يشعر المدخنون بالراحة والسعادة بعد التدخين ويستمروا على هذه العادة غير الصحية على الرغم بمعرفتهم انه مضر بالصحة كل ذلك بسبب مادة النيكوتين وادمانهم عليها. في الحوار التالي توضح لنا الدكتورة كوثر العيد استشاري الصحة العامة رئيس جمعية أصدقاء الصحة أسباب إدمان النيكوتين تزامنا مع اليوم العالمي لمكافحة المخدرات
يحدث إدمان النيكوتين عندما تحتاج إلى النيكوتين ولا يمكنك التوقف عن استخدامه. والنيكوتين هو مادة كيميائية موجودة في التبغ تجعل الإقلاع عن التدخين أمرًا صعبًا ولكنه ممكن جداً. ينتج النيكوتين تأثيرات راحة وسعادة في دماغك، لكن هذه التأثيرات مؤقتة جداً. وذلك يجعلك تسعى إلى تدخين سيجارة أخرى او أي نوع من انواع التدخين المختلفة، يصل النيكوتين إلى الدماغ في غضون ثوانٍ من استنشاقه. وفي الدماغ، يزيد النيكوتين من إفراز مواد كيميائية في الدماغ تسمى الناقلات العصبية، والتي تساعد في تنظيم المزاج والسلوك، حيث يتم إطلاق الدوبامين، وهو أحد هذه الناقلات العصبية، في مركز المكافأة في الدماغ ويسبب الشعور بالسعادةً وتحسين المزاج.
كلما دخنت أكثر، زاد احتياجك إلى النيكوتين للشعور المؤقت بالراحة. وعندما تحاول التوقف، فإنك تواجه تغيرات عقلية وجسدية مزعجة وأعراض انسحابية، وهذه هي أعراض الامتناع عن تعاطي النيكوتين.
أعراض إدمان النيكوتين
بالنسبة إلى بعض الأشخاص، يمكن أن يؤدي استخدام أي كمية من التبغ إلى إدمان النيكوتين بسرعة. قد تشمل علامات الإدمان ما يلي:
لا يمكنك الإقلاع عن التدخين. حاولت الإقلاع عنه مرة واحدة أو أكثر بشكل جدي، ولكن محاولاتك باءت بالفشل.
تواجه أعراض الامتناع عند محاول الإقلاع عن التدخين. تسببت محاولتك للإقلاع عن التدخين في حدوث أعراض جسدية ومزاجية لك، مثل الرغبات الملحة، أو القلق، أو الهياج، أو التململ، أو صعوبة التركيز، أو الاكتئاب، أو الإحباط، أو الغضب، أو زيادة الجوع، أو الأرق، أو الإمساك، أو الإسهال.
تواصل التدخين بالرغم من وجود مشكلات صحية لديك. لم تستطع الاقلاع عن التدخين، على الرغم من أنك أصبت بمشكلات صحية في رئتيك أو قلبك.
تتخلى عن الأنشطة الاجتماعية أو الترفيهية من أجل التدخين. قد تتوقف عن الذهاب إلى المطاعم التي لا تضم أماكن خاصة للتدخين أو عن التواصل مع بعض أفراد العائلة أو الأصدقاء لأنك لا تستطيع التدخين في هذه الأماكن أو المواقف.
محفزات التدخين
كلما دخنت أكثر، ازدادت كمية النيكوتين التي تحتاجها للشعور المؤقت بالراحة، ويطلبه الجسم باستمرار وسرعان ما يصبح النيكوتين جزءًا من روتينك اليومي ويرتبط بعاداتك ومشاعرك.
تشمل المواقف الشائعة التي تحفز الرغبة في التدخين ما يلي:
* شرب القهوة أو أخذ فترات راحة في العمل
* التحدُّث عبر الهاتف
* تصفح وسائل التواصل الاجتماعي
* مشاهدة التلفاز
* تناول الكحوليات
* قيادة السيارة
* قضاء بعض الوقت مع الأصدقاء وخصوصاً المدخنين منهم
للتغلب على اعتمادك على النيكوتين، عليك أن تكون على دراية بعوامل التحفيز لديك وأن تضع خطة للتعامل معها.
عوامل الخطر التي تؤدي إلى الإدمان على التدخين
من الوارد أن يصبح أي شخص مدخن أو يستخدم أشكال التبغ الأخرى عرضة لإدمانه. ومن العوامل التي تؤثر في تحديد الفئة التي تستهلك التبغ:
* العمر. يبدأ معظم المدخنين التدخين في أثناء الطفولة أو سنوات المراهقة. وكلما كان عمرك عند بدء التدخين أصغر، كانت فرص إدمانك أعلى.
* العوامل الوراثية. قد تكون احتمالية بدئك التدخين واستمرارك فيه موروثةً جزئيًا. إذ قد تؤثر العوامل الوراثية في كيفية استجابة المستقبلات الموجودة على سطح الخلايا العصبية في الدماغ للجرعات العالية من النيكوتين التي توفرها السجائر.
* الآباء والأقران. يصبح الأطفال الذين يتربّون مع آباء مدخين أكثر عرضة لأن يصبحوا مدخنين هم أيضًا. وكذلك الأطفال ذوو الأصدقاء المدخنين أكثر عرضة لتجربته.
* الاكتئاب أو الأمراض العقلية الأخرى. تُظهر العديد من الدراسات وجود ارتباط بين الاكتئاب والتدخين. فالأشخاص المصابين بالاكتئاب والفصام واضطراب ما بعد الصدمة أو غير ذلك من الأمراض العقلية هم أكثر عرضةً لأن يكونوا مدخنين.
* تعاطي المواد المخدرة والكحوليات. يكون الأشخاص الذين يتعاطون الكحول والمخدرات غير المشروعة أكثر عرضةً لأن يكونوا مدخنين.
الوقاية
إن أفضل طريقة للوقاية من إدمان النيكوتين هي عدم استخدام التبغ في المقام الأول.
وأفضل طريقة لمنع الأطفال من التدخين هي ألا تدخن أنت نفسك. فقد أظهرت الأبحاث أن الأطفال الذين لا يدخن آباؤهم أو الذين نجحوا في الإقلاع عن التدخين هم أقل عرضة لممارسة سلوك التدخين.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك