الرأي الثالث

محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
تنشيط الذاكرة.. واستدامة البرامج
بين حين وآخر تعلن وزارة أو مؤسسة أو هيئة إطلاق مشروع أو تدشين مبادرة أو تنظيم برنامج ما، يكون له صيته وانتشاره وتسويقه.. ونسمع ونقرأ الكثير عن فوائده وآثاره وإيجابياته.. ثم لا يلبث الموضوع أن يتلاشى ويتراجع، ويقل الحماس والتأثير، على الرغم من استمرار المشروع ذاته.. والأمثلة كثيرة.
تغيير مسميات الأمور من دون تغيير في الجوهر والمضمون لن يجلب نتائج كبيرة، ولن ينعكس على الأداء والجودة.. تغيير المسميات تأتي بعد تجهيز البنية الجديدة للمشروع المراد إبرازه وتحقيق أهدافه بشكل مستدام.
خذ مثلا.. نقول مثلا.. مسمى «كبار المواطنين».. ذلك المصطلح الذي أتينا به بدلا من مصطلح «كبار السن أو المسنين».. وقلنا عنه كلاما كثيرا، وربطناه بالتاريخ والقيم والثقافة والاجتماع، وتم سرد العديد من البرامج المخصص لهم، وأشكال الدعم التي تنوعت بين «المالي، الصحي، الاجتماعي.. وحتى الترفيهي».. وتحدثنا عن خصم بنسبة 50% على العديد من رسوم المعاملات الحكومية، مع الأولوية في الحصول على الخدمات الرسمية، وتوفير وحدات الرعاية الصحية المتنقلة، وخدمات التمريض، وتوصيل الأدوية إلى المنزل، والرعاية الخاصة في المنازل، وغيرها من الخدمات التي يتم توفيرها والعمل بها حتى يومنا هذا.. ماذا نعرف عنها؟ ما هي انطباعات وآراء الفئة المستهدفة منها؟
هي خدمات حضارية، ومشاريع وطنية، وبرامج نوعية، تقدمها الدولة عبر مؤسساتها الرسمية، وهناك تعاون من مؤسسات المجتمع المدني.. وهناك أثر وإيجابية.. ولكن الأمر بحاجة إلى تسليط الضوء والتذكير، وعمل «إعادة تنشيط» لذاكرة الرأي العام، وتذكير للفئات المستهدفة بشأن البرامج المخصصة لهم، ومن خلال التطوير المستدام لتلك البرامج.. حتى تكون أكثر جاذبية وتفاعلا.
مناسبة هذا الموضوع، ما قرأته بالأمس من قيام وزارة الطاقة الإماراتية بإطلاق حملة «نحن سندكم» لرعاية كبار المواطنين والمقيمين، عبر توفير خدمات مجانية، واستشارات تطوعية، في مختلف المجالات الحياتية.. وتخصيص نخبة من الموظفين كمستشارين دائمين لكبار المواطنين والمقيمين في مراكز الخدمة، بجانب إطلاق خدمة «لين بابك» التي تتيح للمتعامل إنجاز معاملته من منزله، وتوفير مواقف مخصصة قريبة، ومكاتب ذكية، وإطلاق «الكاونتر الذهبي» المخصص لكبار المواطنين والمقيمين في مراكز الخدمة.
خذ مثلا آخر.. «مشروع المدن الصحية».. مشروع دولي وتنموي.. تمكنت بلادنا من إدراج العديد من المدن في هذا البرنامج الحيوي الذي يتوافق مع أهداف التنمية المستدامة، كما ويؤكد تميز وتطور الخدمات الطبية والرعاية الصحية في بلادنا، وبفضل النهج الحكومي السديد، والكوادر الوطنية والخبرات المتخصصة، وبفضل شراكة من القطاع الخاص والعديد من الأسر الكريمة في بناء المراكز الصحية والتبرع بالأجهزة الطبية والعلاجية.
يحق لنا أن نسأل: أين وصل الأمر في مشروع المدن الصحية.. ماذا حققنا؟ وماذا أنجزنا؟ هل تتصور عزيزي القارئ أن آخر خبر نشر في صفحة «برنامج المدن الصحية» في الموقع الالكتروني لوزارة الصحة كان بتاريخ 3 سبتمبر 2019!
لا أريد أن أتحدث عن أمثلة أخرى، لأنني أدرك أن جهود الدولة متواصلة، وخدماتها مستمرة، وبرامجها مستدامة.. ولكننا بحاجة إلى تنشيط الذاكرة.. وحتى يدرك كل مواطن ومقيم حجم العمل والانجاز الذي تقدمه الدولة ومؤسساتها.. ولربما كان من الواجب كذلك على «حسابات التواصل» أن تسهم في إبراز مثل هذه الخدمات، انطلاقا من «الشراكة المجتمعية».. وتقديرا ووفاء لجهود الدولة.. فهي لها حق علينا.
إقرأ أيضا لـ"محميد المحميد"
aak_news

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك