مع اقتراب العام الدراسي الجديد، يتزايد اهتمام الأسر باختيار الحقيبة المدرسية المناسبة لأبنائهم، إذ تمثل عنصرًا أساسيًا في راحة الطالب وحماية ظهره من الإجهاد والإصابات. وتوصي الجهات الصحية والتعليمية بضرورة مراعاة عدة معايير عند اختيار الحقيبة، وايضا للحذاء مواصفات خاصة لضمان راحة القدم والجسم بالكامل. لذا حاور الخليج الطبي الدكتورة دانة محمد استشاري العلاج الطبيعي لأمراض المفاصل والعظام وتأهيل الحوض وصحة المرأة – بمجمع العنزور للعلاج الطبيعي لتوضح لنا تأثير أنواع الحقائب المدرسية على جسد الطفل.
التي بدأت حديثها قائلة: تكرر موضوع تأثير الشنط المدرسية على المفاصل والعمود الفقري للطلاب في بداية كل عام دراسي وهناك العديد من الاستفسارات التي ترد حول هذا الموضوع، النوع الأول وهو الحقيبة المعلقة على أحد الكتفين هو أكثرها شيوعا وتستخدم لدى بعض الطلاب وأيضا كحقيبة نسائية. عند حمل هذا النوع من الشنط يحدث انقباضا لا إراديا في العضلات الرافعة للكتف وتقع بين الرقبة والكتف في محاولة لرفع الكتف قليلا لتوفير سطحا مستويا لمرور حزام الحقيبة، حيث إن إرخاء الكتف تماما قد يؤدي إلى نزول حزام الحقيبة من على الكتف للأسفل. أن الانقباض اللاإرادي لهذه العضلات المستمر أو المتكرر قد يؤدى إلى صعوبة إرخاء العضلة وبالتالي إلى تقلص عضلي حاد أو مزمن مصحوبا بألم في العضلة بين الكتف والرقبة أو بين لوحي الكتف خلفا.
وتظهر الآثار الجانبية للحقيبة المحمولة على أحد الكتفين مع زيادة وزنها وطول فترة الاستخدام في هيئة ألم في العضلات بين الرقبة والكتف من الأعلى أو الخلف أو ألم بين لوح الكتف والعمود الفقري. ويمكن تجنب الأعراض المرضية بواسطة تقليل محتويات الحقيبة النسائية أو المدرسية المحمولة على أحد الكتفين قدر الإمكان وتغيير حمل الحقيبة بين الكتفين بالتناوب بحيث لا تزيد مدة تعليقها عن 15 دقيقة في كل كتف ثم التبديل للجهة الأخرى.
الحقيبة المعلقة خلفا: وطبقا لتعليمات جمعية العلاج الطبيعي الأمريكية فإنها الأفضل من حيث تأثيرها على العمود الفقري والمفاصل عند الناشئة أو الكبار خاصة عند المسافات الطويلة. إذ تعتمد الحقيبة المعلقة خلفا على عضلات الجذع وهي عضلات تتميز بقوة التحمل واللياقة مقارنة بعضلات الذراعين والكتف وبالتالي فإن تعرضها للشد أو الإصابة أقل احتمالا. وتقوم عضلات الجذع خصوصا عضلات البطن اماما والظهر خلفا بحفظ توازن الجسم وإبقائه في وضع الاستقامة، كما أن وجودها في منتصف الجسم قريبة مركز التوازن يقلل من الجهد الذي تبذله هذه العضلات لرفع الحقيبة ويوفر ميزة القوة لهذه العضلات مقارنة بعضلات الأطراف.
المجرورة بواسطة العجلات: لا تحمل أضراراً صحية على المفاصل والعمود الفقري للناشئة، ولكن وجد من التجربة أن الأطفال مستخدمي هذه الشنط يحتاجون بين حين وآخر إلى رفعها وعملية الرفع المتكررة قد تؤدي إلى حدوث ألم في مفاصل الكتف أو الذراع أو العمود الفقري إذا تكررت باستمرار وكان وزن الحقيبة ثقيلاً.
ولا مانع من استخدامها بشرط أن تكون العجلات من النوعية الجيدة وان يكون الطريق بين البيت والمدرسة لا يحتوي على العديد من المطبات والسلالم التي قد تضطر الطفل إلى حمل الحقيبة ذات العجلات باستمرار.
الوزن المناسب: تزداد محتويات الحقيبة المدرسية عاما بعد الآخر مع زيادة حجم ووزن وعدد الكتب المدرسية بالإضافة إلى ملابس التبديل وغيرها من احتياجات الطلاب التي قد تشمل الكمبيوتر المحمول ضمن محتويات الحقيبة لدى بعض طلاب الجامعات. تتراوح أوزان الشنط المعلقة خلفا بين 5 – 18 كيلو جرام، مما يجعلها أثقل وزنا من وزن جنين المرأة الحامل. وحتى عند تعليقها بطريقة صحيحة بواسطة كلا الحزامين فإن الانحناء للأمام اللا إرادي لتعويض ثقل الحقيبة قد يؤثر على الانحناء القطني الطبيعي في أسفل العمود الفقري ومع زيادة وزن الحقيبة يتم دفع الكتفين للأمام زيادة التحدب في أعلى الظهر لموازنة ثقل الحقيبة وتبعا قد يؤدى ذلك لأعراض ألم أسفل الظهر أو الكتفين أو الرقبة.
وحول أقصى وزن يتحمله العمود الفقري للطالب في الحقيبة المعلقة خلفا أفادت الدكتورة دانة محمد بأن جمعية العلاج الطبيعي الأمريكية حددت الوزن بين 0 1 – 15% من وزن الطالب نفسه ولا يجب ان يتجاوز 20% في أي حال.
المواصفات: ان مواصفات الحقيبة المعلقة خلفا لا تقل أهمية عن وزنها. فالحقيبة ذات الأربطة الضيقة قد تضغط بحدة على مقدمة الكتفين أو عظم الترقوة أو الأعصاب أو العضلات في هذه المنطقة مما يؤدى لحدوث ألم فى الكتف أو الرقبة حتى وان كان وزن الحقيبة مناسبا. كما ان ضغط الأربطة الضيقة على الشرايين الدموية والأعصاب في مقدمة الكتفين أو الرقبة قد يؤدي للإحساس بالخدر في اليدين والذراعين وأحيانا في حال استمرار الضغط الى ضعف في عضلات اليدين.
ما هي العوامل الأساسية التي يجب مراعاتها عند اختيار حذاء للأطفال؟
«عند اختيار حذاء للأطفال، يجب أن نأخذ في اعتبارنا عدة عوامل أساسية لضمان صحة القدمين. أولاً، الراحة هي العامل الأهم. يجب أن يكون الحذاء مريحاً يتناسب مع شكل وحجم قدم الطفل. ثانيًا، المتانة أمر بالغ الأهمية لأن الأطفال غالباً ما يقضون وقتاً طويلاً في اللعب والحركة. لذا يجب أن يكون الحذاء قادراً على تحمل الضغط اليومي. وأخيراً، يجب أن يكون الحذاء مناسباً لنوع قدم الطفل، سواء كانت القدم مسطحة أو مرتفعة القوس، لأن كل نوع قدم يحتاج إلى دعم مختلف.
كيف يمكن تحديد الحجم المناسب لحذاء الطفل؟
«تحديد الحجم المناسب لحذاء الطفل أمر بالغ الأهمية. قد يكون من الصعب تحديده بدقة بالنظر إلى أن القدمين تنمو بسرعة في هذا العمر. من النصائح المهمة هي قياس قدم الطفل بشكل منتظم كل بضعة أشهر. يجب أن تكون المسافة بين أطول إصبع في القدم ونهاية الحذاء حوالي 1 سم، لضمان وجود مساحة كافية للنمو. كما يفضل قياس القدم في نهاية اليوم، لأن القدم تتوسع قليلاً خلال اليوم بسبب الحركة».
ما هو تأثير حذاء غير مناسب على صحة القدمين؟
«حذاء غير مناسب يمكن أن يسبب العديد من المشكلات الصحية للأطفال، مثل آلام القدمين والتواء الكاحل أو مشاكل في المشي. الحذاء الضيق قد يؤدي إلى تشوهات في أصابع القدم أو مشاكل في المفاصل، بينما الحذاء الواسع قد يسبب عدم الاستقرار عند المشي ويؤدي إلى إصابات. في حال كان الحذاء غير مريح، قد يسبب أيضاً شعوراً بالتعب بسرعة، مما يؤثر على قدرة الطفل على التركيز في المدرسة، توقف الطفل عن المشاركة في الأنشطة المدرسية وتؤثر على نمو الأصابع والأظافر على المدى الطويل».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك