العدد : ١٧٢٩٨ - السبت ٠٢ أغسطس ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٨ صفر ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٢٩٨ - السبت ٠٢ أغسطس ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٨ صفر ١٤٤٧هـ

وقت مستقطع

علي ميرزا

سلاح العصر

لم‭ ‬تعد‭ ‬لعبة‭ ‬‮«‬البايب‮»‬‭ ‬مجرد‭ ‬خيار‭ ‬تكتيكي‭ ‬ضمن‭ ‬منظومة‭ ‬اللعب‭ ‬الهجومي‭ ‬في‭ ‬الكرة‭ ‬الطائرة،‭ ‬بل‭ ‬غدت‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬أبرز‭ ‬الأسلحة‭ ‬الفنية‭ ‬الفتاكة‭ ‬التي‭ ‬تحسم‭ ‬بها‭ ‬المباريات‭ ‬في‭ ‬لحظات‭ ‬مفصلية،‭ ‬إنها‭ ‬تجسيد‭ ‬عملي‭ ‬للكرة‭ ‬الطائرة‭ ‬الحديثة،‭ ‬بكل‭ ‬ما‭ ‬فيها‭ ‬من‭ ‬سرعة،‭ ‬تنويع،‭ ‬وتمويه‭.‬

البايب‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬مجرد‭ ‬حركة‭ ‬مفاجئة‭ ‬تستخدم‭ ‬لكسر‭ ‬إيقاع‭ ‬الخصم‭ ‬أو‭ ‬التمويه،‭ ‬بل‭ ‬خيارا‭ ‬دائما‭ ‬في‭ ‬الخطط‭ ‬الهجومية‭ ‬للمنتخبات‭ ‬والفرق‭ ‬التي‭ ‬تسير‭ ‬على‭ ‬درب‭ ‬الاحتراف‭ ‬الحقيقي،‭ ‬وكم‭ ‬من‭ ‬مباراة‭ ‬انقلبت‭ ‬نتيجتها‭ ‬بسبب‭ ‬حسن‭ ‬توظيف‭ ‬هذه‭ ‬المهارة؟‭ ‬وكم‭ ‬من‭ ‬فريق‭ ‬بدا‭ ‬عاجزا‭ ‬أمام‭ ‬فريق‭ ‬يجيد‭ ‬تنفيذ‭ ‬لعبة‭ ‬البايب‭ ‬بتنوع‭ ‬وتكرار‭ ‬وإتقان؟

والسؤال‭ ‬الذي‭ ‬يفرض‭ ‬نفسه‭ ‬علينا‭: ‬هل‭ ‬الفريق‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يملك‭ ‬هذا‭ ‬السلاح‭ ‬في‭ ‬ترسانته،‭ ‬هو‭ ‬ببساطة‭ ‬يعد‭ ‬خارج‭ ‬مشهد‭ ‬الكرة‭ ‬الطائرة‭ ‬الحديثة؟‭ ‬نعم،‭ ‬لأنه‭ ‬وببساطة‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬البايب‭ ‬ترفا،‭ ‬بل‭ ‬ضرورة‭ ‬تكتيكية‭ ‬خاصة‭ ‬أمام‭ ‬منافس‭ ‬يملك‭ ‬بلوكا‭ ‬قويا،‭ ‬إذ‭ ‬تمنح‭ ‬هذه‭ ‬اللعبة‭ ‬بعدا‭ ‬إضافيا‭ ‬يصعب‭ ‬من‭ ‬مأمورية‭ ‬الخصم‭.‬

بعض‭ ‬الفرق‭ ‬تعاني‭ ‬من‭ ‬ضعف‭ ‬التنسيق‭ ‬أو‭ ‬غياب‭ ‬اللاعب‭ ‬المناسب‭ ‬لتوظيف‭ ‬اللعبة،‭ ‬فتتجاهلها‭ ‬أو‭ ‬تتعامل‭ ‬معها‭ ‬على‭ ‬أنها‭ ‬لعبة‭ ‬‮«‬كمالية‮»‬‭ ‬لا‭ ‬ضرورة‭ ‬لها،‭ ‬وهذا‭ ‬في‭ ‬رأينا‭ ‬خطأ‭ ‬فادح،‭ ‬لأن‭ ‬غياب‭ ‬البايب‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬الفريق‭ ‬يستطيع‭ ‬قراءة‭ ‬خصمه،‭ ‬ما‭ ‬يسهل‭ ‬تشكيل‭ ‬حائط‭ ‬الصد‭ ‬والتقليل‭ ‬من‭ ‬المفاجآت‭.‬

وإن‭ ‬بقيت‭ ‬كلمة‭ ‬تقال‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬السياق،‭ ‬فمن‭ ‬يريد‭ ‬أن‭ ‬يصنف‭ ‬نفسه‭ ‬ضمن‭ ‬فرق‭ ‬الصفوة‭ ‬في‭ ‬الكرة‭ ‬الطائرة،‭ ‬عليه‭ ‬أن‭ ‬يتقن‭ ‬لعبة‭ ‬البايب،‭ ‬لا‭ ‬أن‭ ‬يضعها‭ ‬في‭ ‬هامش‭ ‬خطته‭ ‬أو‭ ‬يعتبرها‭ ‬‮«‬اختيارا‭ ‬بديلا‮»‬،‭ ‬هي‭ ‬اليوم‭ ‬جزء‭ ‬أصيل‭ ‬من‭ ‬اللعبة،‭ ‬بل‭ ‬عنوان‭ ‬من‭ ‬عناوين‭ ‬الحداثة‭ ‬التكتيكية‭ ‬إن‭ ‬صح‭ ‬التعبير‭.‬

وحين‭ ‬نرى‭ ‬منتخبات‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬التمثيل‭ ‬لا‭ ‬الحصر‭ ‬البرازيل،‭ ‬بولندا،‭ ‬فرنسا،‭ ‬اليابان‭ ‬وإيران‭ ‬وغيرها‭ ‬في‭ ‬قمة‭ ‬الأداء،‭ ‬فذلك‭ ‬يعود‭ -‬جزئيا‭- ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬البايب‭ ‬عندهم‭ ‬ليست‭ ‬فكرة،‭ ‬بل‭ ‬عادة،‭ ‬أما‭ ‬الفرق‭ ‬التي‭ ‬تغيب‭ ‬عنها‭ ‬هذه‭ ‬العادة،‭ ‬فهي‭ ‬تعيش‭ ‬في‭ ‬زمن‭ ‬قديم،‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬ارتدت‭ ‬قمصانا‭ ‬حديثة‭.‬

إقرأ أيضا لـ"علي ميرزا"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا