الرأي الثالث

محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
خالد كانو.. رحل وبقي الأثر
حينما توفي رجل الاقتصاد المصري طلعت حرب، الذي يوصف بـ«أبو الاقتصاد المصري»، نشرت جريدة «الأهرام» تفاصيل الجنازة، فكتبت تقول: «شيعت مصر أمس بين الحزن والأسى، فقيدها العظيم المغفور له طلعت حرب باشا، فاشترك في جنازته الكبراء والعظماء على اختلاف أحزابهم، كما اشترك فيها كثيرون من الموظفين في البنوك والشركات، وطلبة المعاهد والجامعات والمقيمين في القاهرة».
وأكاد أقرأ اليوم الأحد، ما تنشره الصحافة البحرينية والخليجية، عن تفاصيل الجنازة المهيبة، التي شيعت أمس السبت، لرجل الاقتصاد الوطني والعمل الخيري المغفور له السيد خالد محمد كانو رحمه الله، الذي توفي مساء الجمعة، بعد سيرة عطرة ومسيرة حافلة بالإنجازات والنجاحات المشهودة، التي تعد امتدادا لسيرة ومسيرة عائلة كانو الكريمة.
أذكر في لقاء تلفزيوني أن الراحل خالد محمد كانو حكى موقفا عمليا مع والده، وكان بمثابة سر النجاح المستدام، وهي نصيحة إدارية تنفع لكل مسؤول ينشد التميز والتفوق.. فقال: وصلت إلى العمل ذات يوم قبل الموعد بربع ساعة، ورأيت والدي بانتظاري ويسألني عن أسباب تأخري؟ وعندما أخبرته أنني وصلت قبل الموعد، قال لي: «إذا أردت أن تكون مسؤولا ناجحا، فعليك أن تحضر قبل الموظفين بساعة على الأقل، وتجهز العمل والمسؤوليات والمهام».. وهذا ما علمني المسؤولية والانضباط.
أدرك حجم الفقد الذي تركه الراحل خالد محمد كانو لعائلته خصوصا، ولرجال الأعمال والاقتصاد وغرفة التجارة عموما.. حيث ارتبط اسمه بمسيرة التنمية الوطنية، وكان رمزاً للعطاء الاقتصادي والاجتماعي والثقافي.
ويحسب للمرحوم خالد كانو أنه قاد المجموعة العائلية نحو التوسع الإقليمي والعالمي، ويعد من أبرز داعمي «قانون الشركات العائلية» في مملكة البحرين، وترأس الجمعية البحرينية للشركات العائلية، كما ترأس غرفة تجارة وصناعة البحرين، بجانب عضويته في العديد من مجالس إدارات البنوك وبيوت الاستثمار وترؤسه مجلس أمناء جائزة يوسف بن أحمد كانو، وترأس لجنة يوسف بن أحمد كانو الخيرية التي موّلت بناء المساجد والمدارس والمستشفيات ومشاريع دعم الأسر المنتجة، وأنشأ مركز مبارك كانو الاجتماعي بالتعاون مع وزارة التنمية الاجتماعية، وهو المشروع الذي حاز جائزة الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة لتمكين الأسر المنتجة.
كما قام بتأليف كتاب «بيت كانو»، وكتاب «غرفة تجارة وصناعة البحرين والتحديات المستقبلية لغرف دول مجلس التعاون الخليجي»، وكان رئيس تحرير مجلة كانو الثقافية، كما كان رحمه الله شغوفا بالقراءة، وفناناً تشكيلياً، وله اهتمامات عديدة، لم تشغله عن العمل الخيري والاجتماعي كذلك.
سيبقى مشروع متحف عائلة كانو في سوق المنامة شاهدا على إسهامات عائلة كانو في مجال التجارة والاقتصاد، وشاهدا على حرص خالد كانو على إقامة مشروع وطني حضاري، يُعد وسيلة مثالية لتوثيق تاريخ مجموعة يوسف بن أحمد كانو في مملكة البحرين ومنطقة الخليج العربي أكثر من 130 عامًا، بجانب استعراض القيم العائلية التي التزمت بها، وكانت سر نجاحها، واحتفاء بجهود الآباء والأجداد في تحقيق هذا التاريخ الحافل للمجموعة.
خالص التعازي والمواساة لأسرة كانو الكريمة.. ورحم الله الوجيه خالد محمد كانو.. فقد رحل، وبقي الأثر.
إقرأ أيضا لـ"محميد المحميد"
aak_news

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك