حذّرت شرطة العاصمة البريطانية من احتمال تنفيذ اعتقالات جماعية إذا مضت مظاهرة مقررة، يوم السبت المقبل، في وستمنستر وسط لندن، دعمًا لحركة Palestine Action، المحظورة بموجب قانون الإرهاب.
وقالت الشرطة إنها ستتخذ إجراءات ضد كل من يُظهر دعمًا للحركة، مؤكدة أن القانون سيُطبق كما كان منذ إعلان الحظر الشهر الماضي، والذي أدى إلى اعتقال أكثر من 200 شخص حتى الآن.
ووفقاً لما ذكرته صحيفة الغارديان «The Guardian» جاء هذا التحذير بالتزامن مع استعداد حملة Defend Our Juries لتنظيم مظاهرة يُتوقع أن يشارك فيها نحو 1000 شخص، رافعين لافتات كُتب عليها: «أعارض الإبادة، وأدعم Palestine Action»، احتجاجًا على قرار وزيرة الداخلية، إيفيت كوبر، بحظر الحركة بعد اتهامها بإلحاق أضرار تُقدّر بـ7 ملايين جنيه إسترليني لطائرات في قاعدة «بريز نورتون» العسكرية.
وحذرت الشرطة من أن هذه التظاهرة قد تكون محاولة للضغط على الجهاز القضائي المثقل بالفعل، مشيرة إلى أن من يتم اعتقاله قد يواجه اتهامات بموجب قوانين الإرهاب. ورغم ذلك، توقعت الشرطة أن يشارك «بضع مئات فقط»، لا الآلاف كما يروّج المنظمون.
من جانبها، نفت حملة Defend Our Juries أن يكون هدفها إرباك النظام القضائي، مؤكدة أن الاحتجاج سلمي ومشروع. وقال متحدث باسم الحملة: «إذا تعاملت الشرطة بعقلانية، فلن يكون هناك ما يستدعي التصعيد»، مضيفًا أن السجون في لندن لا يمكنها استيعاب أكثر من 520 معتقلًا في وقت واحد، ما يجعل الاعتقال الجماعي أمرًا غير واقعي.
وأكد المتحدث أن الحملة لا تنتمي إلى Palestine Action، وأن كل تفاصيل الاحتجاج منشورة علنًا على موقعهم الرسمي. كما أشار إلى أن بعض النواب أبدوا تعاطفًا مع القضية، لكنهم امتنعوا عن المشاركة المباشرة خشية التعليق من البرلمان.
في خطوة متزامنة، تعتزم Jewish Voice for Labour تسليم رسالة إلى رئاسة الوزراء ووزيرة الداخلية، موقّعة من 300 شخصية يهودية يسارية، من بينهم المخرج مايك لي، والكاتب مايكل روزن، والمحامي جيفري بيندمان KC، والمسرحية جيليان سلوفو. وتصف الرسالة الحظر بأنه «غير شرعي وغير أخلاقي»، منتقدة ما وصفته بـ«التواطؤ الحكومي» مع الجرائم الإسرائيلية في غزة والضفة الغربية.
بدورها، دعت رئاسة الوزراء المواطنين إلى عدم المشاركة في أي فعالية داعمة للحركة المحظورة. وقال المتحدث باسم رئيس الوزراء: ««لا ندعم أي نشاط مرتبط بمنظمة مصنّفة إرهابيًا، والمحاكم أكدت مشروعية الحظر».
وفي مساء الاثنين، نظّم نحو 40 متظاهرًا وقفة احتجاجية أمام مقر حزب العمال في ساوثوورك، رافعين أعلام فلسطين ولافتات تطالب برفع الحظر، ومرددين هتافات ضد كير ستارمر وديفيد لامي.
من جهة أخرى، قال مكتب عمدة لندن، صادق خان، إن قرار التعامل مع المظاهرة من اختصاص الشرطة، من دون أن يعلّق مباشرة على الموضوع، رغم مواقفه السابقة الداعمة للاعتراف بدولة فلسطين.
ومن المتوقع أن يشهد يوم السبت أيضًا مسيرتين منفصلتين: واحدة مؤيدة لفلسطين، وأخرى مناهضة للهجرة، وهو ما سيزيد الضغط على الموارد الأمنية والشرطية.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك