬الإداريين‭ ‬والمدربين‭ ‬حين‭ ‬يرخون‭ ‬ويتنازلون‭ ‬بسرعة‭ ‬تحت‭ ‬عامل‭ ‬الضغط،‭ ‬إما‭ ‬خوفا‭ ‬من‭ ‬خسارة‭ ‬النجم‭ ‬أو‭ ‬لتفادي‭ ‬مشاكل‭ ‬قد‭ ‬تنفجر‭ ‬في‭ ‬وجه‭ ‬النادي،‭ ‬هنا‭ ‬تتضح‭ ‬معادلة‭ (‬اللاعب‭ ‬القوي‭ + ‬الإداري‭ ‬الضعيف‭) ‬مما‭ ‬يفتح‭ ‬الباب‭ ‬على‭ ‬مصراعيه للفوضى،‭ ‬وتضرب‭ ‬بمبدأ‭ ‬الانضباط‭ ‬والعدالة‭ ‬عرض‭ ‬الحائط‭ ‬داخل‭ ‬المؤسسة‭ ‬الرياضية‭ ‬التي‭ ‬يفترض‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬لها‭ ‬احترامها‭ ‬وقدسيتها‭.‬‮ ‬

وحين‭ ‬تتفكك‭ ‬المنظومة‭ ‬يترتب‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬نتائج‭ ‬سلبية،‭ ‬فيدرك‭ ‬بقية‭ ‬اللاعبين‭ ‬أن‭ ‬القرارات‭ ‬تخضع‭ ‬للابتزاز‭ ‬الفردي،‭ ‬فيفقدون‭ ‬الثقة‭ ‬في‭ ‬العدالة،‭ ‬ويصبح‭ ‬المدرب‭ ‬‮«‬أرجوزا‮»‬‭ ‬وظيفته‭ ‬تنفيذ‭ ‬لإرادة‭ ‬لاعب‭ ‬أو‭ ‬اثنين،‭ ‬بدلا‭ ‬من‭ ‬كونه‭ ‬قائدا‭ ‬فنيا،‭ ‬وتهتز‭ ‬عندها‭ ‬صورة‭ ‬النادي،‭ ‬وتظهر‭ ‬الإدارة‭ ‬بمظهر‭ ‬الضعف‭ ‬والعجز‭ ‬عن‭ ‬فرض‭ ‬الانضباط‭.‬

إزاء‭ ‬هذا‭ ‬الإشكال،‭ ‬هل‭ ‬يظل‭ ‬الجميع‭ ‬يتفرج،‭ ‬أم‭ ‬هناك‭ ‬حل‭ ‬أو‭ ‬مجموعة‭ ‬حلول‭ ‬لكسر‭ ‬هذه‭ ‬الشوكة؟

ونرى‭ ‬أن‭ ‬الحل‭ ‬الأنجع‭ ‬يكمن‭ ‬في‭ ‬عدة‭ ‬نقاط،‭ ‬الأولى‭ ‬إيجاد‭ ‬لائحة‭ ‬تنظيمية‭ ‬واضحة‭ ‬وعملية‭ ‬يخضع‭ ‬لها‭ ‬الكبير‭ ‬ليتعلم‭ ‬الصغير،‭ ‬تنظم‭ ‬العلاقة‭ ‬بين‭ ‬اللاعب‭ ‬والمدرب‭ ‬والإدارة،‭ ‬بحيث‭ ‬لا‭ ‬يترك‭ ‬أي‭ ‬مجال‭ ‬للمساومة‭.‬

واللائحة‭ ‬وحدها‭ ‬لن‭ ‬تحرك‭ ‬ساكنا،‭ ‬إذا‭ ‬لم‭ ‬تجد‭ ‬شخصيات‭ ‬إدارية‭ ‬تتمتع‭ ‬بكاريزما‭ ‬صلبة،‭ ‬تقف‭ ‬وراءها‭ ‬وتعرف‭ ‬متى‭ ‬تستمع‭ ‬ومتى‭ ‬تضع‭ ‬الحد‭ ‬الفاصل،‭ ‬وتأتي‭ ‬ثقافة‭ ‬الاحتراف،‭ ‬ليعرف‭ ‬اللاعب‭ ‬أن‭ ‬دوره‭ ‬يكمن‭ ‬في‭ ‬الاجتهاد‭ ‬والعطاء‭ ‬في‭ ‬الميدان‭ ‬فقط‭ ‬لا‭ ‬خارجه،‭ ‬وترك‭ ‬الأدوار‭ ‬الأخرى‭ ‬لأهلها،‭ ‬ثم‭ ‬تأتي‭ ‬العقوبات‭ ‬الرادعة‭ ‬بحسب‭ ‬اللائحة‭ ‬والتي‭ ‬لا‭ ‬تعرف‭ ‬مبدأ‭ ‬‮«‬يمه‭ ‬ارحميني‮»‬،‭ ‬وأخيرا‭ ‬فتح‭ ‬المجال‭ ‬أمام‭ ‬اللاعبين‭ ‬للتعبير‭ ‬عن‭ ‬آرائهم‭ ‬في‭ ‬اجتماعات‭ ‬دورية،‭ ‬بدلا‭ ‬من‭ ‬أسلوب‭ ‬‮«‬لي‭ ‬الذراع‮»‬‭.‬

إقرأ أيضا لـ"علي ميرزا"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا