تحدث مراقبون عما أسموه «صحوة غربية» تجاه جرائم الإبادة الإسرائيلية في غزة وجرائم تجويع الفلسطينيين حتى الموت. وتجسدت هذ الصحوة في الإدانات الصريحة من الدول الغربية للجرائم الإسرائيلية، وفي التأييد الواسع للاعتراف بالدولة الفلسطينية. كما تجسدت في انتفاض شخصيات عامة ومنظمات إسرائيلية ضد جرائم الإبادة.
ووجهت فرنسا و14 دولة غربية أمس دعوة إلى الدول الأخرى لإعلان عزمها الاعتراف بدولة فلسطين في خطوة جديدة لتعزيز الزخم الدولي نحو «حل الدولتين». وقال وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، في منشور عبر منصة «إكس»، إن بلاده، بمشاركة 14 دولة أخرى، أطلقت نداءً جماعيا من نيويورك، عبرت فيه عن عزمها الاعتراف بفلسطين، داعية بقية الدول إلى الانضمام إلى هذا التوجه.
وجاءت الدعوة غداة إعلان نيويورك، الذي أُطلق في ختام مؤتمر وزاري في الأمم المتحدة، برعاية مشتركة بين فرنسا والسعودية، لإحياء مسار «حل الدولتين» لتسوية النزاع الفلسطيني الإسرائيلي.
وضمت قائمة الدول الموقعة إلى جانب فرنسا كلا من: «كندا، وأستراليا، وأندورا، وفنلندا، وأيسلندا، وإيرلندا، ولوكسمبورغ، ومالطا، ونيوزيلندا، والنرويج، والبرتغال، وسان مارينو، وسلوفينيا، وإسبانيا».
ومن بين هذه الدول، أبدت 9 دول لم تعترف بعد بالدولة الفلسطينية، هي «أندورا، وأستراليا، وكندا، وفنلندا، ولوكسمبورغ، ومالطا، ونيوزيلندا، والبرتغال، وسان مارينو»، اهتمامها الإيجابي واستعدادها للمضي نحو الاعتراف.
وقالت صحيفة «الجارديان» البريطانية إن 31 شخصية أكاديمية وفنية إسرائيلية تحث في رسالة للمجتمع الدولي على فرض عقوبات قاسية على إسرائيل. وأوضحت الصحيفة أن رسالة الشخصيات الأكاديمية والفنية الإسرائيلية تتهم إسرائيل بتجويع سكان غزة حتى الموت والسعي لتهجيرهم.
وتأتي هذه الشخصيات من مجالات الشعر، والعلوم، والصحافة، والأكاديميا، وتتهم الرسالة إسرائيل بـ«تجويع شعب غزة حتى الموت، والتفكير في طرد ملايين الفلسطينيين بالقوة من القطاع». وأضافت: «يجب على المجتمع الدولي أن يفرض عقوبات مدمرة على إسرائيل حتى توقف هذه الحملة الوحشية وتطبّق وقفًا دائمًا لإطلاق النار».
الجدير بالذكر أنه في بيان لها أصدرت منظمتان إسرائيليتان لحقوق الإنسان، هما «بتسيلم» و«الأطباء لحقوق الإنسان إسرائيل»، تقارير تقييمية للمرة الأولى، أعلنتا فيها أن إسرائيل تنفذ سياسة «إبادة جماعية» ضد الفلسطينيين في غزة، مكسرتين بذلك حظرًا آخر كان سائدًا على مستوى النقاش السياسي والإعلامي.
من جانب آخر، أعلنت حركة الإصلاح، أكبر طائفة يهودية في الولايات المتحدة، أن الحكومة الإسرائيلية «مسؤولة» عن انتشار المجاعة في غزة. وقالت الحركة: «لا أحد ينبغي أن يكون غير متأثر بالجوع العميق الذي يعاني منه الآلاف من سكان غزة. ولا ينبغي لأحد أن يقضي معظم وقته في الجدل حول التعريفات التقنية بين المجاعة والجوع العام»، مضيفة: «الوضع كارثي، وهو مميت. كما أنه لا ينبغي أن نعتبر أن حماس، التي تعتبر السبب الرئيسي في جوع الكثيرين من أهل غزة، لا تتحمل مسؤولية أيضًا، فالدولة اليهودية مسؤولة أيضًا عن هذه الكارثة الإنسانية. ويجب أن تبدأ الاستجابة الأخلاقية من قلوب متألمة أمام مأساة إنسانية بهذا الحجم».
وفي وقت سابق من أمس، اتهمت منظمتا «أطباء من أجل حقوق الإنسان» و«بتسيلم» الإسرائيليتان، اللتان تعملان في مجال حقوق الإنسان، حكومة الاحتلال الإسرائيلي باتباع سياسة متعمدة لتدمير المجتمع الفلسطيني في غزة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك