العدد : ١٧٢٦٨ - الخميس ٠٣ يوليو ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٨ محرّم ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٢٦٨ - الخميس ٠٣ يوليو ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٨ محرّم ١٤٤٧هـ

مقالات

الحكومات الخليجية.. إدارة الأزمات وبرامج التنمية

بقلم: عدنان أحمد يوسف

الأربعاء ٠٢ يوليو ٢٠٢٥ - 02:00

في‭ ‬خضم‭ ‬التوترات‭ ‬المتصاعدة‭ ‬والمواجهات‭ ‬العسكرية‭ ‬التي‭ ‬اندلعت‭ ‬بين‭ ‬إسرائيل‭ ‬وإيران،‭ ‬برهنت‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي‭ ‬على‭ ‬قدر‭ ‬عالٍ‭ ‬من‭ ‬الحكمة‭ ‬والحنكة‭ ‬السياسية‭ ‬في‭ ‬إدارة‭ ‬الأزمة،‭ ‬ما‭ ‬مكّنها‭ ‬من‭ ‬حماية‭ ‬اقتصاداتها‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬مسارات‭ ‬التنمية‭ ‬التي‭ ‬رسمتها‭ ‬في‭ ‬رؤاها‭ ‬الوطنية‭.‬

هذا‭ ‬الموقف‭ ‬الحكيم‭ ‬انعكس‭ ‬بصورة‭ ‬إيجابية‭ ‬على‭ ‬حماية‭ ‬أسواق‭ ‬الطاقة،‭ ‬حيث‭ ‬واصلت‭ ‬دول‭ ‬الخليج،‭ ‬في‭ ‬مقدمتها‭ ‬السعودية‭ ‬والإمارات‭ ‬والكويت،‭ ‬الالتزام‭ ‬بتأمين‭ ‬إمدادات‭ ‬النفط‭ ‬للأسواق‭ ‬العالمية،‭ ‬مما‭ ‬أسهم‭ ‬في‭ ‬تهدئة‭ ‬أسعار‭ ‬الطاقة‭ ‬وتقليل‭ ‬المخاطر‭ ‬الاقتصادية‭ ‬على‭ ‬المدى‭ ‬القصير‭. ‬كما‭ ‬عملت‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭ ‬على‭ ‬تنويع‭ ‬شراكاتها‭ ‬التجارية‭ ‬وتوسيع‭ ‬علاقاتها‭ ‬مع‭ ‬قوى‭ ‬عالمية‭ ‬صاعدة‭ ‬مثل‭ ‬الصين‭ ‬والهند،‭ ‬ما‭ ‬منحها‭ ‬مرونة‭ ‬إضافية‭ ‬في‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬أي‭ ‬ارتدادات‭ ‬محتملة‭ ‬للأزمة‭.‬

الحكومات‭ ‬الخليجية‭ ‬تدرك‭ ‬أنها‭ ‬تقود‭ ‬سفينة‭ ‬برامجها‭ ‬التنموية‭ ‬وسط‭ ‬تحديات‭ ‬جيوسياسية‭ ‬لا‭ ‬تهدأ‭ ‬أو‭ ‬تتوقف‭. ‬وقد‭ ‬نجحت‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬القيادة،‭ ‬حيث‭ ‬أظهرت‭ ‬مؤشرات‭ ‬الأداء‭ ‬الاقتصادي‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬الماضية‭ ‬نتائج‭ ‬لافتة،‭ ‬وسجلت‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬نمواً‭ ‬في‭ ‬الناتج‭ ‬المحلي‭ ‬الإجمالي‭ ‬غير‭ ‬النفطي،‭ ‬ما‭ ‬يعكس‭ ‬تقدم‭ ‬برامج‭ ‬تنويع‭ ‬مصادر‭ ‬الدخل‭ ‬بعيداً‭ ‬عن‭ ‬النفط‭.‬

وفقاً‭ ‬للبنك‭ ‬الدولي،‭ ‬توقع‭ ‬نمو‭ ‬متوسط‭ ‬الناتج‭ ‬المحلي‭ ‬الإجمالي‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬أن‭ ‬يصل‭ ‬إلى‭ ‬3‭.‬2%‭ ‬في‭ ‬2025،‭ ‬و4‭.‬5%‭ ‬في‭ ‬2026،‭ ‬مدعوماً‭ ‬بنمو‭ ‬القطاع‭ ‬غير‭ ‬النفطي‭ ‬بنسبة‭ ‬3‭.‬7%‭ ‬في‭ ‬2024‭. ‬وبلغت‭ ‬نسبة‭ ‬القطاع‭ ‬غير‭ ‬النفطي‭ ‬86%‭ ‬من‭ ‬إجمالي‭ ‬الناتج‭ ‬المحلي‭ ‬للبحرين‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2024‭. ‬كما‭ ‬ارتفع‭ ‬إجمالي‭ ‬الاستثمار‭ ‬الأجنبي‭ ‬المباشر‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬بنسبة‭ ‬5‭.‬7%‭ ‬خلال‭ ‬2024،‭ ‬ليصل‭ ‬إلى‭ ‬17‭.‬3‭ ‬مليار‭ ‬دينار‭ ‬بحريني‭.‬

ومن‭ ‬أبرز‭ ‬المؤشرات‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬النجاح،‭ ‬احتفاظ‭ ‬دول‭ ‬مثل‭ ‬البحرين‭ ‬والإمارات‭ ‬والسعودية‭ ‬بمراكز‭ ‬متقدمة‭ ‬في‭ ‬تقارير‭ ‬التنافسية‭ ‬العالمية‭ ‬ومؤشرات‭ ‬سهولة‭ ‬ممارسة‭ ‬الأعمال‭. ‬كما‭ ‬حققت‭ ‬البحرين،‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال،‭ ‬تقدماً‭ ‬ملحوظاً‭ ‬في‭ ‬استقطاب‭ ‬الاستثمارات‭ ‬الأجنبية‭ ‬المباشرة،‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬قطاعات‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬المالية‭ ‬والخدمات‭ ‬اللوجستية‭ ‬والصناعات‭ ‬المتقدمة‭.‬

وفي‭ ‬الجانب‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬شهدت‭ ‬المنطقة‭ ‬توسعاً‭ ‬في‭ ‬برامج‭ ‬تمكين‭ ‬الشباب‭ ‬والمرأة،‭ ‬مع‭ ‬إطلاق‭ ‬مبادرات‭ ‬نوعية‭ ‬لدعم‭ ‬الابتكار‭ ‬وريادة‭ ‬الأعمال،‭ ‬ما‭ ‬يعزز‭ ‬من‭ ‬قدرة‭ ‬الاقتصادات‭ ‬الخليجية‭ ‬على‭ ‬مواجهة‭ ‬التحديات‭ ‬المستقبلية‭ ‬واحتضان‭ ‬الكفاءات‭ ‬الوطنية‭.‬

لقد‭ ‬أثبتت‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي‭ ‬أنها‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬السير‭ ‬في‭ ‬خطين‭ ‬متوازيين‭: ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬استقرارها‭ ‬السياسي‭ ‬والأمني‭ ‬في‭ ‬بيئة‭ ‬إقليمية‭ ‬مضطربة،‭ ‬وتنفيذ‭ ‬خططها‭ ‬الطموحة‭ ‬نحو‭ ‬تنمية‭ ‬اقتصادية‭ ‬مستدامة‭ ‬تؤسس‭ ‬لمرحلة‭ ‬جديدة‭ ‬من‭ ‬النمو‭ ‬والازدهار‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا