صدور رواية «مدن الحليب والثلج» للكاتبة البحرينية جليلة السيد
صدر حديثًا عن دار الرافدين للنشر والتوزيع ببيروت لبنان، رواية «مدن الحليب والثلج» للكاتبة البحرينية جليلة السيّد، في 224 صفحة، وهي العمل الروائي الثاني لها بعد روايتها الأولى التي صدرت عام 2016.
تتناول الرواية بأسلوب سردي مكثّف إشكالية «تحوّل الإنسان إلى مواطن»، وما يتبعه من صراعات تبدأ من الذات ولا تنتهي عند حدود السلطة، عبر مؤسسات حديثة في مظهرها، لكنها أكثر قسوة من أدوات القمع التقليدية، إذ تعيد تشكيل مصائر الأفراد كما تُعاد أرشفة الملفات في الأدراج الباردة.
تتنقّل بطلة الرواية «لولوة» بين ثلاثة أوطان متناقضة: فمن دفء البحرين، إلى لهيب سوريا، ثمّ صقيع السويد، حاملة معها حكاية واقعية تبدأ كقصة حب، وتنتهي كسؤال سياسي مُعلّق على ضمير القارئ.
«مدن الحليب والثلج» ليست فقط رحلة متعبة في متاهات الروح، بل في معنى الانتماء، الأمومة، والقدرة على البقاء إنسانيًا وسط أنظمة تشتغل على قولبة الروح والعقل معًا... ولا ينجو منها أحد.
يُذكر أن الإصدار الأول للكاتبة رواية «أنا لست لي» قد نال اهتمام القراء والنقّاد على حدّ سواء، لما حمله من عمق إنساني وصياغة فنيّة مغايرة، رسّخت حضور السيّد كصوت سردي واعد في المشهد الروائي الخليجي والعربي.
«ما الفلسفة؟» لميشيل فوكو بترجمة عربية
صدرت حديثًا عن دار الساقي ترجمة الباحث الجزائري الدكتور الزواوي بغورة، رئيس قسم الفلسفة في جامعة الكويت، لكتاب ميشيل فوكو «ما الفلسفة».
وجاء في تقديمه:
ينطلق الكتاب من مفهوم الفلسفة بوصفها، بحسب فوكو، «خطاب الخطابات»، ويشتمل على خمسة عشر فصلًا: الأول اجترح مفهومًا جديدًا للفلسفة بوصفها تشخيصًا للحاضر، ومهمة التشخيص هذه تهدف إلى التعرف على ما يحدث من خلال بعض العلامات الحساسة، وتعيين الحدث الصاخب من الشائعات، وتسليط الضوء على هذه الساعة الرمادية التي نحن فيها، والتنبؤ باللحظة، وهذا الأمر ليس طارئًا على الفلسفة، فقد عدت منذ بداية الفلسفة اليونانية تأويلًا وعلاجًا، وأن الفيلسوف هو في الأساس طبيب الثقافة.
في الفصول: الثاني والثالث والرابع، ميز فوكو بين الخطاب الفلسفي وباقي الخطابات العلمية والأدبية بالاستناد إلى القاعدة الثلاثية المكونة من (أنا - هنا - الآن). فالخطاب العلمي في مجمله يتكون من ملفوظات عناصرها معروفة، لأنها تتضمن إحالات إلى ما هو مدرك بالفعل، أو معروف، أو مفهوم بصورة واضحة، أما الخطاب الأدبي فهو خطاب تخييلي في جوهره، ويظهر ذلك في كون الفلسفة على الأقل في شكلها الغربي منذ القرن السابع عشر، كانت مرتبطة بنظرية الذات، في حين أن الخطاب الأدبي مرتبط بتخييل معين للذات.
والفلسفة كما يقول فوكو تمارس ما يمكن أن نسميه بالمعنى الواسع وظيفة نقدية، وتعكس هذه الوظيفة تماما العلاقة اليومية التي تحافظ عليها الفلسفة مع ما يحيط بها، وهذا المحيط الذي يظهر بعد ذلك بوصفه خطابًا يوميًا، في حين أن العلم، حسبه، لا يعترف إلا بالملفوظات التي يمكن أن تكون صالحة في خطابه الخاص.
ويشير فوكو في الفصل الثامن إلى ما يسميه الوظائف الأربع للخطاب الفلسفي، والتي لا تخرج عن تسويغ الخطاب الذي يدعي أنه حقيقي مع أنه مرتبط بآن متفرد، ووظيفة التعليق على الخطابات المعلنة والمتموضعة فعليًا، والنقد سواء في شكل تفسير للظاهر، أو كشف للاوعي، ووظيفة التأويل في التحليل التكويني، أو البحث عن المعنى. وأخيرًا وظيفة التعبير عن اللوغوس، وتغيير العالم اليومي.
والجدير ذكره: أن الزواوي بغورة: اهتم بفلسفة اللغة، وخصص لذلك كتابين مهمين هما «الفلسفة واللغة: نقد المنعطف اللغوي في الفلسفة المعاصرة»، و«اللغة والسلطة: أبحاث نقدية في تدبير الاختلاف وتحقيق الإنصاف». كما اهتم بإشكاليات الفلسفة الاجتماعية والسياسية، وخصص لذلك دراسات عديدة، مثل «الاعتراف من أجل مفهوم جديد للعدل»، و«السياسة الحيوية من منظور الفلسفة الاجتماعية».
عنوان الكتاب: ما الفلسفة
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك