عملت تطوعا 45 سنة لخدمة السلامة والمحافظة على حياة الأفراد
الشباب البحريني هو المحرك الأساسي لعجلة الصحة والسلامة
بمناسبة انتخابه رئيس جمعية الصحة والسلامة بالتزكية في هذا اللقاء نسلط الضوء على مسيرة حافلة بالعطاء في مجال الصحة والسلامة، حيث يروي لنا د. مصطفى السيد رئيس جمعية الصحة والسلامة قصته منذ بداياته المبكرة في شركة بابكو بعمر 13 سنة، وصولًا إلى قيادته لجمعية الصحة والسلامة البحرينية وإسهاماته في نشر ثقافة الوقاية وحماية الأرواح. مسيرة امتدت لعقود من العمل الميداني والمبادرات المجتمعية، حافلة بالنجاحات والتحديات، شكلت ملامح شخصية تؤمن بأن الصحة والسلامة مسؤولية جماعية ورسالة لا تنتهي.
كيف كانت انطلاقتك في مجال الصحة والسلامة والبيئة؟
علاقتي بهذا المجال بدأت مبكرًا جدًا، عندما كنت أعمل في شركة بابكو بعمر 13 سنة. هناك، وعلى أرض الواقع، أدركت أهمية اتباع تعليمات السلامة المهنية وأثرها على صحة العاملين والمجتمع. كانت تلك التجربة هي البذرة التي نمت معي، حتى تلقيت تدريبي الأساسي على يد الأستاذ حسن طراده، الذي ألهمني للاستمرار وحثّني على حضور ورش العمل والمؤتمرات المتخصصة. منذ ذلك الوقت، أصبح مجال الصحة والسلامة جزءًا من حياتي أمارسه، كما أتنفس.
متى بدأت علاقتك بجمعية الصحة والسلامة البحرينية؟
منذ أيامها الأولى، كنت حاضرًا ومتابعًا. لم تكن بالنسبة لي مجرد جمعية أو منظمة، بل رسالة حياة. فهي تعني حماية الأرواح، وتعزيز بيئة عمل آمنة، وترسيخ مفهوم الوقاية في المجتمع. من خلالها وجدت الفرصة الحقيقية لنشر ثقافة الصحة والسلامة وتحقيق تأثير إيجابي ومستدام.
ما هي أبرز اللحظات التي تركت أثرًا في مسيرتك؟
هناك لحظات مفرحة، مثل رؤية نتائج جهودنا في التزام العمال بمعايير السلامة حتى خارج أماكن العمل. وأيضًا مواقف مؤلمة، أبرزها حادث انفجار أنبوب أودى بحياة موظف. الجانب النفسي من الحادث كان صعبًا للغاية، خصوصًا حين فكرت في أسرته. هذه الحوادث تذكرنا دومًا بأهمية العمل الذي نقوم به.
الجمعية تضم اليوم أعضاء من قطاعات مختلفة، حدّثنا عن هذا التنوع؟
مجلس إدارة الجمعية يضم تسعة أعضاء يمثلون قطاعات حكومية وخاصة، من وزارات إلى شركات مثل بابكو، تطوير للبترول، بابكو تزويد الوقود، مطار البحرين الدولي، وجيبك. لدينا نحو 250 عضوًا من مختلف الجنسيات، وهذا التنوع يعكس روح الشمول والانفتاح. الجمعية مفتوحة للجميع وتعمل تحت رعاية ودعم قيادتنا الكريمة.
ما هي الأهداف التي تعملون على تحقيقها؟
نهدف إلى تعزيز بيئة مستوفية لشروط الصحة والسلامة، نشر المعرفة الأساسية، تقديم الاستشارات الفنية للمؤسسات، وبناء شراكات مع منظمات محلية ودولية.
حدثنا عن أبرز المشاريع والمبادرات التي أطلقتموها.
لدينا عدة مبادرات، مثل «مسعف لكل عائلة» لتدريب المجتمع على الإسعافات الأولية، الملتقيات الشهرية التي تناقش موضوعات مثل الإجهاد الحراري والسلامة في الغذاء، وبرامج للسلامة المنزلية، وحملات للتوعية في برك السباحة، وحتى برنامج «نريدك سالمًا» لتدريب سائقي الدراجات النارية. كما وزعنا أجهزة إزالة الرجفان القلبي على اتحادات رياضية مع تدريب على استخدامها.
شاركتم أيضًا في مؤتمرات وطنية، أليس كذلك؟
نعم، مثل المؤتمر والمعرض الوطني الخامس للسلامة والصحة المهنية بالتعاون مع وزارة العمل، لتعزيز الامتثال لمعايير السلامة وتبادل الخبرات.
حصلت على تكريم خاص من شركة ألبا، ما تفاصيله؟
كان تكريمًا مشرفًا من الرئيس التنفيذي لشركة ألبا السيد علي البقالي، حيث منحني «نجمة ألبا الذهبية للسلامة» تقديرًا لجهودي عبر الجمعية.
وهي جائزة عادةً تمنح لموظفي الشركة فقط.
وماذا عن دور الشباب البحريني في هذا المجال؟
الشباب البحريني هم المحرك الأساسي لعجلة الصحة والسلامة، بكفاءتهم العالية حتى في القطاعات عالية الخطورة. لدينا نماذج نفتخر بها مثل عبدالرحمن جواهري، علي البقالي، ياسر عبدالرحيم، وأحمد خليل.
ما التحديات التي تواجه الجمعية حاليًا؟
أكبر تحدٍ هو عدم وجود مبنى خاص للجمعية، ما يضطرنا الى الاعتماد على استضافة الأنشطة في أماكن مختلفة. نعمل حاليًا على خطة لتأمين مقر دائم بالتعاون مع جهات داعمة، ليكون منصة مستدامة لأنشطتنا وأيضا موضوع الميزانية ونقص في الموارد وتحفيز الشباب على العمل التطوعي في مجال السلامة ورغم كل التحديات ليس هناك عمل أنبل من خدمة الناس في مجال الصحة والسلامة، وديننا الحنيف يخلد عمل السلامة والسلام، حيث يقول من أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك