الذكاء الاصطناعي يدخل بقوة في الرعاية الصحية ليعزز من دوره في تحسين وتطوير الرعاية الصحية بمختلف اشكالها. وبالنسبة الى حالات الطوارئ والاسعاف نقطة البداية ومستقبلي الحالات فربما يلعب الذكاء الاصطناعي نقطة تحول. في المقال التالي يوضح محمد الشارقي أخصائي طب الطوارئ ومدرب دعم الحياة دور الذكاء الاصطناعي في ادارة الحالات الطارئة.
شهدت إدارة الحالات الطبية الطارئة والإسعاف في السنوات الأخيرة ثورة رقمية غير مسبوقة، مدفوعةً بتسارع تطور التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي. ولم يعد أخصائي الطوارئ والإسعاف يعتمد فقط على مهاراته اليدوية وخبرته الميدانية، بل أصبح يحمل معه أجهزة ذكية تختصر في ثوانٍ ما كان يتطلب دقائق طويلة، وربما ساعات.
في قلب هذه الثورة برزت أجهزة إزالة الرجفان القلبي المتقدمة، التي لم تعد تقتصر على تقديم الصدمة الكهربائية فحسب، بل تطورت إلى أنظمة تشخيص متكاملة، تقوم بتخطيط القلب بدقة، وتتابع العلامات الحيوية لحظة بلحظة، وتقيس نسبة الأوكسجين ودرجة الحرارة ومعدل التنفس، وتراقب كفاءة التهوية عبر قياس الكابنوغرافي (وهو قياس تركيز ثاني أكسيد الكربون في هواء الزفير لحظة بلحظة، كمؤشر دقيق على كفاءة التنفس وجودة التهوية الرئوية).
هذه التقنيات المتقدمة جاءت نتاج سباق عالمي متسارع لتقليص الوقت وإنقاذ الأرواح. ولهذا، فإن على جميع المعنيين في قطاع الإسعاف والطوارئ في مختلف الدول أن يواكبوا هذه التحولات المتسارعة. فالمطلوب اليوم ليس مجرد التدريب على الأجهزة، بل فهم فلسفة الذكاء الاصطناعي في تقديم الرعاية الطبية الطارئة.
إن المرحلة القادمة تتطلب انعقاد منتديات علمية ومؤتمرات تخصصية تضع العاملين في الميدان على تماس مباشر مع أحدث المستجدات، وتُهيئهم لاستخدامها بكفاءة واحترافية. فالمستقبل - بكل وضوح - أصبح محمولاً بين يدي المختصين في الطوارئ والإسعاف، أما الفرق الحقيقي فسيصنعه من يُحسن استخدام هذه الأدوات الذكية لخدمة المريض وإنقاذ حياته.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك