وقت مستقطع

علي ميرزا
خسائر صفرية
لم يكن اليوم الافتتاحي لبطولة غرب آسيا لمنتخبات رجال الكرة الطائرة حافلا بالمفاجآت، لكن طريقته في تقديم المشهد الأول كانت صارخة في دلالاتها، أربع مباريات، وأربع نتائج متطابقة ومتشاكلة الأرقام، بثلاثة أشواط نظيفة للفائزين، ومن دون أن ينجح أي من الفرق الخاسرة في خطف حتى شوط واحد على أقل تقدير.
صحيح أن المتابع الحصيف لم يتوقع انقلابا في موازين القوى، لكن أن تحسم جميع المباريات بهذه الصورة السريعة والحاسمة، فهو أمر يكشف عن عمق الفوارق والتباينات، ويطرح في الوقت ذاته علامات استفهام كثيرة حول واقع المنتخبات المتعثرة.
اللافت في الأمر أن أسباب الخسائر بحسب ما لمسناه من أحاديث مقربين فنيين من تلك المنتخبات لم تكن واحدة، بل تعددت بتعدد الأسماء، فمنها بحسب ما جاء على ألسنتهم ما يعود إلى قلة الخبرة، ومنها ما يتصل بغياب الاستقرار الفني والإداري، ما انعكس سلبا على الانسجام والتناغم داخل أرضية الملعب، وهناك من يدفع ضريبة الابتعاد الطويل عن المنافسات الرسمية، ما اضطره إلى دخول البطولة بجهوزية مهزوزة ولياقة ذهنية غائبة.
النتيجة في النهاية لم تكن مجرد خسارة مباريات، بل عجز تام عن مقاومة التفوق، وغياب القدرة على فرض الندية ولو لشوط واحد. وهو ما يجب أن يوقظ بعض المنتخبات مبكرا، قبل أن يتحول مشهد الافتتاح إلى عنوان دائم للبطولة.
في العرف الثقافي الرياضي، لا يعد الفوز والتفوق وحدهما مصدرا للتحفيز، فحتى الخسارة قادرة على فتح الآفاق، وإيقاظ الهمم، وتحريك الساكن في النفس. نأمل أن يواصل المنتصرون عزف نغمة الانتصارات، وأن ينهض الخاسرون بشكل مغاير مع ما تبقى من مواجهات وأيام قادمة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك