من المصطلحات الدارجة في القطاعين العقاري والبنكي هو «توريق القروض العقارية»، وهي آلية تعتمدها الكثير من الدول في ظروف معينة. فما المقصود بها؟
يعرف توريق القروض العقارية بأنها عملية تحويل القروض العقارية إلى أوراق مالية يمكن بيعها وتداولها في السوق، بحيث يتم تحويل الديون من المقرض الأساسي إلى مقرضين آخرين.
وهي أداة اقتصادية تمويلية الغرض منها تنمية الأسواق المالية في الاقتصاد وتوفير السيولة في الأوضاع التي تعاني فيها الأسواق من شح السيولة.
وتتم عملية التوريق من خلال البنوك أو شركات التمويل العقاري التي تمنح قروضًا لشراء العقارات المختلفة. وبدلاً من الانتظار سنوات من أجل تحصيل الأقساط من المقترضين، يقوم البنك بجمع مجموعة من هذه القروض في حزمة واحدة، ونقل هذه الحزمة إلى كيان مالي خاص يقوم بإصدار سندات أو أوراق مالية مدعومة بتدفقات الأموال القادمة من أقساط القروض. وهنا يقوم المستثمرون بشراء هذه الأوراق، ويحصلون على عوائد من الأقساط التي يدفعها المقترضون. بمعنى آخر، هي الآلية التي تقوم على مبدأ دمج وجمع الرهون الفردية ذات الخصائص المتشابهة أو المماثلة في مجموعة واحدة، وتحوّل هذه الأصول السائلة إلى أوراق مالية يُمكن شراؤها وبيعها والتداول فيها في الأسواق الثانوية.
ويكمن الهدف الرئيسي من هذه الآلية في إزالة الرهن من الميزانية العمومية الخاصة بالجهة المُصدّرة للقرض العقاري، والحدّ من المخاطر المترتّبة على القرض وتعزيز التدفقات النقدية للجهة المُصدّرة. كما تمكّن عملية التوريق جهات إصدار الرهون من بيع القروض العقارية واستخدام هذه الأموال لتقديم المزيد من القروض، كما تمكّن الجهات المُقرضة من إعادة استخدام أموال القروض الخاصة بأصحاب المنازل من دون الحاجة إلى احتجاز الأصول المرهونة بالقرض. ويحصل البنك على سيولة نقدية بسرعة ليمنح قروضًا جديدة، فيما يحصل المستثمرون على دخل ثابت نسبيًا من الأقساط.
وتسهم عملية التوريق في: رفع كفاءة الدورة المالية والإنتاجية للبنك عن طريق تحويل الأصول غير السائلة إلى سائلة مع إعادة توظيفها مرة أخرى، وتسهيل تدفق التمويل لعمليات الائتمان بضمان الرهون العقارية، وبشروط وأسعار أفضل وفترات سداد أطول، وتقليل مخاطر الائتمان للأصول، وتخفيف أعباء المديونية، وتنشيط السوق الاولية في قطاع العقارات. ولا تخلو العملية من المخاطر، وخصوصًا إذا كانت القروض المجمّعة ذات جودة ضعيفة، مثل ما حدث في أزمة الرهن العقاري الأمريكية سنة 2008.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك