أشار الدكتور منذر صويلح استشاري الاشعة التشخيصية والتداخلية بمستشفى البحرين التخصصي إلى أن مرض الشريان التاجي يعد أحد الأسباب الرئيسية للوفيات حول العالم، موضحا انه غالبًا ما ينتج عن تراكم الترسبات الدهنية داخل جدران الشرايين التاجية، ما يسبب تصلب الشرايين ويؤدي في نهاية المطاف إلى انسدادها وحدوث الذبحة الصدرية. مبينا ان في العقود الأخيرة، أصبح التصوير المقطعي المحوسب للشرايين التاجية (Cardiac Coronary CT Angiography) من أكثر الوسائل تطورًا ودقة في تشخيص هذه الحالات في مراحلها المبكرة.
وذكر الدكتور منذر أن أهمية هذا الفحص تكمن في الكشف عن الترسبات الدهنية وتصلب الشرايين قبل حدوث الانسداد الكامل أو ظهور الأعراض مثل الذبحة الصدرية أو النوبات القلبية. مشددا على أهمية الكشف المبكر في اتخاذ الإجراءات الوقائية والعلاجية اللازمة، مثل تعديل نمط الحياة، والبدء في تناول الأدوية المناسبة، وبالتالي تقليل مخاطر تطور المرض.
واستكمل قائلا: «يمتاز هذا الفحص بكونه غير جراحي، وسريع، ويقدم صورًا دقيقة وواضحة تبين حالة الشرايين بدقة فائقة. وبفضل دقته العالية، أصبح من الممكن تقييم مدى خطورة التصلب الشرياني واتخاذ قرارات علاجية مبكرة، حتى في الحالات التي لا تظهر عليها أي أعراض.
ويمكن القول إن التصوير المقطعي المحوسب للشرايين التاجية يمثل طفرة في مجال التشخيص المبكر لأمراض القلب، ويسهم بشكل فعال في الحد من تطور مرض الشريان التاجي، ويحسن من فرص الشفاء والنجاة للمصابين».
تقنية الرنين المغناطيسي القلبي.. ثورة في تقييم وظائف القلب وحيوية العضلة القلبية
شهدت تقنيات التصوير القلبي تطورًا هائلًا في السنوات الأخيرة، وأبرز هذه التقنيات هو التصوير بالرنين المغناطيسي للقلب (Cardiac MRI). هذه التقنية الحديثة توفر معلومات دقيقة وشاملة حول وظيفة القلب، وحيوية عضلة القلب، وتقييم آثار الندبات، بالإضافة إلى تشخيص أمراض عضلة القلب المختلفة (اعتلالات عضلة القلب).
وتكمن أهمية «الرنين المغناطيسي القلبي في قدرته على تقييم حيوية عضلة القلب وتحديد ما إذا كانت الأجزاء المتضررة من القلب لا تزال حية وقابلة للاستجابة للعلاج أم أنها تعرضت لتلف دائم. كما أن هذه التقنية تتيح للطبيب تقييم وجود التليف أو الندبات الناتجة عن النوبات القلبية السابقة، ما يساعد في التخطيط للعلاج المناسب».
وأضاف: «يعد الرنين المغناطيسي القلبي أداة مثالية لتشخيص اعتلالات عضلة القلب، مثل تضخم العضلة أو ضعفها، وتقييم سماكة الجدران القلبية وحجم الحجرات بدقة عالية. كما يمكن استخدامه لتقييم تدفق الدم عبر القلب وصماماته، ما يوفر صورة متكاملة لوظائف القلب من دون الحاجة الى التعرض للإشعاع».
والرنين المغناطيسي القلبي تقنية آمنة وغير جراحية، وتتميز بقدرتها على توفير تفاصيل دقيقة لا يمكن الحصول عليها بواسطة الوسائل التقليدية. لذلك، أصبح يمثل خيارًا رئيسيًا في تقييم المرضى الذين يعانون من أمراض القلب المعقدة أو غير واضحة السبب.
في الختام، «يمثل الرنين المغناطيسي القلبي نقلة نوعية في تشخيص وعلاج أمراض القلب، ويساعد بشكل كبير في تحسين نتائج العلاج وجودة حياة المرضى».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك