الرأي الثالث

محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
الثقة والطمأنينة.. والمنصة الوطنية
حرص الناس من مواطنين ومقيمين على وضع ونشر وتداول صور تحمل عبارة «اللهم اجعل بلادنا وخليجنا العربي آمنا».. يعكس الحالة البحرينية العامة الإيجابية.. ففي ظل الأوضاع والتطورات والمستجدات التي تشهدها المنطقة، تتضاعف المسؤولية الوطنية والشراكة المجتمعية، من أجل الحفاظ على الأمن وتعزيز الاستقرار، واستقاء ونقل المعلومات وتداولها من مصادرها الرسمية.. ذلك أن الأمن للجميع وهو مسؤولية الجميع.
في مملكة البحرين، وفي ظل القيادة الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة الملك المعظم حفظه الله ورعاه، ودعم ومتابعة سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله، نجد الاهتمام البارز والحرص الواضح على حماية الوطن والمواطنين والمقيمين، والموقف الرسمي الثابت في تعزيز الأمن والسلم والدعوة للحلول الدبلوماسية، وتجنيب المنطقة كافة الأزمات والحروب، والنزاعات والصراعات.
الثقة والطمأنينة.. واجبات مضاعفة في مثل هذه الظروف.. ثقة بالدولة ومؤسساتها.. نهجها وسياستها.. استعداداتها وجاهزيتها.. اجتماعاتها ومتابعاتها.. كل الأمور في البلاد مطمئنة ولله الحمد.. والحماية المدنية في أقصى درجاتها.. والمواد الغذائية متوافرة.. والرصد البيئي مستمر ومتواصل.. وعودة المسافرين بالخارج تشهد متابعة مكثفة من وزارة الخارجية.
المجتمع البحريني، منفتح ومتماسك.. واعٍ ومتحضر.. ومحافظ على قيم أصيلة.. والشراكة المجتمعية جزء من الانتماء الوطني فيه.. وأبرز نموذج قريب كان جائحة «كورونا»، التي شهدت نجاح وتميز وتفوق مملكة البحرين و«فريق البحرين» في التعامل مع الظروف الاستثنائية.
من الواجب هنا، وفي هذه المرحلة تحديدا.. أن تكون «المنصة الوطنية للحماية المدنية» حاضرة ومرجعا للمعلومات والتعليمات، والتوجيهات والإرشادات.. تلك المنصة التي دشنها معالي وزير الداخلية في الثالث من نوفمبر عام 2023، بعد دراسة علمية ومسح وطني شمل (13 ألف شخص).. المنصة تعد نقلة نوعية في منظومة التوعية الأمنية، وهي وسيلة لتوعية وتثقيف أفراد المجتمع، وذات طابع تفاعلي.
المنصة توفر العديد من الخدمات والمحاور شاملة، تتضمن: الاستعداد والتثقيف والطوارئ المدنية، الطفل الواعي، التطوع لخدمة الدفاع المدني، شروط السلامة والإشراف الوقائي، الوسائط المتعددة.. كما توفر المنصة خدمة أرقام الطوارئ، خرائط للمراكز الأمنية والمراكز الصحية والمستشفيات وغيرها.. وهي تستحق المتابعة المستمرة من الجميع.
لقد أصبحت المنصة رسالة بحرينية حضارية، ونالت الإشادة الدولية، وتم اعتمادها مرجعًا رسميًا في جامعة الدول العربية، واعتمادها نموذجا مرجعيا في الأمم المتحدة، في مجال الحد من مخاطر الكوارث، وهي مركز وطني للمعلومات والإنذار المبكر والتدريب المجتمعي.. ومنذ إطلاق المنصة فقد شهدت تفاعلاً وإقبالاً كبيراً من المجتمع، خاصة وأنها تعتمد على الشراكة المجتمعية كمنهجية أساسية.. ولا بد هنا من الإشادة بجهود الإدارة العامة للدفاع المدني، وكافة الجهات في البلاد، على قيامها بدورها ومسؤولياتها الوطنية والمهنية.
في مثل هذه الظروف.. تكثر الشائعات في المجتمعات.. ويستغل البعض الأزمات لنشر الفتنة والفوضى.. وبث المغالطات والمعلومات غير الصحيحة وتخويف الناس.. ولكن الرهان الثابت والراسخ والدائم على وعي المواطن والمقيم هو الرهان الناجح الذي يبدد كل المخاوف، ووأد الشائعات، ولا يتسرع في نشر ونقل أي معلومة ووضع عبارة «كما وصلني»..!! الخطاب الإعلامي الوطني مسؤولية كل فرد، مواطن ومقيم، كبير وصغير.. اللهم اجعل هذا البلد آمنا مطمئنا.. دائما وأبدا.
إقرأ أيضا لـ"محميد المحميد"
aak_news

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك