القدس المحتلة – (الوكالات): أقرّ وزير الدفاع الإسرائيلي أمس خطة السيطرة على مدينة غزة وأمر باستدعاء 60 ألف جندي احتياط تمهيدا لتنفيذ العملية، في خضم انتظار ردّ إسرائيلي رسمي على مقترح الهدنة المطروحة لإنهاء العدوان الإسرائيلي المستمر في قطاع غزة منذ 22 شهرا.
وكانت الحكومة الأمنية الإسرائيلية قد أقرّت في مطلع أغسطس خطة لاحتلال مدينة غزة، وتوسيع عملياتها في القطاع الفلسطيني.
وقالت وزارة الدفاع الإسرائيلية لوكالة فرانس برس: إنّ الوزير يسرائيل كاتس «أقرّ خطة هجوم الجيش الإسرائيلي على مدينة غزة»، ووافق «على إصدار أوامر استدعاء جنود الاحتياط اللازمين لتنفيذ المهمة»، ويقدّر عددهم بنحو 60 ألف جندي.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي في إحاطة صحفية أمس الأربعاء: «سوف ننتقل إلى مرحلة جديدة من القتال، عملية تدريجية دقيقة ومركّزة داخل مدينة غزة وحولها، والتي تُعد حاليا المعقل العسكري والإداري الرئيسي لحركة حماس».
ومنذ أكثر من أسبوع، تنفّذ القوات الإسرائيلية عمليات عسكرية واسعة في أحياء في مدينة غزة، لا سيما حي الزيتون ومنطقتي الصبرة وتل الهوى. ويتحدّث سكان عن قصف عنيف لا يتوقّف.
ونزح آلاف الفلسطينيين من سكان المناطق الشرقية في مدينة غزة تحسبا لهجوم إسرائيلي قد يكون وشيكا.
وذكر رئيس لجنة الطوارئ في بلدية غزة مصطفى قزعاط لفرانس برس أن «أعدادا كبيرة» نزحت إلى المناطق الغربية وإلى مدن ومخيمات وسط القطاع.
ووصف قزعاط الوضع في مدينة غزة بـ«الكارثي جدا»، مشيرا إلى أن غالبية الذين نزحوا «موجودون في الطرق والشوارع بلا مأوى».
وقالت عايدة أبو ماضي (48 عاما) وهي من سكان حي الزيتون: إنها نزحت (اليوم) مع زوجها وأولادها وأحفادها الثلاثة الى منزل أقارب في مخيم الشاطئ الى الغرب من مدينة غزة.
وأضافت لوكالة فرانس برس عبر الهاتف «لم أسمع بقرار إسرائيل، لكن رأيت جيراني نزحوا فنزحت».
وقال أنيس دلول (64 عاما)، وهو من سكان حي الزيتون، لفرانس برس عبر الهاتف: إن الجيش «دمّر معظم مباني حي الزيتون، وهجّر آلاف الناس»، مشيرا إلى أنه نزح مع عائلته الأحد الماضي الى حي النصر في شمال غرب المدينة. وأضاف: «نحن خائفون من احتلال مدينة غزة وتهجيرنا».
وأعلن الدفاع المدني في قطاع غزة استشهاد 25 شخصا أمس في مناطق مختلفة من قطاع غزة بنيران إسرائيلية وفي غارات جوية.
ويأتي قرار وزير الدفاع بعد يومين من إعلان حركة حماس موافقتها على مقترح جديد للهدنة في قطاع غزة. ويترقّب الوسطاء الردّ الإسرائيلي عليه.
وتقول مصادر في حركتي حماس والجهاد الإسلامي أن المقترح ينص على هدنة من ستين يوما تترافق مع تبادل رهائن وأسرى فلسطينيين على دفعتين، على أن يتم الإفراج عن 10 رهائن إسرائيليين و18 جثة في الدفعة الأولى، والباقي في الدفعة التالية. كما ينص على بدء مفاوضات فورية بعد بدء وقف إطلاق النار من أجل اتفاق يمهّد لوقف الحرب.
وقال مسؤول إسرائيلي بارز الثلاثاء إن الحكومة الإسرائيلية تريد إعادة جميع الرهائن المحتجزين في غزة في أي اتفاق مقبل.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك