وقت مستقطع

علي ميرزا
سلاح العصر
لم تعد لعبة «البايب» مجرد خيار تكتيكي ضمن منظومة اللعب الهجومي في الكرة الطائرة، بل غدت واحدة من أبرز الأسلحة الفنية الفتاكة التي تحسم بها المباريات في لحظات مفصلية، إنها تجسيد عملي للكرة الطائرة الحديثة، بكل ما فيها من سرعة، تنويع، وتمويه.
البايب لم تعد مجرد حركة مفاجئة تستخدم لكسر إيقاع الخصم أو التمويه، بل خيارا دائما في الخطط الهجومية للمنتخبات والفرق التي تسير على درب الاحتراف الحقيقي، وكم من مباراة انقلبت نتيجتها بسبب حسن توظيف هذه المهارة؟ وكم من فريق بدا عاجزا أمام فريق يجيد تنفيذ لعبة البايب بتنوع وتكرار وإتقان؟
والسؤال الذي يفرض نفسه علينا: هل الفريق الذي لا يملك هذا السلاح في ترسانته، هو ببساطة يعد خارج مشهد الكرة الطائرة الحديثة؟ نعم، لأنه وببساطة لم يعد البايب ترفا، بل ضرورة تكتيكية خاصة أمام منافس يملك بلوكا قويا، إذ تمنح هذه اللعبة بعدا إضافيا يصعب من مأمورية الخصم.
بعض الفرق تعاني من ضعف التنسيق أو غياب اللاعب المناسب لتوظيف اللعبة، فتتجاهلها أو تتعامل معها على أنها لعبة «كمالية» لا ضرورة لها، وهذا في رأينا خطأ فادح، لأن غياب البايب يعني أن الفريق يستطيع قراءة خصمه، ما يسهل تشكيل حائط الصد والتقليل من المفاجآت.
وإن بقيت كلمة تقال في هذا السياق، فمن يريد أن يصنف نفسه ضمن فرق الصفوة في الكرة الطائرة، عليه أن يتقن لعبة البايب، لا أن يضعها في هامش خطته أو يعتبرها «اختيارا بديلا»، هي اليوم جزء أصيل من اللعبة، بل عنوان من عناوين الحداثة التكتيكية إن صح التعبير.
وحين نرى منتخبات على سبيل التمثيل لا الحصر البرازيل، بولندا، فرنسا، اليابان وإيران وغيرها في قمة الأداء، فذلك يعود -جزئيا- إلى أن البايب عندهم ليست فكرة، بل عادة، أما الفرق التي تغيب عنها هذه العادة، فهي تعيش في زمن قديم، حتى لو ارتدت قمصانا حديثة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك